تقاسم أدوار: حميدتي لابن سلمان والبرهان للسيسي وبن زايد..
هل ستغدو القوات السودانية رأس الحربة في حروب المنطقة؟.. تسريبات عن مشاركة في معارك طرابلس لصالح حفتر ودعم السعودية “غير محدود” إذا حُسمت اليمن.. الشارع يغلي ويبدأ إضرابه العام رافضاً أن يُصبح “مصر”..
برلين – “رأي اليوم” – فرح مرقه:
مثيرٌ هو تقاسم الأدوار السوداني من المجلس العسكري في زيارة الدول الثلاث: السعودية، ومصر والامارات، إذ زار نائب رئيس المجلس العسكري والرجل القوي فيه محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” السعودية والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين توجه رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان لمصر وأبو ظبي والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الامارات الأمير محمد بن زايد.
وأظهر سودانيون غضبهم من الزيارات المذكورة، معتبرين ان المجلس العسكري يستقوي بالدول الثلاث في مواجهة المحتجين بعد ان فشلت مفاوضاته مع تجمع المهنيين السودانيين في اطار تسليم السلطة للمدنيين.
ويرجح مراقبون ان الملفات التي تمت مناقشتها في السعودية وأبو ظبي ومصر مختلفة ما تطلب اختلاف الشخصيتين، مذكرين ان المشاركة في اليمن كانت على رأس أولويات زيارة حميدتي للسعودية. والأخير يعتبر اليوم رجلا قوياً في السودان، كما انه صاحب خلفية عملياتية مع قوات الدعم السريع.
ونقلت وسائل اعلام سودانية عن الزيارة للرياض بأن الأمير بن سلمان تكفل بالدعم غير المحدود للسودان لو استمرت القوات السودانية ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، الامر الذي نُقل عن حميدتي تصريحات في سياقه تظهر انه قبل المهمة.
والمشاركة السودانية في اليمن تثير بلبلة ومعارضة كبيرة في السودان من أيام حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، إذ يرى السودانيون انهم يضحون بأبنائهم لحرب ليست حربهم.
في الاثناء اثارت زيارة رئيس المجلس العسكري البرهان لأبوظبي ومصر المزيد من القلق، خصوصا وانها قد تنطوي على طلب مختلف عن اليمن والمشاركة السودانية في الحرب عليها، إذ تبدو الامارات وكأنها تضع كل ثقلها في هذه المرحلة في ليبيا والتي تربطها حدودٌ جنوبية شرقية مع السودان.
ويتساءل المراقبون اذا ما كانت الأيام القليلة القادمة ستشهد دخول قوات سودانية للحرب في ليبيا وتحديدا في المعارك الدائرة على طرابلس، إن لم تكن القوات السودانية موجودة فعلا.
وكان هناك تسريبات الشهر الماضي عن وجود قوات سودانية فعلا ضمن المقاتلين لصالح قوات حفتر في المعارك الدائرة على طرابلس الا انه لم يتم نفيها او تأكيدها بعد.
ويسيطر الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر على الشرق الليبي والجنوب الامر الذي بات ينقصه في سياقه السيطرة على العاصمة وهو ما يقاتل في سبيله.
وتضع الامارات ثقلا واضحا لصالح حفتر مقابل حكومة الوفاق المدنية التي يرأسها فايز السراج والذي تدعمه اليوم كلا من تركيا وقطر، وهو الامر الذي يزيد الرغبة الإماراتية في تصفية المشهد الليبي لصالح حفتر.
وكان الملف الليبي حاضرا على طاولة المباحثات الإماراتية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، اذ أرسلت عمان دبابات اردنية الصنع لدعم المشير حفتر بالتزامن مع ارسال تركيا لدباباتها لدعم السراج.
ويرى مراقبون ان الدول الثلاث التي يصطف المجلس العسكري السوداني في صفها اليوم (مصر والسعودية والامارات) بحاجة للقوات السودانية لحسم حروبها المتعثرة في اليمن وليبيا، خصوصا بالنظر للصلابة المعروفة عن القوات السودانية، إضافة لان الدول المذكورة تسعى لحسم السودان ذاته لصالح محورها لاخراج تركيا وقطر اللتان كانتا حليفتين للبشير من حسابات البلاد.
ودعمت السعودية وأبو ظبي المجلس العسكري ماديا، بينما رحبت الى جانبهما مصر والبحرين بتوليه مهامه بعد خلع البشير.
ويتخوف السودانيون بوضوح من تكرار السيناريو المصري في بلادهم ويحاولون مقاومة بقاء المجلس العسكري لمدة طويلة.
واعلن السودانيون اليوم (الثلاثاء) اضرابا عاماً ليومين تنديدا ببقاء المجلس العسكري السوداني وعدم تسليمه السلطة للمدنيين، وهو الامر الذي هدد في سياقه المجلس العسكري بفصل المضربين عن العمل.
ويتوقع حصول المزيد من التصعيد في السودان في اليومين القادمين تزامنا مع التحركات الخارجية للمجلس العسكري.