من دولة منبوذة لشريك.. هكذا ربحت السعودية من الأزمة الأوكرانية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1144
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أنه مع تزايد التوترات بسبب الحشد الروسي على حدود أوكرانيا واحتمال حدوث غزو روسي وشيك، تمكنت السعودية من "استخدام هذه التوترات لإعادة تأسيس نفسها ليس فقط في أسواق الطاقة ولكن في السياسة العالمية".

وسلطت "بلومبرج" في تقرير لها الضوء على التغيير الذي طرأ على السياسة في واشنطن بعد عام من تولي "جو بايدن" الرئاسة ومواقفه ضد سياسة المملكة ورفضه لقاء ولي العهد، "محمد بن سلمان"، لكن الحاجة إلى النفط السعودي في ضوء أزمة أوكرانيا وحرب اليمن دفعا واشنطن إلى التعامل مع واقع جديد، وفق التقرير.

ويمضي التحليل إلى القول إن السعودية مرت بأربع سنوات صعبة، منذ قضية مقتل الصحفي السعودي، "جمال خاشقجي"، التي "ألحقت ضررا شديدا بها"، وحرب اليمن التي "أضرت بسمعتها كقوة مهيمنة إقليمية"، وتراجع أسعار النفط في 2020 بسبب جائحة "كورونا"، ما أدى إلى "سحق" اقتصادها، ثم وصول "بايدن" إلى البيت الأبيض ووعده بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة".

لكن السعوديين "يعودون الآن إلى العمل"، مع سيطرة الرياض على 55% من إنتاج النفط الخام في العالم التي يمكن استغلالها في وقت قصير لتخفيف أي توقف للإمدادات بسبب أزمة أوكرانيا، ما يعتبر "أداة قوية (للسعودية) في عالم قلق بشأن ارتفاع أسعار النفط والتضخم".

ومع اقتراب خام برنت من 100 دولار للبرميل، تحقق الرياض أرباحا أكثر من أي وقت مضى منذ اعتلاء الملك "سلمان" العرش في يناير/كانون الثاني 2015، ووفقا للاتجاهات الحالية، من المتوقع أن تحقق مكاسب بقيمة 375 مليار دولار من ضخ النفط هذا العام، وهو أكثر من ضعف مكاسب 2020 التي بلغت 145 مليار دولار.

ويقول التحليل، إن "بايدن" الذي تجنب الاتصال مباشرة بولي العهد، وتحدث فقط إلى الملك "سلمان" منذ عام تقريبا، تجنب الإشارة في المكالمة الأخيرة بينهما قبل أيام إلى مسألة حقوق الإنسان، وأشار بيان البيت الأبيض حول فحوى الاتصال إلى الحديث عن أهمية "استقرار إمدادات الطاقة العالمية".

 

من دولة منبوذة لشريك

ويقول التحليل إن "وعد حملة بايدن الرئاسية بجعل المملكة دولة منبوذة انهار تماما في اللحظة التي قفزت فيها أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل"، ووصول سعر البنزين في محطات الوقود الأمريكية إلى أعلى مستوى في 8 سنوات، ويشير إلى أن المملكة في حديث البيت الأبيض انتقلت في 12 شهرا فقط من دولة منبوذة إلى "شريك" في إدارة سوق النفط.  

وليس النفط المجال الوحيد إذ تغيرت لهجة واشنطن إزاء قضية اليمن، ففي الأسابيع الأخيرة، سلط دبلوماسيون أمريكيون الضوء على كيفية دعم الرياض لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، مع إلقاء اللوم على الحوثيين بسبب الهجمات، حتى إن "بايدن" اقترح اعتبار الحوثيين جماعة "إرهابية" متراجعا عن قراره الذي اتخذه قبل عام.

ويقول التحليل: "على واشنطن أن تتصالح مع الواقع، لكنها فقط مجرد مسألة وقت: محمد بن سلمان باق في مكانه، فهو بعمر 36 ووالده يبلغ 86 عاما، كما أنه رغم الحديث عن قضية المناخ، فإن الطلب على النفط لن يتلاشى. ستبقى المملكة وسلالتها الحاكمة قوة خلال العقود المقبلة".

 

وأثار الوضع الجيوسياسي الراهن مخاوف المستثمرين في العالم مع صدور أولى التصريحات الأمريكية المحذرة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بُذلت بين الزعماء الغربيين والكرملين في خفض منسوب التوتر.

وعلى أثر ذلك، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات، بينما تهاوت الأسواق المالية العالمية، الإثنين، بشدة على وقع المخاوف من اجتياح روسي وشيك لأوكرانيا، قبل تراجع جزء من القوات الروسية عن الحدود الأوكرانية، الثلاثاء.

 

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد