ديناميات متغيرة.. فصل جديد من العلاقات بين دول الخليج وأمريكا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 954
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بالرغم من الغضب المشتعل في العواصم الغربية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت العديد من الدول، بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مترددة في مواجهة روسيا أو دعم العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.

ويبدو أن الإمارات والسعودية أعطتا الأولوية للعلاقات مع موسكو برفضهما المناشدات الأمريكية لزيادة إمدادات النفط لتهدئة أسواق الطاقة.

ومنذ أشهر، حاول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وإدارته إقناع البلدين الخليجيين على وجه الخصوص بزيادة الإنتاج، لكنهما رفضا دعوات واشنطن.

وأكدت السعودية والإمارات الالتزام باتفاق "أوبك+"، ورفضتا تجاوز الخطة المتفق عليها العام الماضي حول الزيادات الشهرية في الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا.

كما بدا أن الإمارات تؤكد استقلال سياستها الخارجية عندما امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن لصالح قرار يدين روسيا بسبب الغزو.

وقبل أكثر من عام بقليل، كانت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة قوية أكثر مما كانت في أي وقت مضى.

وفي عهد الرئيس السابق "دونالد ترامب"، وقعت الإمارات اتفاقا توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي خطوة تاريخية لأبوظبي تراجعت بموجبها عن موقف طويل الأمد ضد التطبيع مع إسرائيل في العالم العربي.

وبعد فترة وجيزة، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 23 مليار دولار تتضمن حصول الإمارات على الطائرة المقاتلة المتطورة من طراز "إف-35".

وكانت إسرائيل، حتى الآن، الدولة الوحيدة في المنطقة التي حصلت على تلك الطائرة.

لكن في الأشهر الأخيرة، أعربت الإمارات عن عدم ارتياحها لما تعتبره تراجع واشنطن عن التزامها بأمن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" تجاهلا مكالمات من "بايدن" مرارا وتكرارا.

وقالت "إيلين ليبسون"، مديرة برنامج الأمن الدولي بجامعة "جورج ميسون"، خلال جلسة استضافها مركز "ويلسون": "نحن في لحظة تشهد احتكاكا حادا بين واشنطن والعديد من دول الخليج، حيث لم تتجاوب بعض دول الخليج بشكل جيد مع مطالب عزل روسيا".

 

  • شكوك بشأن التزام الولايات المتحدة

ويعد أحد أسباب عمل دول الخليج وفق أجندات السياسة الخارجية الخاصة بها هو التحول الملحوظ في اهتمام واشنطن بعيدا عن المنطقة.

وقد تحدث الخبراء مرارا وتكرارا حول أن الولايات المتحدة ستظل على الأرجح الشريك الأوثق فيما يتعلق بالقضايا العسكرية والأمنية.

ومع ذلك، فقد لاحظت العديد من الدول الانسحابات الأمريكية من المنطقة، في أفغانستان والعراق وسوريا، وأبدت قلقها من أن واشنطن لم تعد مستعدة لتقديم نفس المستوى من الدعم الذي قدمته على مدى العقود العديدة الماضية.

وبينما يستمر البنتاجون في الحفاظ على وجود كبير في المنطقة، ركز تقرير "المدير الوطني للاستخبارات"، حول التهديدات الأمنية العالمية، إلى حد كبير على روسيا والصين، مع تركيز محدود على الشرق الأوسط.

وقال "محجوب الزويري"، مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر: "هناك شكوك جدية بشأن فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة".

وقالت "ليبسون": "نتيجة لذلك، نرى المنطقة تتحرك أكثر فأكثر نحو تنفيذ أجنداتها الأمنية الخاصة"، في إشارة إلى كيفية تعامل السعودية والإمارات وقطر مع إيران.

وأجرت السعودية وإيران سلسلة محادثات تهدف إلى تهدئة التوترات بين الخصمين الإقليميين.

ومع ذلك، ورد أن تلك المحادثات تم تعليقها.

وفي غضون ذلك، استضافت قطر، التي تتمتع بعلاقات ودية نسبيا مع إيران، معرضا دفاعيا مؤخرا ضم صانعي الأسلحة الإيرانيين، فضلا عن الشركات المصنعة الأمريكية.

وقالت "ليبسون": "أظهرت دول الخليج أنها أكثر تقبلا لإعادة التفكير في كيفية إدارة علاقتها مع إيران، بالرغم من كل المخاطر والشكوك".

  • العلاقات الإماراتية المتوترة مع "بايدن"

ومن بين دول مجلس التعاون الخليجي، شهدت الإمارات التغيير الأكثر ديناميكية في علاقتها بواشنطن على مدى الأعوام العديدة الماضية.

وخلال إدارة الرئيس "دونالد ترامب"، قادت أبوظبي الطريق لاتفاقات التطبيع مع إسرائيل، في خرق للإجماع التاريخي بين الدول العربية.

ثم دفع "ترامب" بعد ذلك باتجاه صفقة الأسلحة التي تضمنت إرسال طائرات "إف-35" إلى أبوظبي.

ولكن في عهد "بايدن"، تم تعليق هذه الصفقة مؤقتا، وسط توترات بشأن علاقات الإمارات مع الصين.

كما تضغط الإمارات على الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري "بشار الأسد".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "تشعر بخيبة أمل عميقة" لتلك العلاقات الدافئة بين الإمارات والنظام السوري.

وقد اعترف سفير الإمارات في الولايات المتحدة، "يوسف العتيبة"، بأن العلاقات بين البلدين تمر بـ "اختبار".

وقالت "ليبسون": "نحن في الواقع في مرحلة من العلاقات المتوترة بين أبوظبي و واشنطن".

وأضافت: "قد يعزو البعض ذلك إلى أن إدارة بايدن في السلطة، لكنني أعتقد أن تلك العلاقات المتوترة تشير إلى أن المشهد الأمني ​​في هذه المنطقة ديناميكي ومتعددة الأوجه".

المصدر | عمر الفاروق/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد