الخلافات بين السعوديّة والإمارات: دولة الاحتلال الاسرائيلي تشعر بموجات الصدمة في معارك الخليج من خلال علاقاتها مع الإمارات.. والعائلة السعودية المالِكة غيرُ مُوحدّةٍ في كيفية التعامل معها وستحاول التأثير على عملية التطبيع
هل بدأ كيان الاحتلال يخشى من تداعيات وإرهاصات التطبيع مع الدول الخليجيّة؟ في هذا السياق، قال كاتبٌ إسرائيليٌّ إنّ “تزايد المنافسة بين دول الخليج الكبرى يُسبِّب خشيةً لدى إسرائيل، لأنّ السعودية قد تحاول كبح جماح طموحات الإمارات العربية المتحدة في التطبيع مع إسرائيل، أوْ مهاجمة الأخيرة، ولذلك تمّ في الآونة الأخيرة رصد مجموعة من التصريحات الصادِرة عن السعوديّة ضدّ اتفاقيات السلام والتطبيع المعروفة باسم “اتفاقيات أبراهام”.
وأضاف ليزر بيرمان في مقاله على موقع (NEWS 1) الإخباريّ-العبريّ، أضاف قائلاً إنّ “كثيرًا من الإسرائيليين أصيبوا بالدهشة، حين اتخذت السعودية موقفًا ضدّ إسرائيل، وأوقفت استيراد بضائعها المتواجدة في أسواق الإمارات، ضمن خلافات البلدين المتنامية، وصحيح أنّ الخطوة السعودية ليست عداءًا متجددًا لإسرائيل، لكنها في الوقت ذاته جزء من المنافسة المتزايدة مع الإمارات العربية المتحدة حول دور القوة الإقليمية الرائدة”، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الكاتِب الإسرائيليّ إلى أنّ “إسرائيل غير منخرطة بشكلٍ مُباشِرٍ في هذه المنافسة بين الرياض وأبو ظبي، لكنها قد تنجرّ إليها بعدة طرق، خاصّةً بعد أنْ أصبحت مع الإمارات حليفين وثيقين، ومن المحتمل أنْ تبدأ إسرائيل في الشعور بموجات الصدمة في معارك الخليج من خلال علاقاتها مع الإمارات”.
ونقل عن براندون فريدمان، رئيس قسم الأبحاث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، نقل عنه قوله إنّ “الاتفاقات الإبراهيمية تمنح الإمارات العربية المتحدة ميزة اقتصادية إقليمية، فضلاً عن ميزة سياسية، ورغم أنّ صراعها الحاليّ مع السعودية أساسه اقتصادي، لكنّه يأتي بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بينهما، لكنها توقفت بسبب اتفاقهما على القضايا الدبلوماسية والأمنية”.
ولفت أيضًا إلى أنّ “السعودية قد لا تكون سعيدة بالسرعة التي تتقدم بها الأمور بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، صحيح أنّهم قد يتغلبون على المخاطر من الداخل فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنّهم قد يختارون نشر علاقاتهم مع إسرائيل، وفي كلتا الحالتين هم أكثر حرصًا من جيرانه، سواء بسبب دور ونفوذ المؤسسة الدينية التي أعطت النظام الاستقرار والشرعية، أوْ صعوبة السيطرة على مشاعر الشباب السعودي”.
موران زاغا، خبيرة شؤون الخليج في معهد السياسات الإقليمية- ميتافيم، أكّدت أن “العائلة السعودية المالكة ليست متوحدة في كيفية التعامل مع إسرائيل، فبينما أعلن السفير الأمريكي الأسبق في واشنطن بندر بن سلطان كلاما إيجابيا تجاهها، لكن رئيس المخابرات السابق تركي الفيصل قام بتوبيخ إسرائيل في مؤتمر عُقد في البحرين، وهكذا رأينا اثنيْن من كبار المسؤولين السعوديين يختلفان على مدى فرص التطبيع مع إسرائيل”.
وأشارت إلى أنه “بينما التقى الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في 2020، وهو لا يخفي دعمه للتعاون السعودي علنًا مع إسرائيل، لكن والده الملك سلمان يرى أنّ الالتزام بالنضال الفلسطينيّ والدفاع عن الأقصى واجب على العائلة المالكة السعودية”.
وأوضحت في ختام تحليها أنّ “تغيير الحكومة في إسرائيل ربّما يُسهِّل على السعوديين تطبيع علاقاتهم معها، لأنّها تشعر أنّ لديها شرعيةً أكبر للتعاون مع القادة الإسرائيليين الذين لم يقودوا الحرب الأخيرة على غزة في مايو، رغم أنّه ستبقى المنافسة قائمة بين الرياض وأبو ظبي، وربّما تدفعهما للبحث عن طرقٍ جديدةٍ لتُصبِح كلّ واحدةٍ أقوى من الأخرى، وستبقى إسرائيل في صلب تفكيرهما في هذه الحالة”.