مركز الأمن القوميّ: أردوغان بادر لإعادة علاقاته بالسعودية والإمارات “طمعًا” بإسرائيل..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1191
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

خلافاته الشخصيّة مع بن سلمان ستُعيق المُصالحة.. إرضاءً للمملكة اعتبر هجمات الحوثيين “عمليات إرهابيّة” ونقل ملّف خاشقجي للرياض 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

أكّدت دراسة جديدة صادرة عن مركز دراسات الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ التقارب الحاصل في هذه الأيّام بين تركيّا والسعودية والإمارات، سيؤدّي لتعزيز العلاقات بين أنقرة ودولة الاحتلال، ويدفع الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، لاتخاذ مواقف أكثر اعتدالاً فيما يتعلّق بالقضايا الإقليميّة المُهمة جدًا لإسرائيل، على الرغم من أنّ الدافع التركيّ لإعادة العلاقات مع الدولتيْن العربيتيْن كان اقتصاديًا، إلّا أنّه يحمل في طيّاته الأبعاد الجيو-سياسيّة.

وشدّدّت الدراسة على أنّ تركيا هي التي بدأت بالمبادرة لإصلاح ذات البين مع الرياض وأبو ظبي في مسعىً منها لتحسين علاقاتها مع كلٍّ من إسرائيل ومصر، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّه في العام الأخير شهدت العلاقات التركيّة مع دولٍ عربيّةٍ مركزيّةٍ تغييراتٍ مفصليّةٍ وذلك بعد عقدٍ من الزمن، كانت فيه العلاقات بين الطرفيْن متوترّةً.

ورأت الدراسة أيضًا أنّ قرار تركيّا بنقل قضية اغتيال الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول من أنقرة إلى الرياض، جاء بعد سلسلة من المفاوضات استمرّت عامًا بين الطرفيْن في إطار التحضير لزيارة أردوغان إلى الرياض.

وأوضحت الدراسة الإسرائيليّة أنّ هناك دليلاً آخر على تغيير الموقف التركيّ بما يتناسب مع السياسة السعوديّة، والذي أكّد تساوق المصالح بين الرياض وأنقرة فيما يتعلّق بالحرب على اليمن، مُشيرةً إلى أنّ الهجمات التي قامت بتنفيذها جماعة الحوثي ضدّ الإمارات والسعوديّة في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، دفعت الخارجيّة التركيّة إلى شجبها واستنكارها وتسميتها لأوّل مرّة بالعمليات الإرهابيّة.

ومضت الدراسة قائلةً “يبدو أنّ المفاوضات بين الأطراف، الرياض، أنقرة وأبو ظبي تتركّز في التعاون الاقتصاديّ، وعلى الرغم من عدم الثقة بين اللاعبين، إلّا أنّه بالنسبة للإمارات فإنّ تسخين العلاقات مع تركيّا يتلاءم مع سياستها القاضية بتوسيع تأثيرها الاقتصاديّ عن طريق استغلال الموقع الجغرافيّ المركزيّ لأنقرة”، مُضيفةً:”بالمُقابل، فإنّه بسبب الأزمة الاقتصاديّة الصعبة، التي تمُرّ تركيّا فيها والتي تتفاقم يومًا بعد يومٍ، فإنّها بحاجةٍ ماسّةٍ لتوسيع نشاطها الاقتصاديّ وجلب مستثمرين أجانب، ولذا فإنّها راغبة جدًا ودون تأخيرٍ بالدخول مُجددًا إلى أكبر سوقٍ تجاريٍّ في الشرق الأوسط، أيْ بالمملكة العربيّة السعوديّة.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، رأت الدراسة الإسرائيليّة أنّ السعوديّة والإمارات ودولٍ أخرى في الخليج ينظرون إلى تركيّا السُنيّة كلاعبٍ مهمٍ جدًا في إيجاد توازنٍ ولو بشكلٍ جزئيٍّ ضدّ إيران الشيعيّة، التي من شأنها أنْ تزيد عملياتها العدوانيّة ضدّ دول الخليج، وهذه الإستراتجيّة الخليجيّة، أضافت مركز أبحاث الأمن القوميّ بتل أبيب، تدفع الإمارات والسعوديّة للتقرّب أكثر من تركيّا، ولكن من غير المؤكّد أنّ أنقرة تشاركهما في هذه النظرة، ذلك أنّه على الرغم من التوتّر القصير الذي يشوب أحيانًا العلاقات التركيّة-الإيرانيّة، فإنّ إستراتيجيّة أنقرة تختلِف عن الخليجيّة، ولذا فإنّ هذه القضية من شأنها أنْ تكون مُستقبلاً موضع خلافٍ بين تركيّا من ناحية، والسعوديّة والإمارات من الناحية الأخرى، بحسب الدراسة.

مُعّدو الدراسة أكّدوا أنّ الحوار المُستمّر بين الرياض وأنقرة خفف من وطأة التوتر بينهما، ولكن الخلاف الشخصيّ بين أردوغان وبين وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، سيُواصِل التأثير سلبًا، ويزيد من التردد في إعادة العلاقات بينهما.

الدراسة تطرّقت أيضًا إلى العلاقة المصريّة-التركيّة المُتوترّة والمقطوعة، إذْ أنّ الرياض وأبو ظبي تطمحان بترميم العلاقات بين القاهرة وأنقرة، على الرغم من أنّ تركيّا تجِد صعوبةً كبيرةً بالاعتراف بشرعية نظام الرئيس عبد الفتّاح السيسي، ومع ذلك، فإنّه من الجانب التركيّ كانت هناك تقارير عن نية أنقرة تعيين سفيرٍ لها في القاهرة، وذلك بعد مرور تسعة أعوامٍ على طرد سفيرها من مصر، كما أنّ التقارير أفادت بأنّ وزير الخارجيّة المصريّ سيزور أنقرة قريبًا.

وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ قدرة الدول السُنيّة على تحمّل المخاطر وانتهاج سياسة عمليّة (براغماتيّة) في العلاقات مع تركيّا، تُعتبر حجر الأساس في قدرة هذه الدول للتأثير على التطورّات الإقليميّة وإعادة رسم التحالفات من جديدٍ، ولذا تبقى التباينات بين هذه الدول وأنقرة في عدّة مواضيع بمثابة حجر عثرةٍ في تطوير العلاقات بينهم، لأنّ التحدّيات التي تِقف في الطريق تمنعهن من تطوير العلاقات مع تركيّا، وتدفعهن للتشكيك بنوايا تركيّا بسعيها للتودد والغزل مع دول الخليج، وهو نفس التشكيك القائم بتل أبيب، كما قالت الدراسة.