انشغلت المنصّات الخليجيّة، والسعوديّة منها على وجه الخُصوص، بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة، وأسباب الزيارة، التي جاءت كزيارة أولى بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وحالة العزلة التي مرّت بها القيادة السعوديّة غربيّاً على خلفيّة عمليّة الاغتيال.
واستقبل ولي عهد السعوديّة الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي، حيث في الأسباب المُعلنة ذهب ماكرون لبن سلمان، حتى يجد حلحلة للأزمة مع لبنان، على خلفيّة تصريحات وزير الإعلام اللبناني المُستقيل جورج قرداحي، وإعادة العلاقات إلى “طريقها الأخوي” بين البلدين.
السبب المُعلن، قسّم المنصّات السعوديّة، ومنها على “تويتر”، حول وجوب قبول المملكة هذه الوساطة الماكرونيّة، من عدمها، خاصّةً أن نفوذ حزب الله في لبنان باقٍ، والاستقالة ليست هي مطلب السعوديين وحدها، فيما اعتبر البعض السعودي الآخر، أن عودة السفير السعودي إلى لبنان، ونظيره اللبناني إلى الرياض، بمثابة “كأنك يا بو زيد ما غزيت” على حد قولهم، حيث نهاية تصالحيّة على طريقة قطر، حيث الأخيرة لم تُغلق قناة “الجزيرة”، ولم تُحقّق شروط دول الحصار 13 شرط، وفي لبنان بقي الحزب، وبقي نفوذه.
يرى مُغرّدون سعوديون أيضاً، أن زيارة ماكرون للسعوديّة، بمثابة تأكيد على الثقة الغربيّة بقيادة المملكة، ويستدلون بذلك بتصريحات قديمة للرئيس الفرنسي ماكرون، حول عدم إشراك السعوديّة بمُفاوضات النووي الإيراني كانت خطأ، لكن آخرين قالوا إنها زيارة لتأهيل القيادة السعوديّة عالميّاً، بعد تضرّر سُمعتها، جرّاء حرب اليمن، ومقتل خاشقجي، واعتقال نشطاء الرأي، ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن التعامل بشكلٍ شخصيّ مع ولي العهد الأمير بن سلمان.
وأعاد نشطاء إسلاميّون من جهتهم، التذكير بتصريحات ماكرون التي كان قد تطاول فيها على رسول الإسلام محمد الأكرم، واعتبر أن إهانته برسوم ساخرة، حُريّة رأي، وها هو اليوم يجري استقباله على أرض الحرمين المُقدّسة، حيث منها انطلقت الرسالة المُحمّديّة للأمّة والعالم، وأعاد نشطاء التذكير بأسماء البضائع الفرنسيّة الواجب مُقاطعتها.
هذه الزيارة، وبعيدًا عن أسبابها السياسيّة، أخذت طابعا اقتصاديا، فقد وقّعت شركة الطائرات المروحيّة السعوديّة اتفاقيّة شراء 26 طائرة مروحيّة من شركة إيرباص للطائرات المروحيّة.
وتصدّر وسم “هاشتاق”: “ماكرون في جدة”، الذي لم يخل من تغريدات ساخرة، اختلط عليها الأمر بين متحوّر كورونا الجديد “أوميكرون”، والرئيس ماكرون، مُعتقدين أن المتحوّر المُقلق قد وصل جدّة، فيما تكرّرت التساؤلات حول غياب العاهل السعودي الملك سلمان عن استقبال الرئيس الفرنسي، ويُؤكّد حقيقة أن الحاكم الفعلى للسعوديّة، هو الأمير الشاب محمد بن سلمان.