كواليس في “المصالحة الخليجية”: المياه عادت لمجاريها لكن هل ستكون صالحة للشرب؟: وساطة الكويت تنتقل في التفاصيل لخلف الستارة
وبن سلمان ألح على “مصافحة حارة” وتعليمات للإعلام في قطر والامارات تخفف من حدة الازمة وتدعو للتركيز على تضامن البيت الخليجي
لندن – خاص بـ”رأي اليوم”:
سأل مراقبون دبلوماسيون من وزن ثقيل في لندن وعدة عواصم عربية عن ما اذا كانت المياه ستعود الى مجاريها فعلا في عمق منظومة دول الخليج العربي بعد اللقاءات الحميمة التي شهدتها اعتبارا من صباح الثلاثاء مدينة العلا السعودية وهي تستضيف القمة الخليجية تحت عنوان المصالحة وهو العنوان الذي خطف الاضواء اكثر من غيره.
وأشارت تقارير دبلوماسية إلى أن السؤال السياسي المطروح الان على النحو التالي: المياه عادت وبسرعة إلى مجاريها لكن هل ستكون صالحة للشرب؟
في بعض الكواليس والتفاصيل التي حصلت عليها “رأي اليوم” معطيات تفيد بأن أمير دولة قطر نزع فتيل التأزيم وقرر وإن كان في وقت متأخر ترأس وفد بلاده في قمة المصالحة بعد الاتفاق مع دولة الكويت واثر التوثق من فتح الاجواء السعودية والحدود البرية تماما وعلى ارض الواقع وبصورة شمولية مع اتفاق برمجه الوسطاء الامريكيون والكويتيون خلف الكواليس يقضي بان لا تحصل المصالحة بناء على اي شروط من طرف مع التأطير لمنطق يقول بان الوساطة الكويتية ستتواصل وتنتقل خلف الستارة وعلى اساس التفاهمات على الملفات المختلف عليها دون الجملة الشرطية.
لذلك ينتظر أن يرعى وزير الخارجية الكويتي لاحقا لقمة دول المجلس في مدينة العلا حوارات ثنائية بين جميع الاطراف تحت عنوان استعادة الثقة وتأسيس تفاهمات بعد مصالحة الزعماء.
وخلافا للانطباع الذي تعكسه بعض التقارير الاعلامية فقد توثّقت “رأي اليوم” من أن سلسلة تعليمات صارمة صدرت في دولة الإمارات لوسائل الإعلام الاماراتية الرسمية تقضي بوقف التحرشات بدولة قطر وتأمل بتوجيهات محددة للأذرع الإعلامية الرسمية التابعة للدولة تعلي من شان العبارات الإيجابية ليس عن قطر.
ولكن عن التضامن الخليجي وعن توجيهات سمو ولي العهد في اتخاذ قرارات وسياسات تنسجم بالشكل والمضمون مع التهدئة اولا بصفة عامة وثانيا مع الحرص على الاهل والمواطنين ومصالحهم في كل دول الخليج.
الحرص على تمتين العلاقات في إطار البيت الخليجي وفتح صفحات جديدة كان بين التعليمات التي صدرت لمسؤولين اماراتيين في المستوى التنفيذي.
وعلى جبهة موازية تهامس دبلوماسيون غربيون بأنباء ترجح بأن المصافحة الحارة التي خالفت تعليمات الفايروس كورونا وتخلها نصف عناق بين امير دولة قطر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يبدو انها كانت بناء على اظهار بن سلمان لرغبة قوية بالمصافحة عند استقبال الامير القطري.
ويتردد بأن بن سلمان سال فورا ما اذا كان ضيفه يريد مصافحته فحصل المشهد الذي اثار انتباه وسائل الإعلام.
ومن جهتها حرصت دولة قطر على إظهار قدر كبير من المرونة والصلابة في موقفها وصدرت ايضا توجيهات بأن يظهر الإعلاميون القطريون حرصا موازيا على مبادلة أي تحية بمثلها والتركيز على منطوق ومضمون الامير تميم الدائم بخصوص الحرص الشديد على التضامن والتعاون ومصالح الشعب القطري والشعوب الخليجية الشقيقة.