تقدم حذر نحو التطبيع.. السعودية تفضل أن تسبقها باكستان أو إندونيسيا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1240
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لا يعد السؤال المطروح على السعودية وباكستان هو أي البلدين سيعترف بإسرائيل، ولكن متى ومن سيذهب أولاً. وعلى مدى العامين الماضيين، انتظرت المملكة أن تعترف دولة مسلمة في آسيا (تضم 3 دول ذات أغلبية مسلمة كبيرة) بإسرائيل أولاً، حيث أن الاعتراف الآسيوي سيمنح غطاء مهما للرياض التي تضم أقدس مدينتين لدى المسلمين؛ وهما مكة والمدينة.

ومقارنة بسكان السعودية البالغ عددهم 35 مليون نسمة، يبلغ عدد سكان باكستان 221 مليونًا، وإندونيسيا 274 مليونًا، وبنجلاديش 165 مليونًا. وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت المملكة إلى انتظار إحدى هذه الدول حتى تحذو حذو الإمارات والبحرين والمغرب والسودان التي اعترفت بإسرائيل.

وتتوقع المملكة أن ينفجر احتجاج جماهيري في هذه الدول ضد التطبيع السعودي مع إسرائيل، حيث تتمتع هذه الدول بهامش للتعبير عن المعارضة أكبر مما هو عليه في معظم أنحاء الشرق الأوسط. وكان يُعتقد أن مثل هذه الاحتجاجات ستمنع السعودية في المضي قدما نحو التطبيع.

وبالرغم أن السعودية أشارت إلى أن إسرائيل "حليف محتمل" وفتحت الباب أمام عملية التطبيع، لكنها بحاجة إلى غطاء للقيام بذلك. ومع ذلك، قد تحمل الزيارة المحتملة للرئيس الأمريكي "جو بايدن" أخبارا حاسمة حول خطط التطبيع السعودي مع إسرائيل.

وتهدف الزيارة إلى تحسين العلاقات المتوترة منذ وصول "بايدن" إلى السلطة؛ بسبب شكوك السعودية بشأن الالتزامات الأمنية الأمريكية، ومطالب الولايات المتحدة بأن تزيد المملكة من إنتاج النفط في محاولة لخفض الأسعار والحد من صادرات الطاقة الروسية، والتعاون السعودي الصيني في ملف الصواريخ، ومقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في 2018.

وقبل الزيارة، لم ترفض والسعودية اقتراحًا أمريكيًا بشأن نظام دفاع جوي إقليمي في الشرق الأوسط من شأنه أن يشمل المملكة وإسرائيل. لكن من غير المرجح أن يرى ولي العهد "محمد بن سلمان" زيارة "بايدن" مبررا للاعتراف بإسرائيل. والأرجح أنه سيواصل الإصرار على "ورقة توت" في شكل تقدم بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو تقدم دولة آسيوية كبيرة ذات أغلبية مسلمة لذلك.

تركيز على إندونيسيا

وعلى مدار العامين الماضيين، تركز الكثير من الاهتمام على إندونيسيا باعتبارها الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، ولديها مجتمع مدني ينبض بالحياة نسبيا.

وزار وفد من حركة "نهضة العلماء" الإندونيسية (أكبر منظمة إسلامية رسمية في العالم) إسرائيل والتقوا بقادة إسرائيليين عدة مرات في العقدين الماضيين، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إندونيسيا وإسرائيل، كما أن للحركة علاقات وثيقة مع مجموعات يهودية أمريكية مختلفة.

وبالمثل، فإن غياب العلاقات الرسمية بين إسرائيل وإندونيسيا لم يمنع الدبلوماسيين والعلماء والصحفيين الإسرائيليين من الحفاظ على الاتصال وزيارة نظرائهم في إندونيسيا.

ومع ذلك، فقد رفضت إندونيسيا طلبات كل من إدارة "دونالد ترامب" و"بايدن" للتحرك نحو الاعتراف بإسرائيل.

