خبير عربي لـ"بن سلمان": اقتدي بالرسول وانسحب من اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1963
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 دعا الخبير في الدراسات المستقبلية والعلاقات الدولية "وليد عبدالحي" ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" إلى الاقتداء بالرسول "محمد" صلي الله عليه وسلم والانسحاب من الحرب الدائرة في اليمن، التي أوقعت أكثر من 70 ألف قتيل منذ 2016 حسب تقديرات أممية في يونيو/حزيران الماضي.
جاء ذلك في منشور كتبه "عبدالحي"، الذي عمل أستاذا للدراسات المستقبلية في جامعة الجزائر، ورئيسا لقسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، عبر صفحته على"فيس بوك"، السبت.
وقال "عبدالحي" لولي العهد السعودي: "إعادة النظر في العقدة اليمنية لا تُنقص من المكانة السياسية للدولة؛ فالرسول غيَّر خطته في (معركة) بدر (في السنة الثانية هجرية) بعد أن قال إن اختياره لمواقع جيشه ليس وحيا، و(القائد الإسلامي) خالد بن الوليد انسحب في معركة مؤتة (في السنة الثامنة هجرية) وأصبح نموذجا تدرسه الأكاديميات العسكرية".
وتابع: "الأمريكيون انسحبوا من فيتنام، وقبلهم الفرنسيون في الجزائر، وبعدهم السوفييت في أفعانستان، وآخرهم الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، بل إن اليمن يقدم نموذجا للجغرافيا التي عرفت أكبر عدد من نماذج انسحاب الجيوش الخارجية".
وذكر الخبير، في استعراضه للأسباب التي يجب أن تدفع الرياض لإعادة النظر فى دوافعها للحرب اليمنية، أن الأهداف التي تم تسطيرها من التدخل العسكري في اليمن في 2015 تزدادا ابتعادا بل تكاد أن تكون توارت كليا.
وأشار إلى أن هذا الأمر يتضح في "الصورة السلبية التي تكون عن السعودية جراء تلكالحرب لدى الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي في المؤسسات الدولية وما دون الدولة وما فوقها بخاصة نظرا لمشاهد الضحايا المدنيين".
وبين أن من ضمن الأسباب التي تدفع الرياض لمراجعة تدخلها في اليمن أيضا "تماسك الخصم (الحوثيين) والثبات الاستراتيجي على الهدف، قياسا لتشقق متلاحق في جدران التحالف العربي، بدءا من تلكؤ أطراف عربية عن المشاركة الفاعلة مرورا بالتمنع وصولا للنهج المنفرد لدولة الامارات التي تمثل الشريك الرئيسي، ناهيك عن الخلافات مع قطر".
وأوضح أن أسباب المراجعة تتضمن كذلك قدرة "الحوثيين" على ما وصفها بـ"اللسع" المتواصل، الذي كان آخره الهجوم على المواقع البترولية لأرامكو على بعد أكثر من 1300 كم عن مراكزهم، لافتا إلى أنه عند المقارنة بين الترسانة العسكرية السعودية بما لدى "الحوثيين" نجد فارقا هائلا لصالح السعودية لكنه لا يتناسب مع نتائجه الميدانية.
ومضي الخبير قائلا: "حجم الانفاق العسكري السعودي على الحرب اليمنية يقدر ما بين 5-6 مليارات دولار شهريا؛ وهو ما يعني ما مجموعه 200-210 مليارات دولار (حتى الآن)، أي قريبا من نصف قيمة مشروع نيوم الذي سيقام –إن استمر التوتر الاقليمي- في بيئة تجعله غير قابل للنماء في ظل الطائرات المسيرة التي قد تجده هدفا لها، وفي ظل التوترات حول الممرات البحرية التي يُطَلُ عليها مشروعكم الاقتصادي الطموح".
وأضاف: "الجرح اليمني سيعمق الأحقاد التاريخية، وسيجعل البيئة الإقليمية السعودية غير مواتية لبناء تكتلات تواجه الاتجاه التاريخي لبناء الكتل في الطريق إلى العولمة".
وختم الخبير في الدراسات المستقبلية رسالته إلى ولي العهد السعودي قائلا: "الانسحاب من اليمن وتركه وشأنه أولى من موقف متصلب يكاد يمثل حالة نموذجية لكل من يريد فهم نظرية ليون فيستنغر للتنافر المعرفي المعرفي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات