"ليست حربنا".. دول الخليج تواصل مقاومة الضغط الأمريكي لزيادة إنتاج النفط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1190
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في قفزة كبيرة في أسعار الطاقة. وقاومت الممالك الخليجية الغنية بالنفط الضغوط الغربية لرفع الإنتاج، لأن الأسعار المرتفعة تخدم مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

ووصل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط إلى 115 دولارا يوم الخميس، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2008، مع تسبب الحرب والعقوبات ضد موسكو في إثارة المخاوف بشأن الإمدادات العالمية.

وتعد روسيا ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بعد السعودية الحليفة للحكومات الغربية التي بدأت في السنوات الأخيرة نسج علاقات خاصة مع موسكو أيضًا.

 

رفض الاستجابة للضغط

رفضت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها "أوبك+"، التي تقودها الرياض وموسكو، دعوات زيادة لإنتاج بشكل سريع، بالرغم من الضغط على دول الخليج بشكل خاص.

وقالت المجموعة إن "التقلبات الحالية ليست ناجمة عن التغييرات في أساسيات السوق وإنما عن التطورات الجيوسياسية الحالية".

وقال الخبير "حسن الحسن"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "دول الخليج تختبر قدرتها على انتزاع استقلالية استراتيجية للدفاع عن مصالحها الوطنية".

وإذا بقيت الأسعار فوق 100 دولار، فإن هذا يعني أن أيًا من دول مجلس التعاون الخليجي الست لن تواجه عجزًا في الموازنة بحلول عام 2023، حسبما كتبت الباحثة "كارين يونج" من معهد دول الخليج العربي في واشنطن.

وقالت "أمينة بكر" المحللة في مؤسسة "إنيرجي إنتلجنس" المتخصصة بالطاقة: "أوبك + ترى أنه لا يوجد نقص مادي في الخام في السوق"، كما ترى أن عدم اليقين بشأن النفط هو ما يجعل سعره يرتفع، مضيفة أن "تأثير العقوبات الغربية ضد صادرات روسيا الهيدروكربونية لا يزال مجهولًا".

 

إدراك الحاجة لروسيا

وقالت المحللة إن اثنتين فقط من دول "أوبك+" لديهما القدرة على فتح الباب لفيضان من الإنتاج، وهما السعودية والإمارات، ولكن حتى لو فعلتا فلن تكونا قادرتين على تعويض الصادرات الروسية.

وأضافت: "تشير حساباتنا إلى أن السعة الاحتياطية لأوبك+ عند 2.5 مليون برميل يوميًا وهذا أقل بكثير من صادرات روسيا التي تصل إلى 4.8 مليون برميل يوميًا".

ومع ذلك، فإن البلدان المنتجة تدرك أن ارتفاع الأسعار يخاطر بانهيار الاقتصاد العالمي وتسريع تحول الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري، في وقت ما يزال فيه التعافي من وباء "كوفيد-19" هشًا.

وقال الباحث "الحسن": "الأكثر أهمية بالنسبة للسعودية هو استقرار أسعار النفط. المملكة تعتمد على تعاون روسيا في ذلك"، وأشار إلى أن السعودية وروسيا تصادمتا من قبل بشأن حصص الإنتاج، ما أدى إلى حرب أسعار.

ووافقت "أمينة بكر" على أن "إبقاء روسيا كجزء من أوبك+ أمر تنظر إليه الدول الأعضاء على أنه مهم للغاية. وهي الطريقة الوحيدة لضمان أداة فعالة لإدارة السوق في السنوات القادمة".

 

امتحان العلاقات الأمريكية الخليجية

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة، الثلاثاء، أن الدول الأعضاء ستفرج عن 60 مليون برميل من النفط من احتياطياتها الاستراتيجية لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية. وستفرج الولايات المتحدة وحدها عن 30 مليون برميل، أي نصف الكمية.

وقال "الحسن" إن الضغط الذي وضعته الولايات المتحدة على شركائها في الخليج "محدود" حتى الآن، مضيفًا: "سنرى ما إذا كان الضغط سيزيد في الأيام المقبلة".

ويرى المحلل أن دول الخليج تقول لنفسها: "هذه ليست حربنا"، وهي بالمناسبة رسالة مشابهة للغاية، للرسالة التي أرسلتها الولايات المتحدة باستمرار إلى دول الخليج بشأن اليمن على مدار السنوات القليلة الماضية.

وكانت الرياض وأبوظبي ترغبان بدعم من واشنطن ضد المتمردين الحوثيين، لكن الولايات المتحدة كانت مترددة في الانخراط في صراع كانت فيه جميع الأطراف متورطة في جرائم حرب.

وتستضيف الإمارات القوات الأمريكية وكانت شريكًا استراتيجيًا لواشنطن منذ عقود، لكن علاقاتها مع روسيا كانت تنمو أيضًا منذ فترة.

وبصفتها رئيسة حالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، امتنعت الإمارات، الجمعة الماضي، عن التصويت على مشروع قرار ألباني أمريكي يدين غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة "يوسف العتيبة"، إن العلاقات الأمريكية الإماراتية تواجه الآن "اختبارا جديا" لكنه أعرب عن ثقته "بأننا سنخرج من هذا وسنصل إلى مكان أفضل".

 

المصدر | سحر العطار | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد