مسلّحون قبليّون شرقيّ اليمن يمنعون قوّات سعوديّة من الوصول إلى “منفذ شحن” الحدوديّ مع سلطنة عُمان..
والجيش اليمني يُعلن تحقيق تقدّمًا استراتيجيًّا في خمس مُحافظات
اليمن- الأناضول: منع مسلحون قبليون في محافظة المهرة شرقي اليمن، مساء السبت، قوات سعودية من الوصول إلى منفذ حدودي مع سلطنة عمان، وفق مصادر محلية.
وأوضحت المصادر، للأناضول، أن قوات سعودية تحركت من مطار الغيضة الدولي في المهرة، متجهة إلى “منفذ شحن” الحدودي مع سلطنة عمان.
وأشارت المصادر، مفضلة عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية، إلى أن مسلحين قبليين مناهضين للتواجد العسكري السعودي بالمهرة، اعترضوا طريق القوات السعودية قبل وصولها إلى المنفذ، وأجبروها على العودة إلى معسكر لها في مديرية حات بالمحافظة ذاتها.
ولفتت إلى أن القوات السعودية كانت تحركت باتجاه “منفذ شحن” بذريعة إيصال جهاز فحص حراري سيتم تركيبه في المنفذ، ضمن إجراءات مكافحة التهريب.
ولم يصدر تعليق حتى الساعة 18:50 ت.غ من الجانب السعودية على الأمر.
فيما قال المتحدث باسم “لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة” (أهلية) سالم بلحاف، التي تتزعم الاحتجاجات السلمية المناهضة للتواجد السعوي بالمحافظة، إن هذه التحركات السعودية في المهرة تأتي في إطار ما اعتبره سعي المملكة لـ”احتلال” المنافذ اليمنية، و”السيطرة على المهرة بما يمكنها من البقاء الدائم” بها.
واعتبر بلحاف، في تصريح للأناضول، أن “شماعة التهريب التي تتخذ منها السعودية حجة لتواجدها في المهرة لم تقنع المجتمع المحلي ولا الدولي”.
وأشار إلى أن لجنة الاعتصام ليس لها من حيث المبدأ أي إشكالية في مصالح سعودية مع الدولة اليمنية، لكن يجب أن يأتي ذلك عبر قنوات رسمية، وبموافقة أهالي المهرة، وعدم تعريضهم للخطر، وجر المحافظة لصراعات إقليمية.
وذكر أن لجنة الاعتصام علقت أنشطتها الجماهيرية ضد التواجد السعودي بالمحافظة بسبب جائحة كورونا، لكنها تعتزم استئنافها خلال الأيام المقبلة، حتى خروج آخر جندي سعودي.
ومنذ نهاية 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية، إلى محافظة المهرة، في إطار ما تقول إنه تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب، بحسب تصريحات للتحالف العربي الذي تقوده المملكة باليمن.
وإثر ذلك، تشكلت حركة تطلق على نفسها لجنة احتجاج أبناء المهرة السلمي، تنظم بين الحين والآخر تظاهرات ضد تواجد القوات السعودية بالمحافظة المحاذية لسلطنة عمان، وتصفه بـ”الاحتلال”.
وتمتاز المهرة بامتلاكها أطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كم مطل على بحر العرب، كما يوجد بالمحافظة مطار الغيضة الدولي، ومنفذان بريان مع سلطنة عمان هما “صرفيت” و”شحن”، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.
ومن جهة أخرى، أعلن الجيش اليمني، مساء السبت، أن قواته حققت تقدما ميدانيا استراتيجيا في خمس محافظات، إثر معارك ضد الحوثيين، تخللها إسقاط طائرتين مسيرتين للجماعة.
جاء ذلك في تصريح لمتحدث الجيش العميد الركن عبده مجلي، نقله الموقع الإلكتروني للجيش “سبتمبر نت”.
وأوضح مجلي أن “قوات الجيش نجحت في تحقيق انتصارات وتقدمات ميدانية استراتيجية، عقب معارك تكبدت خلالها مليشيا الحوثي الانقلابية المتمردة، خسائر كبيرة، في مختلف الجبهات القتالية، خصوصا في محافظات الضالع (جنوب) وصنعاء والجوف (شمال) والبيضاء (وسط) ومأرب (ِشرق)”.
وأفاد بأن بين ما حررته قوات الجيش، “عددا من المناطق والمرتفعات المهمة والقرى والمناطق الاستراتيجية شمالي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، في معارك مستمرة أمام انهيار وفرار المليشيات الحوثية”.
وكشف أن “الجيش أسقط طائرتين مسيرتين للمليشيا الحوثية في مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، وفي منطقة الجدافر بمحافظة الجوف”.
ولفت مجلي إلى أن: “مقاتلات التحالف، شنت غارات ناجحة في الجبهات القتالية، أسفرت عن تدمير تحصينات ومخازن أسلحة وتعزيزات المليشيا الحوثية”.
من جانبه، قال المتحدث باسم محور الضالع في الجيش فؤاد جباري، للأناضول، إن “القوات المشتركة تمكنت من السيطرة على عدد من المواقع الهامة في مديرية مريس، شمالي الضالع، عقب هجوم خاطف من 3 محاور.
وتتكون القوات المشتركة في الضالع، من “اللواء 83″، و”الحزام الأمني” واللواء الخامس صاعقة، واللواء الأول والثاني مقاومة، والرابع احتياط، واللواء 30 مدرع، والقوات الخاصة”.
وأشار جباري إلى أن العملية أسفرت عن “سقوط العشرات من مسلحي الحوثي بين قتيل وجريح، وأسر آخرين واغتنام عدد كبير من الأسلحة والمعدات، (دون تحديد أرقام)”.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من قبل جماعة الحوثي إزاء ذلك.
وللعام السادس، يشهد اليمن قتالا مستمرا بين القوات الحكومية التي يدعمها تحالف عربي، والحوثيين المسيطرين على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ أيلول/ سبتمبر 2014.
ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية، القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، فيما تنفق الإمارات أموالا طائلة لتدريب وتسليح قوات موازية لقوات الحكومة الشرعية.
ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة، حيث بات 80 بالمئة من اليمنيين بحاجة لمساعدات.