دبلوماسيٌّ سعوديٌّ لصحيفةٍ عبريّةٍ: زمن الحرب مع إسرائيل ولّى وقضية زيارة رسميّة لمسؤولٍ بالكيان للرياض مسألة وقتٍ ويحُضّ الفلسطينيين على قبول “صفقة القرن”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1970
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 يبدو أنّ خيبة الأمل من تراجع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب عن تهديده بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ تكتيكيّةٍ لإيران، كردٍّ على إسقاطها طائرة التجسس صباح يوم الخميس الماضي، أدّى إلى تنامي المصالح المُشتركة بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين المملكة العربيّة السعوديّة، اللتين حاولتا بطرقٍ عديدةٍ دفع واشنطن إلى اللجوء للخيار العسكريّ، ولكنّهما شعرتا بأنّ الرئيس الأمريكيّ هو ليس رجل حربٍ.
والشواهد على تقاطع المصالح بين الرياض وتل أبيب في هذه القضية العينيّة كثيرةً، ولكن كان لافتًا للغاية اللقاء الحصريّ، وبشكلٍ خاصٍّ توقيته، مع صحيفة “غلوبس” الإسرائيليّة- الاقتصاديّة، الذي أدلى به أحد الدبلوماسيين السعوديين، ونشرته مساء أمس السبت الصحيفة العبريّة على موقعها الالكترونيّ.
وقال الدبلوماسيّ السعوديّ، الذي أصرّ على عدم كشف عن اسمه، قال للصحيفة العبريّة في معرِض ردّه على سؤالٍ إنّ الوطن العربيّ ينظر إلى كيان الاحتلال الإسرائيليّ بإعجابٍ كبيرٍ، بسبب إنجازاته التكنولوجيّة ويهدف إلى تقليده، مُشدِّدًا في الوقت عينه على أنّه حتى أولئك الذي يكرهونه معجبون به، على حدّ تعبيره.
وأوضح الدبلوماسيّ السعوديّ، الذي كما قال الصحافيّ الإسرائيليّ، اتصّل معه في الوقت المُحدّد، قال إنّه يتحدّث عن نفسه، إلّا أن آراءه متطابقة مع الرياح التي تهُبّ في أروقة الحكم في الرياض، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، ادّعى في معرض ردّه على سؤالٍ للصحيفة العبريّة، ادّعى أنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ هو مَنْ اظهر للعالم الخطر الإيرانيّ، واستخدام طهران أساليب الإرهاب ضدّ دول المنطقة، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ ما لا يفهمونه في أوروبا هو أنّ أيّ عقدٍ تجاريٍّ مع طهران معناه أموال للإرهاب، الذي يصل في النهاية أيضًا إلى المواطنين في تلك الدول الأوروبيّة، على حدّ تعبيره، ومن نوافل القول إنّ هذا التصريح يتماشى مع ما تقوم ماكينة الدعاية الصهيونيّة بالعمل على نشره بالوطن العربيّ وفي الغرب على حدِّ سواء.
وأردف الدبلوماسيّ السعوديّ قائلاً إنّ التكنولوجيا الإسرائيلية مُتقدّمة، وأجهزة الأمن السعودية تستخدِم أفضل الأدوات التكنولوجيّة، التي يُمكِن الحصول عليها، موضحًا أنّ الأمن القوميّ في بلاده يتصدّر سلم الأولويات، مثلما هو الوضع في الدولة العبريّة، كما أكّد
ورفض الدبلوماسيّ السعوديّ ما يتّم تداوله عن تورّط وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحافيّ جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام المُنصرِم، قائلاً: هناك حملة مُدبرّة ضدّ المملكة السعودية، وخاصّةً مهاجمة ولي العهد، زاعِما أنّ مَنْ يقِف وراء هذه الحملة خصومه وعلى رأسهم إيران بهدف المسّ بالعملية السياسية التي يقودها، كما أكّد.
وفي ردّه على سؤالٍ حول زيارة مسؤول إسرائيليّ إلى السعودية قال الدبلوماسي إنّ زيارةً رسميّةً لممثلٍ إسرائيليٍّ إلى المملكة السعوديّة هي مسألة وقت، ليس إلّا، مُوضحًا في الوقت عينه أنّه يجِب فهم أنّ السعودية لديها التزام ومسؤولية عميقين تجّاه الفلسطينيين، وهو ما انعكس في تجديد وعد عاهل المملكة إلى رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، في اجتماعهما الأخير، بأنّه لن يسمح بتقدم الخطوات الدبلوماسيّة التي من شأنها أنْ تُلحِق الضرر بالقيادة الفلسطينية، ومع ذلك، تابع قائلاً، يُحاوِل العاهل السعوديّ ووليّ عهده إقناع الفلسطينيين بدراسة التطورّات السياسيّة والاقتصاديّة بجدية ضمن خطّة السلام الأمريكيّة التي غدت تُسّمى بـ”صفقة القرن”.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أكّد الدبلوماسيّ السعوديّ في حديثه مع الصحيفة الإسرائيليّة، أكّد على أنّ بلاده وبلدان أخرى على استعدادٍ لاستثمار مبالغ ضخمةٍ في “صفقة القرن”، مبالِغ لن يحلم الفلسطينيون بتلقيها، وإذا انطلقت هذه الصفقة، شدّدّ الدبلوماسيّ، فإنّ الفلسطينيين سيحصلون على استقلالٍ حقيقيٍّ يضمن لهم التعليم الجيّد وفرص العمل واقتصاد قويّ ويتحررون من الاعتماد على تبرعات الآخرين، مستدركًا أنّه يُمكِن أنْ يكون من الصعب عليهم الخروج من صورة الضحيّة الأبديّة، ومُشيرًا أيضًا إلى أنّهم، أيْ الشعب الفلسطينيّ، يعتقدون أنّهم غيرُ قادرين على إدارة أنفسهم بدون مساعدةٍ خارجيّةٍ، على حدّ مزاعمه.
وختم حديثه بالقول إنّه بالنسبة للمملكة السعوديّة ودول الخليج ومصر والأردن، من الواضح أنّ زمن الحرب مع إسرائيل قد انتهى، وأنّ مزايا تطبيع العلاقات كبيرةً للغاية، مُضيفًا أنّ التاريخ قد أتاح فرصة لتحقيق ذلك، معربًا عن أمله في أنْ تنتهز إسرائيل هذه الفرصة، كما قال الدبلوماسيّ السعوديّ في حديثه للصحيفة العبريّة-الإسرائيليّة.
والسؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل كان الدبلوماسيّ المذكور ليُقدِم على هذه الخطوة، دون الحصول على الضوء الأخضر من صُنّاع القرار في المملكة العربيّة السعوديّة، مع أنّ أقواله تؤكّد أنّه حصل على ضوءٍ أخضرٍ كبيرٍ من المسؤولين في الرياض، قبل إجراء المُقابلة مع الصحيفة الإسرائيليّة.
-