أصرّت السلطات السعوديّة على قرارها المُتمثّل في اختيار الدكتور محمد العيسى خطيباً ليوم عرفة، وصعد على المنبر فعليّاً، بعد أن كان تردّد في السّاعات الماضية، بأنه جرى إعفاءه من الخطبة، بعد إجماع ورفض إسلامي لصُعوده على المنبر، وذلك لاتهامات تتعلّق بظُهوره في صلوات يهوديّة، وأخرى هندوسيّة.
العيسى قدّم نفسه شيخاً وسطيّاً، ولكن يبدو أن هذا الطّرح لا يُقنع المُسلمين حول العالم، بدلالة العدد المهول من التغريدات في وسم مُتصدّر “هاشتاق” حمل عنوان “أنزلوا العيسى من على المنبر”، والذي تعدّت فيه التغريدات أكثر من 100 ألف تغريدة.
وفيما قالت حسابات محسوبة على الحكومة السعوديّة بأن الخطبة التي ألقاها العيسى كانت خطبة اعتدال، وتسامح، وتُرَكِّز على الأخلاق، لفت نشطاء إلى تواجد أمني كثيف خلال اعتلاء العيسى المنبر، وهو ما عزاه البعض إلى وجود مخاوف أمنيّة على حياة العيسى، والذي يبدو أنه صعد على المنبر بأوامرٍ ملكيّة، وليس برضا شعبي وإسلامي محلّي وعالمي.
ورصدت “رأي اليوم” خلال مُتابعتها الخطبة، وجود عدد كبير من رجال الأمن خلف العيسى (ظهروا في خلفيّة المنبر)، وزاد عددهم عن خمسة.
ورغم كم الهجمات التي طالت العيسى، قال نشطاء سعوديون بأن هذه حملات إخوانيّة، هدفها النيل من رغبة السعوديّة الانتقال من التشدّد والصّحوة، إلى الانفتاح والتسامح، والاعتدال.
وأطلق نشطاء اسم “إمام المُطبّعين” على محمد العيسى، أمّا مُفتي ليبيا الشيخ صادق الغرياني فأفتى بعدم جواز الصّلاة خلف العيسى قائلاً: “لا تجوز الصلاة خلف خطيب عرفة ويجب على الحجاج الصلاة في مخيماتهم”.
هيئة كبار العلماء السعوديّة بدا من جهتها أنها أرادت تعزيز قرار السلطات السعوديّة باختيار العيسى فقالت: “يشرف في حج هذا العام بإلقاء خطبة عرفة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد العيسى، والذي كان له ولزملائه الدور الكبير في إصدار عدد من قرارات وبيانات الهيئة ذات الشأن العام والتي تبين الدين الإسلامي، وتوضح مقاصده السامية وتحافظ على اللحمة الوطنية”.