نشرت صحيفة الإندبندنت مقال رأي تناول علاقة دول الخليج مع روسيا والمتغيرات في علاقتها مع دول الغرب.
وجاء المقال تحت عنوان “قواعد موسكو: لماذا يبدّي شركاء الغرب في الشرق الأوسط بوتين على المبادئ خلال حرب أوكرانيا؟”.
واعتبر أن دول الخليج لم تساند حلفاءها الغربيين بعد هجوم روسيا على أوكرانيا.
وقال الكاتب بورزو دراغاهي: “لم يتمكن الغرب من الاعتماد على تصويت الإمارات في الأمم المتحدة لإدانة الغزو. وخلال التصويت يوم الخميس على تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد جرائم الحرب المزعومة في أوكرانيا، امتنعت جميع دول الخليج عن التصويت”.
وأضاف أن الغرب “لم يتمكن من حمل دول الخليج على زيادة إنتاج النفط والغاز لتجنب آثار إبعاد النفط الروسي عن الأسواق. ولم يتمكن من إقناعها بالالتزام بالعقوبات”.
وأوضح وجهة نظره بالقول “تتمتع موسكو بعلاقة وثيقة بشكل خاص مع الإمارات العربية المتحدة، ويشترك البلدان في مناورات خارجية عبر أفريقيا والشرق الأوسط. وفي غضون ذلك، تسعى الولايات المتحدة جهراً ونشطاً إلى فك الارتباط في الشرق الأوسط”.
وقال إن “العلاقات بين روسيا والخليج أعمق مما يتخيله الكثيرون في واشنطن”. وأضاف “يُزعم أن الإمارات العربية المتحدة استأجرت مجموعة مرتزقة فاغنر المرتبطة بالكرملين لإجراء عمليات قتالية لدعم القائد العسكري خليفة حفتر في ليبيا، وهي علاقة تشير إلى تعاون أمني بعيد المدى على أعلى المستويات”.
وقال الكاتب إن “أمير الحرب الشيشاني الروسي رمضان قديروف الذي يُزعم أنه يحتفظ بفيلا بقيمة 7 ملايين دولار في دبي، وفر التدريب العسكري للقوات المسلحة الإماراتية وعمل كمبعوث من الكرملين لدى أنظمة استبدادية في العالم الإسلامي”.
وأضاف أن الإمارات “استثمرت الملايين في مشاريع تنموية في الشيشان، بما في ذلك مول غروزني الضخم وبرج أخمات الفاخر المكون من مئة طابق”.
وتابع مقال الإندبندنت أن وزارة الخارجية الأمريكية حثت الدبلوماسيين، في برقية دبلوماسية مسربة ألغيت لاحقاً، على اعتبار الإمارات إلى جانب الهند “في معسكر روسيا” في ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بعد امتناع البلدين عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة حرب الكرملين.
وقالت البرقية “إن الاستمرار في الدعوة إلى الحوار، كما فعلتم في مجلس الأمن، ليس موقفاً محايداً”؛ كما أضافت المذكرة التي حصل عليها الموقع الإخباري أكسيوس أنها “تضعكم في معسكر روسيا المعتدي في هذا الصراع”.
ودافعت الإمارات عن تصويتها في مجلس الأمن من خلال الإصرار على أن “الانحياز لأي طرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف”.
ورأى كاتب المقال أن “قيادة أبو ظبي تشعر على الأرجح أنها تستطيع الإفلات بدرجة كبيرة من الانحراف عن الخط الأمريكي بعد التوقيع على اتفاقيات أبراهام التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وحصلت على استحسان المشرعين المؤيدين لإسرائيل في واشنطن”.
وبحسب المقال، “ظلت العلاقات بين السعودية وواشنطن فاترة منذ بداية رئاسة بايدن. وأثناء ترشحه لمنصب الرئيس، وصف بايدن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه ديكتاتور وحشي. كما تعارض الرياض جهود واشنطن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، العدو اللدود للسعودية”.
وأضاف الكاتب أن “هناك أيضا مصالح اقتصادية معينة. على الرغم من أن روسيا ليست عضواً في أوبك، إلا أنها شريك في كارتل النفط ويمكن أن تقلب توقعات الأسعار من خلال زيادة الإنتاج أو خفضه. وتشارك الإمارات وروسيا في الموانئ ومشاريع البنية التحتية الأخرى في جميع أنحاء أفريقيا”.
كما تحدث عن “تقارب أيديولوجي بين بوتين ودول الخليج”.
وأوضح: “تشعر روسيا وشبه الجزيرة العربية بالريبة تجاه الديمقراطية … وتسعى للسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام والحياة المدنية. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن تكون أي صفقة – سواء كانت اقتصادية أو جيوسياسية – مع الولايات المتحدة أو أوروبا محفوفة باهتمام وسائل الإعلام والتدقيق العام لسجلات حقوق الإنسان في الخليج”.
وتابع أن “هناك تصورا أيضاً بأن روسيا تقف إلى جانب حلفائها على مدى عقود، كما دعمت بشار الأسد في سوريا، بينما الولايات المتحدة متقلبة وغير موثوقة، كما حدث عندما سمحت لحسني مبارك بالسقوط في عام 2011”. (بي بي سي)