بضوء أخضر أمريكي بريطاني.. السعودية تقضي على اي فرصة للسلام في اليمن
الحميرية نيوز
تصعد السعودية من وتيرة الحرب على اليمن، تاركة التهدئة التي اعلنتها الاسبوع الماضي من طرف واحد خلفها، ومتجاهلة حتى الدعوات الدولية لوقف الحرب والتفرغ لمواجهة كورونا ..
خلال الاربعة الايام الماضية من عمر الاعلان السعودي الوهمي وقف إطلاق النار في عموم اليمن، شهدت جبهات القتال الداخلية والخارجية تصعيد من قبل التحالف تجاوز الـ100% ، وقد نفذ التحالف أكثر من 66 غارة جوية ونحو 17 زحفا على امتداد الخارطة اليمنية. ابرز تلك الغارات استهدفت الجوف ومأرب ومناطق حدودية أخرى، بينما تركزت الزحوفات في جبهات حرض، رشاحة في عسير، البقع بنجران، صرواح في مأرب، خب والشعف في الجوف، الضباب بتعز، قانية في البيضاء.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكل المؤشرات تؤكد توجه سعودي لتفجير الوضع في عموم اليمن.
في لحج اندلعت مواجهات في جبل حنش الحدودي مع تعز والذي كان يشهد هدوء حذر، فقط بعد ساعات على زيارة وفد عسكري سعودي لجبهات القتال في الصبيحة وباب المندب. وفي الطرف الآخر للحج تواصل السعودية الدفع بالتعزيزات إلى يافع ، في حين بدأ التحالف تحريك جبهة عقبة ثرة في ابين مع اعطاء الضوء الاخضر لاتباعه لتفجير الوضع.
تتحرك السعودية على أكثر من صعيد. فإلى جانب التطورات العسكرية الأخيرة، تحاول الآن التلاعب بملف كورونا وقد أعادت فتح المنافذ البرية والجوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها شرق اليمن وجنوبه. في عدن هبطت طائرة عسكرية سعودية تقل مجندين تابعين للمملكة في ثاني رحلة خلال اقل من 6 ساعات متجاهلة بذلك الحظر الذي يفرضه الانتقالي في محاولة منه لإظهار نفسه كسلطة امر واقع. وفي حضرموت أعادت فتح منفذ الوديعة في وقت تحتاج فيه المحافظة لإجراءات مشددة تلافيا لتفشي وباء كورونا مع تسجيل اول حالة اصابة في المحافظة النفطية.
تنطلق السعودية في جولتها الجديدة من الحرب على اليمن بضوء أخضر دولي، برز جليا في الانزال الأمريكي – البريطاني الأخير في السواحل الجنوبية الغربية وصولا إلى الشرقية لليمن.
تبرر الولايات المتحدة خطوتها هذه بمحاولة تفكيك ما وصفتها بشبكة “الحرس الثوري” في الموانئ اليمنية الخاضعة اصلا لسيطرة التحالف منذ 6 سنوات، بينما في الحقيقة هي ترتب بمعية اتباعها في التحالف لشيء ما، كانن التدريبات التي اجرتها مع القوات الاماراتية في الساحل الشرقي لليمن المقدمة فقط.
كانت السعودية قاب قوسين من الاستسلام، وقال سفيرها لدى اليمن عقب الهجمات الصاروخية الاخيرة لصحيفة الوول ستريت جورنال ان بلاده تسعى للسلام مع صنعاء في محاولة ابتزاز جديدة لرغبات الادارة الامريكية التي توتجه الان خطر كورونا وانتخابات الرئاسة.
كان ذلك بمثابة تهديد سعودي بوقف الصفقات عن ترامب، وربما كان ذلك سببا في دفع الولايات المتحدة التي عارضت في اكثر من جولة السلام في اليمن، وربما تحاول امريكا الان ايهام السعودية بقدرتها على تغيير في خارطة الموازين في اليمن على الأقل لدفع “البقرة الحلوب” لمزيد من “الدرر” ..
تدرك الولايات المتحدة التي دعمت التحالف عسكريا ولوجستيا على مدى 6 سنوات من الحرب على اليمن بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود وهذا باعتراف وزارة الدفاع الأمريكية في تقاريرها للسعودية، لكنها ملزمة الآن بإبقاء حبل السعودية وطموحها في اليمن طويل اطول فترة ممكنة لا لشيء سواء استنزاف ما تبقى من مخزونها النفطي والمالي.
لا مؤشرات سلام في اليمن على الأقل حتى الآن فما أعلنته السعودية كما يقول رئيس وفد مفاوضات صنعاء، محمد عبدالسلام، مجرد تضليل للرأي العام العالمي، ناهيك عن المؤشرات الميدانية والسياسية التي تشير إلى أن قرار وقف الحرب ليس بيد السعودية وأبوظبي اللتان تدركان حجم خطورة أي تصعيد جديد في ظل القدرات المتنامية لقوات صنعاء، بل يصاغ في اروقة دولية بدليل بيان مجلس الأمن الأخير الذي حاول إخضاع صنعاء لهدنة تتجاهل الحصار وتتماشي كما يقول عبدالسلام مع اجندة السعودية، فالسلام الحقيقي لا يقبل التجزئة والإرادة الدولية في حال توفرت قد تدعو إلى وقف شامل للحرب بدلا من اختزالها ، وفقا لما يراه رئيس وفد صنعاء.