نجل العودة: الدعم الأمريكي حيوي لبن سلمان الفاقد للشرعية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2156
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مروان رجب
 "ليس لدى محمد بن سلمان شرعية شعبية. إنه ليس منتخبًا، ولا يمثل الجمهور (..) ولذا فإن دعم الخارج حيوي لوجود حاكم من هذا النوع"..
بهذه الكلمات برر الباحث السعودي "عبدالله العودة"، نجل الداعية المعتقل "سلمان العودة"، حرص ولي عهد المملكة على علاقة وثيقة مع مسؤولي الإدارة الأمريكية، خاصة "جاريد كوشنر" صهر الرئيس "دونالد ترامب" ومستشاره، وذلك في حديثه لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وندد الزميل في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون بواشنطن بـ"اللامبالاة الغربية لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة"، بما في ذلك قضية والده، الذي اعتقلته السلطات السعودية عام 2017، في إطار حملة مكثفة ضد المعارضة بالمملكة، وتطالب النيابة العامة بإعدامه.
واعتبر "عبدالله" أن "الولايات المتحدة تضع بيضها كله في سلة واحدة" بدعم "بن سلمان" على الرغم من ارتكاب فظائع متكررة في ظل حكمه، قائلا: "إنه أمر خطير وغير حكيم أن نعتقد أن بن سلمان هو السعودية".
وبعد إلقائه محاضرة بجامعة جورج تاون في وقت سابق من هذا الأسبوع، حث نجل "العودة" المسؤولين الأمريكيين على التواصل مع الجمهور السعودي والتحدث إلى الناشطين والمثقفين والاقتصاديين وغيرهم ممن كانوا يعملون لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
وأضاف: "حقا إنه لأمر مخز أن نرى مدى صمت الكثير من الناس، والأكثر خزيا هو أن نرى الغرب يدعم (بن سلمان) رغم كل ما جرى".

علاقة وثيقة
وعن العلاقة الوثيقة بين "بن سلمان" و"كوشنر"، قال: "كلا الرجلين قد يكون معجبا بشخصية الآخر، لكنهما يرتبطان أيضا بمصالح متبادلة".
وأوضح الباحث السعودي أن "بن سلمان يريد أن يقبله الغرب، وكوشنر استخدم علاقته به لترويج خطته الخاصة بصفقة القرن".
وشدد "عبدالله العودة" على ضرورة "الاستمرار في الضغط على بن سلمان لتقليل تعسفه"؛ لأنه "إذا بات دون رادع، فسيفعل كل الفظائع التي يمكن التفكير فيها"، حسب قوله.
كما ندد نجل الداعية السعودي البارز بالإعدامات التي نفذتها المملكة بحق 37 معارضا يوم الثلاثاء الماضي، في 5 مناطق مختلفة، هي العاصمة الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومنطقة القصيم (وسط البلاد) والمنطقة الشرقية حيث معظم السكان من الأقلية الشيعية.

توحد المعارضين
واعتبر "عبدالله العودة" أن تلك الممارسة تثبت أن "بن سلمان يوحد السعوديين ضده"، مضيفا: "يجتمع الشيعة والسنة الآن معًا لمناقشة مستقبل المملكة، لم أر قط مثل هذا التقارب بين الليبراليين والإسلاميين، بين النسويات والإسلاميين، بين الفصائل المختلفة في المجتمع السعودي".
وعن تمتع "بن سلمان" بقبضة قوية على السلطة رغم التقارير التي تفيد بأن أفراد العائلة المالكة غير راضين عن سلوكه الخاطئ، قال الباحث السعودي إن "بن سلمان غير محبوب بين الأمراء، لكنهم يرون أن الهجوم على الملك وولي عهده يمثل تهديدا لسلطة الحكم ذاتها، ولامتيازاتهم كأفراد بالعائلة".
وكان "العودة" الأب قد اقترح تغييرات شاملة على النظام الحاكم في السعودية عام 2011، دون تجريد أفراد العائلة المالكة من سلطتهم، عندما شارك في التوقيع على التماس لعشرات الناشطين، دعوا فيه إلى ملكية دستورية ومجلس تشريعي منتخب وقضاء مستقل، لكنه اكتفى برسائله الروحية لمتابعيه عبر "تويتر" منذ صعود "بن سلمان" إلى سدة السلطة.
ومع بداية أزمة الخليج، حيث فرضت المملكة وحلفاؤها الإقليميون حصارًا على قطر، طُلب من "العودة" إعلان إدانة صريحة للدوحة، وهو ما رفضه مطالبا الحكومة السعودية باحترام صمته.
وعندما لاحت مؤشرات على احتمال تخفيف حدة الأزمة باتصال جرى بين "بن سلمان" وأمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، في سبتمبر/أيلول 2017، نشر "العودة" تغريدة (محذوفة الآن) تدعو إلى التقارب بين قادة الخليج "لصالح شعوبهم"، دون تحديد هويتهم.
وفي الأسبوع ذاته، اعتقلت السلطات السعودية الداعية البارز، ومع استمرار محاكمته والمطالبة بإعدامه، كان نجله "عبدالله" يواصل الحديث العلني عن محنة والده في وسائل الإعلام، وعبر نشر مقالات افتتاحية بالصحف الكبرى.

عقاب جماعي
وإزاء ذلك، واجه نجل "العودة" رد فعل عنيفا من المملكة، إذ رفضت الحكومة السعودية تجديد جواز سفره، ومنعت سفر 17 من أفراد عائلته.
وعلق "عبدالله" على هذه الإجراءات قائلا: "لقد جربنا الصمت؛ لم ينجح هذا مطلقًا. أنا دائمًا مع فكرة أن الضغط فقط هو ما يجدي".
ورغم أن نجل "العودة" يعلم أن صراحته تلك قد يدفع ثمنها شخصيا، خاصة بعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن ذلك لا يبدو مرعبا له.
"ربما أكون خائفًا في بعض الأحيان، لكن مبادئي أكبر من ذلك (..) قراري بالتحدث أكبر من ذلك".. هكذا أكد "عبدالله" بتحد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات