و. س. جورنال: صدمة أمريكية من موقف الخليج وإسرائيل إزاء الحرب الأوكرانية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1110
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هناك صدمة حقيقية في واشنطن من موقف الإمارات والسعودية وإسرائيل من الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا المدعومة من الغرب.

وذكرت الصحيفة أن الدول الثلاث المذكورة آثرت تبني موقف محايد أو توجيه انتقادات مخففة ضد روسيا؛ ما يشير إلي تنامي نفوذ موسكو في المنطقة التي تراجعت في قائمة الأولويات الأمريكية.

وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تضغط على تلك الدول التي تعد من شركائها الرئيسيين في المنطقة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية لكن دون أن تحصل حتى الآن على النتائج المرجوة.

وأوضحت الصحيفة أن السعودية التي تقود منظمة "أوبك" النفطية، رفضت طلبات الولايات المتحدة لضخ مزيد من النفط للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار الخام التي تجاوزت 110 دولارات للبرميل وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

كما تجاهلت الإمارات، التي تستضيف القوات الأمريكية، الضغط الأمريكي في هذا الصدد، وامتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.

وحتى إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة في المنطقة، رفضت طلبًا من أوكرانيا حليفة واشنطن للحصول على أسلحة ومعدات عسكرية أخرى، مثل الخوذات والسترات الواقية، بسحب سفير أوكرانيا "يفجن كورنيتشوك".

ووفق الصحيفة، قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب، تخشى أن يؤدي انحيازها إلى طرف مناهض لموسكو إلى فقدان الجيش الإسرائيلي ميزة التنسيق مع روسيا في هجماته ضد القوات الإيرانية في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن  مسؤول أمريكي كبير قوله إن الرد الدبلوماسي في المنطقة (على الغزو الروسي لأوكرانيا حليفة أمريكا والغرب) كان أكثر حذرا مما كانت تفضله واشنطن. 

وعلى الرغم من ذلك، عقب المسؤول بأن هناك اتفاقات بعيدة المدى غير معلنة فيما يتعلق بتهدئة أسواق الطاقة وتجنب الصدمات الاقتصادية إذا أطال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الصراع. 

وقال المسؤول: "نحن نركز على ضمان ممارسة أقصى قدر من الضغط على روسيا و"بوتين"، مع تخفيف المخاطر على الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي"، مضيفا أن المحادثات رفيعة المستوى مع السعوديين وآخرين تهدف إلى "التأكد أننا منسقون ونفهم تصرفات بعضنا البعض".

وعزت الصحيفة تعقد جهود الولايات المتحدة للتأثير على السعودية إلى العلاقات المشحونة بين الرئيس "بايدن" وولي عهد المملكة الأمير "محمد بن سلمان"، الذي نبذه الرئيس الأمريكي لدوره في مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في عام 2018.

وقال أحد المستشارين السعوديين: "حقيقة أن بايدن يرفض الاعتراف بمحمد بن سلمان باعتباره الزعيم الفعلي السعودية، يجعل القرار أسهل على ولي العهد السعودي للانحياز إلى جانب بوتين".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن إدارة "بايدن" تعمل على إعادة بناء العلاقات مع السعوديين، وأرسلت وفودا رفيعة المستوى إلى الرياض من أجل تحقيق ذلك.

وذكرت الصحيفة أن علاقات الإدارة الأمريكية مع الإمارات، بدت أكثر برودة، وتمثل ذلك في امتناع الدولة الخليجية عن تصويت مجلس الأمن لإدانة الغزو الروسي، رغم المناشدات المباشرة من وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين".

وقال "أنور قرقاش" المستشار السياسي للرئيس الإماراتي في تغريدة: "في الأزمة الأوكرانية أولوياتنا تشجيع جميع الأطراف لتبني الدبلوماسية والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة".

وأشارت الصحيفة إلي أنه يبدو أن قرار أبوظبي بعدم دعم القرار مرتبط بجهودها لكسب دعم موسكو لقرار منفصل للأمم المتحدة يدين الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة ضد الإمارات، والمملكة العربية السعودية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن.

ووافق مجلس الأمن، الإثنين، على هذا القرار بدعم روسي،  وتعليقا على ذلك قال "بيتر سالزبري"، محلل شؤون اليمن البارز في مجموعة الأزمات الدولية: "كان التصور القوي بين الدبلوماسيين أن هناك مقايضة" (بين الإمارات وروسيا).

من جهته، أبدى رئيس وزراء إسرائيل "نفتالي بينت" تحفظ بلاده على طلب أوكرانيا تزويدها بأسلحة، لكنه تعهد بتقديم 100 طن من المساعدات غير العسكرية.

وقال "بينيت" خلال المؤتمر الصحفي: "لدينا سياسة مدروسة ومسؤولة للغاية هدفها مساعدة الشعب الأوكراني وبذل ما في وسعنا لتخفيف بعض الضغوط وعواقب هذا الوضع المروع".

وترى  "كارين يونج" الزميلة البارزة في معهد الشرق الأوسط أن "بوتين" نجح في خلق نفوذ مع القادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأضافت: "على الرغم من إنفاقها المليارات، إلا أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على مضاهاة تأثير بوتين.. أعتقد أنها صدمة حقيقية للولايات المتحدة".

وذكرت أنه "كلما استمرت الحرب، زاد الضغط الذي قد يواجهه شركاء الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة للتوافق بشكل أوثق مع واشنطن". 

وتابعت أنه على الرغم من أن روسيا عززت العلاقات مع المنطقة، إلا أن موسكو لا تقدم نفس الدعم العسكري طويل الأمد للرياض وأبوظبي. 

وقالت: "روسيا ليس لديها القدرة على لعب هذا الدور ، ليس الآن أو في المستقبل".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات