أقّر بفشلهما.. مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ: على اسرائيل والسعوديّة إقامة حلفٍ إستراتيجيٍّ لمُحاربة حزب الله والحوثيين وتل أبيب لم تنتصِر على الحزب منذ 36 عامًا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1932
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 أقرّت دراسةٌ جديدةٌ صادرةٌ عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، بفشل السياسة الإسرائيليّة العُدوانيّة التي تستهدِف ما أسمته المراكز والقواعد العسكريّة الإيرانيّة في كلٍّ من سوريّة والعراق، حيثُ يزعم جيش الاحتلال أنّ سلاح الجوّ التابِع له نفذّ في السنوات الأخيرة مئات الغارات ضدّ المواقع الإيرانيّة بسوريّة، فيما ذهب الكثير من المُحلّلين الإسرائيليين خطوةً أكثر من ذلك وأكّدوا على أنّ هذه السياسة، أيْ الاعتداء على الأهداف الإيرانيّة في سوريّة لمنع تمركزها في بلاد الشام لم تُؤت بثمارها بتاتًا، لا بلْ أكثر من ذلك استُنفِذت.
وتابعت الدراسة التي أشرف على إعدادها الباحِث بالمعهد يوئيل غوجانسكي، تابعت قائلةً إنّه رغم المحاولات التي قام فيها جيش الاحتلال الإسرائيليّ والنجاحات التي حققها في مواجهة جماعات إيران في سوريّة والعراق أكثر من نجاح السعودية في مواجهة الحوثيين، إلّا أنّ أيًّا منهما لم يُوجِه ضربةً قاصمةً للقوى التي تدعمها إيران بالمنطقة، عازيةً السبب في ذلك إلى أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والدول الحليفة لها يُقاتِلون في حروبٍ غيرُ تقليديّةٍ بأسلحة مصنعة لخوض حروبٍ تقليديّةٍ، على حدّ تعبير الدراسة.
وبناءً على ما تقدّم، زادت الدراسة قائلةً إنّه من هنا يُمكِن لكلٍّ من إسرائيل والسعودية التعاون وتبادل الخبراء في مواجهة أعدائهما وتطوير إستراتيجيّة مُواجهة حروب إيران غير التقليديّة والجماعات غير الدول التي تدعمها، مُشدّدّة في الوقت عينه على أنّ المعضلة التي تُواجِه السعوديين في اليمن هي منع الكارثة الإنسانيّة ومواجهة الخطر جماعة (أنصار الله)، أيْ الحوثيين، وهي نفس المعضلة التي تُواجِه إسرائيل في غزة، زاعِمةً أنّ تجنّب المراكز المدنيّة يتّم فقط عبر التعاون الثنائيّ والحوار، كما أكّدت.
ولفتت الدراسة إلى أنّ تطوير إستراتيجيّة تُخفف من المخاطر التي تمثلها النشاطات الإيرانيّة الخبيثة بالمنطقة ليس مصلحةً إسرائيليّةً وسعوديّةً فقط بل وأمريكيّةً أيضًا، وتُواجِه الدولتان، الكيان والمملكة السعوديّة، تهديداتٍ مُشتركةٍ غير إيران والجماعات الإسلاميّة، وهي الجماعات الوكيلة عن إيران والتي تعمل داخل التجمعات المدنيّة في دولٍ أخرى وتقوم باستخدام القوّة غيرُ التقليديّة مثل الصواريخ والقنابل الصاروخيّة، زاعمةً أنّه في الوقت الذي تُواجِه فيه الدولة العبريّة حركتي حماس والجهاد الإسلاميّ في قطاع غزّة وحزب الله اللبنانيّ، يُواجِه السعوديون جماعة (أنصار الله) في اليمن، مدعيّةً أنّ المفارقة تكمن في أنّ إيران لا تهتم كثيرًا بما أسمته الدراسة بـ”الانقسام السُنيّ-الشيعيّ، عندما تُريد تقويض المصالح الأمريكيّة في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبير المُشرِف على الدراسة المذكورة.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنّه في العام 2017 أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكيّ، أكّد على أنّ يُمكِن للمملكة السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيليّ تبادل المعلومات حول الأسلحة المُصنعّة في إيران، والتي تمّ توزيعها على الجماعات الوكيلة، وكذلك التشارك في المعلومات السريّة حول القدرات العسكريّة الإيرانيّة، بما في ذلك التعاون للحدّ من القدرات الصاروخيّة المتوسطة وطويلة المدى، وفهم ما تقوم إيران بتقديمه من قدراتٍ عسكريّةٍ للجماعات المُوالية لها، وماذا تعلمّت إسرائيل والسعودية من خبراتٍ في مواجهة هذه الجماعات، كما قالت الدراسة الإسرائيليّة.
وفي مجال تبادل الخبرات الأمنيّة والعقيدة العسكريّة، قال الباحِث غوجانسكي في الدراسة التي أشرف عليها، يتعيَّن على البلدين تطوير حلولٍ تكنولوجيّةٍ عملياتيّةٍ مُشتركةٍ برعايةٍ أمريكيّةٍ، وكذلك بناء دفاعاتٍ صاروخيّةٍ فعالّةٍ بهدف إحباط الدقّة الصاروخيّة الإيرانيّة، على حدّ تعبير الباحِث الإسرائيليّ.
في السياق عينه، قال المُستشرِق د. يارون فريدمان، الحاصِل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسيّة، والذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون العربيّة في موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، قال إنّ مشكلة السعودية هي مشكلة إسرائيل أيضًا: الحوثيون وحزب الله ليسوا سوى فروع لنفس السرطان بالمنطقة: إيران، وتمامًا كما يتعلّم حزب الله من نضال الحوثيين، يجب على إسرائيل أنْ تتعلّم من نجاحات وإخفاقات السعوديين، وكان من الجيّد لو تعاونت البلدان في الكفاح ضدّ الإرهاب الشيعيّ، وحتى ذلك الحين، هل يجب على إسرائيل أنْ تنتظر حزب الله لتنظيم الجولة التالية؟، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ في تحليله على أنّ الدولة العبريّة والسعودية، هما الحليفتين الرئيستيْن للولايات المُتحدّة في المنطقة، زاعمًا أنّهما تُواجهان، كلاً على حدّةٍ، بفرعين من إيران، حزب الله والحوثيين، حيثُ تتلقيان التمويل والتدريب والتسليح من إيران، والكفاح ضدّهما يستغرق وقتًا طويلاً، ولا يُمكِن أنْ ينتهي في ضربةٍ واحدةٍ، فإسرائيل تشُنّ حربًا على حزب الله منذ 36 عامًا، ولا يُمكِن رؤية النهاية في أيّ مكانٍ، مُختتمًا بتساؤلٍ: هل تستطيع السعودية أنْ تنجح حيث فشل الكيان؟ على حدّ تعبيره.