إعلامي سعودي يثير جدلا واسعا بدعوته لقصف قناة “الجزيرة”
لندن-“القدس العربي”: فجر إعلامي سعودي كبير موجة جدل واسعة بعد ان دعا في تغريدة له على شبكة التدوين المصغر “تويتر” إلى قصف قناة “الجزيرة” في قطر، وقصف قناة “المسيرة” المقربة من الحوثيين في اليمن، وذلك في أعقاب القصف الذي تعرض له مطار “أبها” جنوبي السعودية مؤخراً في إطار الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن.
والمفارقة أن الإعلامي السعودي الذي دعا قوات التحالف إلى قصف قناة “الجزيرة” القطرية كان يشغل سابقا منصب المدير العام لقناة “العربية” السعودية التي تعتبر واحدة من منافسي “الجزيرة” فضلا عن أنه صحافي زاد من حدة الانتقادات التي تعرض لها، حيث يفترض كثيرون فيه أن يقوم بالدفاع عن العاملين في مهنة الصحافة وعن القنوات الإخبارية التي يُفترض أنها ليست على علاقة بالصراعات السياسية والعسكرية.
وكتب الإعلامي السعودي خالد المطرفي تغريدة قال فيها: “القانون الدولي أعطى للتحالف إمكانية الرد على استهداف مطار أبها من عدة صعد ولا يختص ذلك على جماعة الحوثي، بل هناك سلسلة كبيرة من الأهداف التي أجازت الاتفاقيات الدولية وقوانين الحرب حق التحالف القانوني بضربها، فقناة الجزيرة في قطر والمسيرة وغيرها أهداف مشروعة قانوناً ومنطقاً”.
وأضاف في تغريدة ثانية: “كانت إدارة الرئيس بوش الابن قد قررت في وقت سابق استهداف قناة الجزيرة في قطر بعد أن أصبحت منصة ترويج لتنظيم القاعدة وأبرز قادتها مثل ابن لادن والظواهري والزرقاوي، لكنها تراجعت عن ذلك بعد أن رضخ تنظيم الحمدين لما تريده الولايات المتحدة، ويبدو أن هناك حاجة لاستعارة ذات الفكرة عملياً”.
وحسب ما تابعت “القدس العربي” فقد حذفت إدارة “تويتر” التغريدات الداعية إلى قصف قناة “الجزيرة” حيث تعتبر هذه التغريدات تحريضا صريحاً على العنف، ومحاولة لتكميم وسائل الإعلام، وهو ما يتناقض تماماً مع السياسات التي تلتزم بها الشبكة.
وأثارت هذه التغريدات موجة من الغضب الواسع وسط أنباء عن تلقي المطرفي تحذيراً من إدارة الشبكة بأن حسابه سوف يتم إغلاقه بالكامل إذا كرر نشر الانتهاكات على الشبكة، بما فيها التحريض على العنف.
وكتب الناشط الموريتاني والإعلامي محمد المختار الشنقيطي معلقاً: “شركة (تويتر) تحذف تغريدات الإعلامي السعودي، ومدير قناة العربية السابق خالد المطرفي التي دعا فيها إلى قصف قناة الجزيرة بعد قصف الحوثيين مطار أبها. وحسناً فعلتْ (تويتر) فدواعش الإعلام لا يقلون خطراً عن دواعش البغدادي وبوكوحرام”.
أما الإعلامي في قناة “الجزيرة” هيثم أبو صالح فغرد رداً على المطرفي بالقول: “أحد الأشخاص-بدون ذكر الاسم الآن- أخبرني أنه سيتقدم بدعوى ضد الصحافي السعودي خالد المطرفي أمام عدد من المحاكم ومن بينها بريطانيا بتهمة التحريض على القتل من خلال تغريدته الداعية إلى قصف قناة الجزيرة … والله يالمطرفي لن تغادر شبك المملكة.. خلي لسانك ومعزبك ينفعك”.
وكتبت المذيعة في القناة غادة عويس تقول: “أجدد مطالبتي المعنيين في قناة الجزيرة ودولة قطر برفع دعوى ضد هذا الكائن الداعشي خالد المطرفي الإرهابي لانه شجّع على قتلي وزملائي! أرجو وضع حد نهائي بالقانون لهؤلاء الذين يحرضون علينا لكي لا نلقى مصير جمال خاشقجي بمنشار محمد بن سلمان أو ماري كولفين بقصف الأسد! لا ينبغي السكوت أو التجاهل”.
وغرد أحد اليمنيين قائلاً: “لقد جعلونا نحب ونعشق الجزيرة وقطر من حيث لا يعلمون” فيما علق آخر بالقول: “قصف قناة إعلامية بسبب عدم القدرة على مواجهة ما تبثه! بالله عليكم، إن لم يكن هذا هو الفكر الداعشي فما عساه أن يكون؟ ألا ينازلون الجزيرة بإعلامهم؟ هل عجز إعلامهم عن المبارزة؟”.
وعلق أحد النشطاء: “ما هو مقهور من تفوق قناه الجزيرة من بدايتها إلى الآن على كل القنوات الإخبارية العربية وسبب طرده من القناة هي الجزيرة”.
وغرد ناشط آخر: “لا أستغرب نواياهم الخبيثة في تدمير الوطن العربي ككل فهم من دمروا سوريا العراق اليمن أفغانستان. السعودية هي عدو الإسلام والمسلمين الأول”.
ولفت العديد من مستخدمي “تويتر” إلى أنهم قدموا بلاغات لإدارة الشبكة حول تغريدات المطرفي التي تحرض على قناتي “الجزيرة” و”المسيرة” وعلى استهدافهما بما يعني تعريض حياة العاملين فيهما للخطر.