بلومبرج: هجمات الحوثيين ذكرت الإمارات بأن الهروب من اليمن ليس سهلا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1122
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بدد وابل الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على أبوظبي آمال الإماراتيين بالعودة إلى الحياة الطبيعية، وأكد فرضية أن الإمارات ستواجه صعوبة في الهروب من النزاع اليمني.

وقالت وكالة "بلومبرج"، في تقرير لها، إن الشعور بالإنجاز الذي عاشه الإماراتيون، الشهر الماضي، جراء المعارك جنوب اليمن مع الحوثيين، اهتز بسلسلة هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أبوظبي؟

وأضافت، أنه "على الرغم من اعتراض أنظمة الدفاع الصاروخي الإماراتية والأمريكية، لهجومين، "فإن الرسالة وصلت من اليمن بصوت عال وواضح، أن الإمارات باتت تحت أنظار الحوثيين".

فعندما قررت الإمارات سحب قواتها من اليمن في 2019 ربما شعر قادتها بنوع من الرضا الذاتي، فمن بين الدول الأربع التي شاركت في الحملة على اليمن، السعودية التي قادتها والبحرين ومصر والإمارات، كانت أبوظبي الوحيدة التي خرجت بنوع من الفخر العسكري بعد 4 أعوام من القتال.

ففي الوقت الذي فشل فيه التحالف في هزيمة الحركة الحوثية التي تدعمها إيران وأطاحت بالحكومة وسيطرت على العاصمة صنعاء، منعت الإمارات الحركة من السيطرة على الجنوب اليمني، بما في ذلك ميناء عدن الحيوي.

لكن أي حس بالإنجاز تم هزه، الشهر الماضي ،عندما شن الحوثيون سلسلة من الهجمات بالصواريخ والمسيرات على أبوظبي.

وأدى الهجوم لاندلاع النيران في المطار وبمنطقة صناعية قريبة ومصرع 3 أشخاص.

مع اعتراض الأمريكيين والإماراتيين صواريخ حوثية أخرى، فإن الرسالة من اليمن وصلت واضحة وبصوت عال: "الإمارات أصبحت وبشكل ثابت في مرمى أهداف الحوثيين".

وتردد صوت الرسالة بعيدا عن مرمى مسيرات وصواريخ الحوثيين، فالإمارات هي نقطة حيوية في الاقتصاد العالمي، فهي ثالث دولة منتجة للنفط من بين مجموعة "أوبك" وواحدة من مراكز التجارة العالمية.

فبعد أن أظهر الحوثيون قدرتهم على ضرب العمق السعودي، حيث أصبحت الهجمات شبه يومية، فإن الحوثيين و(أسيادهم) في طهران يحاولون اليوم، إظهار أن ذراع خطرهم لم يعد مقتصرا على الدول التي يشتركون معها بالحدود.

وتساءل تقرير "بلومبرج": "لماذا الآن؟"، ويجيب أن "هناك مدرسة في التفكير تربط هذا بهزيمة الحوثيين الأخيرة في معارك ضد الحكومة اليمنية وبمساعدة من ألوية العمالقة التي دربتها الإمارات، وهي إشارة من الحوثيين للإماراتيين للحد من جماح أتباعهم في اليمن".

أما المدرسة الثانية، فتربط الهجمات بالإيرانيين الذين يحاولون الحصول على ورقة ضغط في مفاوضاتهم مع الإمارات.

فقد أرسل الشيخ "محمد بن زايد" شقيقه مسؤول الأمن القومي الشيخ "طحنون بن زايد" إلى إيران، لبحث طرق تخفيف العداء الطويل بين البلدين.

وجاء الهجوم الحوثي الثالث، متزامنا مع زيارة الرئيس الإسرائيلي "إسحق هيرتسوج" إلى الإمارات، وهي الزيارة الأولى منذ تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2020، حاملا رسالة مزدوجة من إيران ووكلائها، أنهم متحدون في كراهية إسرائيل.

ورغم محاولة الإماراتيين عدم إظهار الذعر من التهديد الحقيقي، إلا أن القلق واضح في الرد المفرط على التهديدات المتخيلة.

وتم جر المقيمين إلى مراكز الأمن للتحقيق معهم بعدما نشروا صور اعتراض الصواريخ على منصات التواصل الاجتماعي، تحت ذريعة إثارة الشائعات أو كشف معلومات حيوية تتعلق بالأمن القومي.

ولم تكن اللقطات المشوشة التي التقطت عبر أجهزة الهاتف هي سبب القلق، ولكن عجز الحكومة عن منع انتشار الخوف خارج حدودها، فقد حذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى الإمارات بسبب "كوفيد-19" وهجمات الحوثيين.

وقدمت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، تأكيدات بالمساعدة، وقالت إنها ستحمل الحوثيين المسؤولية عن الهجمات.

وعرضت إسرائيل الدعم الأمني والاستخباراتي. وربما كانت الإمارات ممتنة لو تم تزويدها ببطاريات باتريوت مضادة للصواريخ، لكنها ستحاول التكتم على الدعم الإسرائيلي خشية أن يثير غضب إيران والحوثيين.

ولكن الإمارات بحاجة أكثر من هذا إلى السياح الأمريكيين والإسرائيليين، فالسياحة تشكل نسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي، وستكون مهمة بشكل خاص هذا العام حيث يحاول الاقتصاد التخلص من آثار وباء "كورونا".

وقبل أن تظلم الأجواء في يناير/كانون الثاني، كان الإماراتيون يعولون على زيادة أعداد القادمين بعد افتتاح "إكسبو دبي 2020" المستمر حتى 2022، لكن الحوثيين أنهوا حلم الإماراتيين بالعودة إلى العمل كالمعتاد.

وصعدت جماعة الحوثي في الآونة الأخيرة، من هجماتها ضد الأهداف الإماراتية بعد أن كانت نادرة طوال 7 سنوات من الحرب في اليمن.

وشن الحوثيون 3 هجمات على الأقل، استهدفت الإمارات، العضو في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يشن حملة جوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، منذ عام 2015.

وأسفر الهجوم الأول للحوثيين عن مقتل 3 أشخاص في أبوظبي وإصابة 6 آخرين، والثاني تم اعتراضه من قبل الولايات المتحدة والدفاعات الجوية الإماراتية.

والثالث جاء يوم الأحد، بعد ساعات فقط من وصول الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" إلى أبوظبي في أول زيارة رسمية له إلى الإمارات، وتم اعتراض الصاروخ من قبل دفاعات جوية إماراتية وأمريكية، وواصل "هرتسوج" زيارته كما هو مخطط لها.

كما احتجزت الجماعة الشهر الماضي أيضا، سفينة شحن إماراتية قبالة سواحل محافظة الحديدة، غربي اليمن.

وهدد متحدث عسكري باسم جماعة الحوثي هذا الأسبوع بمواصلة الهجمات على الدولة الخليجية وربطها بالعلاقات بين الإمارات وإسرائيل.

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة اليمنية، المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

 

المصدر | الخليج الجديد