انحياز الغرب للسعودية يعقد جهود السلام في اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2228
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير الخليج الجديد
 لا يقتصر تورط الغرب في الحرب اليمن على الأسلحة الأمريكية والبريطانية التي تقتل المدنيين في الحرب فحسب، ولكن الدعم العسكري الغربي يلحق أضرارا بجهود السلام الهشة بالفعل بين المتمردين الحوثيين وحكومة "عبد ربه منصور هادي" المدعومة من السعودية والمعترف بها من الأمم المتحدة.
ويزيد الدعم غير المشروط تقريبا من جانب كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية من عدم الثقة بين المتمردين الحوثيين ويزيد من حدة التوتر بين الأطراف المتحاربة.
كانت الأمم المتحدة قد وصفت في السابق الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، كما أعلنت مؤخرا أن عدد القتلى قد يتجاوز 230 ألف قتيل بحلول أواخر عام 2019. ويقترب الوضع، وفقا للأمم المتحدة، من كونه "أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام".
من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإنهاء الصراع، الذي دمر بلدا فقيرا بالفعل.
ومع ذلك، فإن استخدام الرئيس "دونالد ترامب" حق النقض (الفيتو) ضد استخدام الكونغرس لقانون صلاحيات الحرب لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للسعودية يدل على أن البيت الأبيض يهتم أكثر بالعلاقات التجارية السعودية وبضعة آلاف من الوظائف الأمريكية على حساب حياة ملايين اليمنيين".
وتشير هذه الإجراءات أن الإدارة ليست شريكا محايدا أو جادا لتحقيق السلام في اليمن.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، التقى وزير الخارجية البريطاني "جيريمي هانت" مع نظيريه السعودي والإماراتي في لندن لإجراء المزيد من محادثات السلام. ورغم أن "هانت" قال إنه يعارض الحل العسكري، إلا أنه فشل في معالجة دور التحالف السعودي في تأجيج الحرب ولكنه في الوقت نفسه، انتقد الحوثيين لأفعالهم. وعند صياغة قرارات الأمم المتحدة السابقة، ركزت المملكة المتحدة في الغالب على إدانة دور إيران المزعوم في اليمن.
على الرغم من أن "هانت" كان نشطا في التواصل مع مختلف الأطراف الإقليمية، بما في ذلك المتمردين الحوثيين، فإن جهوده لن تكون مثمرة دون معالجة أعمال التحالف بشكل مناسب.
وقالت الأمم المتحدة إن السعودية هي المسؤولة عن معظم الوفيات بين المدنيين، كما أن جماعات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ولجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تتهم التحالف بارتكال جرائم الحرب. وأظهرت كل من الرياض وأبوظبي أنهما ملتزمتان بالحل العسكري ضد الحوثيين. وبتجاهل هذه الحقيقة الواضحة، تظهر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحيزا واضحا في الصراع.
ويسبب هذا التحيز المزيد من الاستقطاب في الصراع ويعقد جهود السلام الهشة بالفعل. وسيكون من الصعب التفاوض مع الحوثيين، وهم مدفوعين بمشاعر معادية للولايات المتحدة وعدم ثقة في عملية السلام في ظل استمرار تورط الولايات المتحدة في الحرب، وفي ظل الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار في الحديدة وفي مناطق أخرى من اليمن.
وهدد الحوثيون بإطلاق صواريخ على الرياض وأبوظبي. وعلى الرغم من أن الأمر لم يتعد التهديدات في معظمه، إلا أنه يبين مدى تفاقم التوترات.
وأدت المشاركة الأمريكية في الماضي والحاضر في المنطقة إلى تطرف الحوثيين جزئيا وتبنيهم موقفا معاديا للولايات المتحدة إلى حد كبير وتحديدا منذ عام 2003 في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وكان أحد دوافعهم في قتال الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" هو علاقاته بالولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وذكر الصحفي اليمني "ناصح شاكر" إن الحوثيين أطلقوا حملة على الجدران في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الحوثيين تحمل عبارة "الولايات المتحدة تقتل الشعب اليمني". ويقول "شاكر" أيضا إنن الانحياز الأمريكي الواضح تجاه المملكة العربية السعودية يقلل من الثقة في أن محادثات السلام حقيقية.
ولن تؤدي السياسة الغربية التي تمنح الإفلات من العقاب للتحالف الذي تقوده السعودية، وتلقي اللوم على الحوثيين وإيران في الصراع، لن تؤدي إلا إلى إطالة التوترات وجعل السلام أبعد. ويدل نبذ الحوثيين والتعامل معهم على أنهم وكلاء لإيران على سوء فهم عميق للمظالم التي يعيشها الفصيل الشيعي الزيدي ودوافعه للتوسع ويجعل سوء الفهم هذا فرص السلام أكثر صعوبة.
نمت آمال السلام بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر:تشرين الثاني 2018 لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للسعودية. وبعدها، تم دفع حكومة هادي المدعومة من السعودية إلى محادثات السلام. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يكون تصويت مجلس الشيوخ رفع توقعات الحوثيين حول إجراء محادثات سلام عادلة، وهو الأمر الذي سحقه فيتو "ترامب" فيما بعد.
وإذا أبحت الولايات المتحدة وبريطانيا أقل تحيزا، أو تعاملتا بشدة مع الانتهاكات السعودية والإماراتية، أو حتى قلصتا دعمهما العسكري الواسع للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن هذا يمكن أن يبني الثقة بين الفصائل اليمنية المتحاربة.
ويبقى طريق اليمن نحو السلام غير واضح، وهناك حاجة إلى التفكير في طرق جديدة لإدارة العملية طويلة الأمد. ومع ذلك، يتعين على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إعادة تقييم دعمهما للتحالف السعودي بشكل كبير من أجل المساعدة الحقيقية في تقليل التوترات، وكذلك منع استمرار معاناة اليمنيين.

المصدر | جوناثان فنتون هارفي - لوب لوغ