 

تمسك باكستاني بالرفض

وقد لا يشكل رفض إندونيسيا مفاجأة، لكن المفاجئ هو الرهان على إمكانية قيام باكستان بعقد صفقة مع إسرائيل بالرغم أن المواقف المحافظة دينيا جزء من نسيج المجتمع وجزء معتبر من مؤسسات الدولة. 

وقد أثارت الزيارة الأخيرة إلى إسرائيل من قبل وفد من النشطاء الباكستانيين (الذين يسعون إلى تعزيز الاتصالات الشعبية) الغضب والجدل في باكستان. وضمت المجموعة، التي التقت بالرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج"، باكستانيين أمريكيين وبريطانيين والصحفي الباكستاني البارز "أحمد قريشي"، و"فيشل بن خالد" وهو يهودي باكستاني.

وقال الصحفي الباكستاني المقيم في لندن "حمزة أزهر": "بدون إذن أو على الأقل علم الجهات الرسمية، لا يمكن لأي صحفي باكستاني القيام بهذه الزيارة إلى إسرائيل والعودة بأمان، مما يعكس كيف تطورت المواقف المتعلقة بإسرائيل لدى القوة النووية الإسلامية الوحيدة في العالم". ولكن ذلك لم يمنع التلفزيون الباكستاني الحكومي من طرد "قريشي".

وأوضح "قريشي" أن "النبأ السار هو أن لدينا اليوم أول نقاش قوي وثري على الصعيد الوطني في باكستان حول إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وقد رأى العديد من الباكستانيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء المخلوع "عمران خان"، أن زيارة إسرائيل تخدم جهود الجيش الباكستاني لتكوين علاقات أوثق مع الدولة اليهودية. وبحسب ما ورد، زار "زلفي بخاري"، مساعد "خان"، إسرائيل للاجتماع مع رئيس الموساد آنذاك "يوسي كوهين"، فيما نفى "بخاري" سفره إلى إسرائيل.

وتأتي زيارة النشطاء الباكستانيين بعد عامين من دعوة أكاديميين باكستانيين، في مقال رأي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى التعاون الباكستاني الإسرائيلي في حل أزمة المياه في باكستان.

وبالمثل، جادل المحلل السياسي الباكستاني "سعد حافظ"، مؤخرًا، بأن اعتراف باكستان بإسرائيل سيكسبها دعم إدارة "بايدن" واللوبي الإسرائيلي في واشنطن، وبالتالي ضمان دعم صندوق النقد الدولي لاقتصاد البلاد المنهك.

ورأى "حافظ" أن باكستان يمكن أن تستفيد من التكنولوجيا الإسرائيلية للحفاظ على المياه، وأضاف: "يمكن للقيادة الأمريكية والكونجرس واللوبي القوي المؤيد لإسرائيل أن يدعموا استئناف المساعدة المالية لباكستان كحافز إذا وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ولدى الباكستانيين والإسرائيليين صلات من نواحٍ أخرى؛ على سبيل المثال، يقدم العديد من الباكستانيين خدماتهم على "فيفر"، وهو سوق إسرائيلي للمهنيين المستقلين.

وقد تناقضت درجات التعاون السعودي والباكستاني مع إسرائيل بشكل صارخ مع التشريع الذي أقره البرلمان العراقي قبل أسبوعين والذي يجرم الاتصال بإسرائيل. 

يشار إلى أن حكومة الحوثيين في اليمن لا تحظر الاتصال مع إسرائيل فقط لكن أيضًا مع اليهود. ومن غير المرجح أن تحذو باكستان حذو العراق أو الحوثيين.

ومع ذلك، قال "حافظ": "من غير المرجح أن تتمتع الحكومة الائتلافية الهشة في باكستان بالمصداقية والوقت لاتخاذ قرار محفوف بالمخاطر سياسياً مثل فتح حوار مع إسرائيل، لا سيما مع استمرار ظلال عمران خان في الشارع الباكستاني". 

 

المصدر | جيمس دورسي/ أوراسيا ريفيو – ترجمة وتحرير الخليج الجديد