الغارديان تكشف تفاصيل خلافات مقلقة بين سلمان وولي عهده

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 5355
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد الجوهري
 كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية ما وصفته بـ"إشارات متزايدة على وجود شقاق مزعزع محتمل بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله ولي العهد الأمير محمد".
وسردت الصحيفة، في تقرير لها، عددا من الوقائع الدالة على هذا الشقاق، نقلا عن مصادر لها (لم تسمها)، معظمها حدثت خلال زيارة الملك "سلمان" الأخيرة إلى مصر، نهاية فبراير/شباط المنصرم، لحضور فعاليات القمة العربية الأوروبية.
وقبل الاسترسال في سرد تلك الوقائع، لفتت "الغارديان" إلى أن الملك وولي عهده قد اختلفا حول عدد من القضايا السياسية المهمة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الحرب في اليمن، مشيرة إلى أن "هذا القلق تنامى منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي توصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن الأمير محمد هو من أمر بتصفيته".

رواية مفصلة
وقالت الصحيفة إنها حصلت على "رواية مفصلة" من مصدر، تشير إلى أن الملك "سلمان"، أبلغ خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، بأنه معرض لخطر تحرك محتمل ضده، ما أثار قلقه وقلق مستشاريه المقربين خلال الزيارة.
وأضافت أن حاشية الملك "سلمان" شعرت بقلق شديد من تهديد محتمل لسلطته، خلال تواجده في شرم الشيخ، حتى إنهم بعثوا على عجل لطلب فريق أمني جديد، يتألف من أكثر من 30 فردا، اختيروا بعناية من وزارة الداخلية السعودية، تم نقلهم إلى مصر ليحلوا محل الفريق الذي كان يرافق الملك.
وقال مصدر الصحيفة البريطانية، إن هذه الخطوة جاءت في إطار استجابة سريعة، وعكست مخاوف من أن بعض موظفي الأمن الأصليين ربما كانوا موالين لابنه الأمير "محمد".
وأضاف أن مستشاري الملك رفضوا أيضا عناصر الأمن المصريين الذين كانوا مكلفين بحراسته أثناء وجوده في مصر.
وأشار المصدر إلى أن الخلاف بدا جليا، حين لم يكن ولي العهد من بين الذين تمت دعوتهم للترحيب بالملك في المطار بعد عودته للمملكة، حيث أوضح بيان صحفي رسمي ذكر أسماء الضيوف في مطار الرياض أن الأمير "محمد" لم يكن من بينهم، ما أضاف للتكهنات أن المقصود هو توجيه ضربة إلى ولي العهد.

تجاوز للملك
ولفت التقرير إلى واقعة أخرى، وهي أن ولي العهد، الذي تم تعيينه "نائب الملك" خلال رحلة "سلمان" إلى مصر، قد وقع على اثنين من التغييرات الرئيسية بينما كان الملك بعيدا، تضمنت تعيين الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان" سفيرة لبلاده في واشنطن، وأخيه الأمير "خالد بن سلمان" نائبا لوزير الدفاع.
وعلى الرغم من أن هذه التغييرات قد تم طرحها داخل الديوان الملكي منذ فترة، لكن المصدر قال إن الإعلان عنها تم دون علم الملك "سلمان"، وهو ما أثار غضبه، لاسيما أنه اعتبر أن تسليم الأمير "خالد" دورا أكبر، هو أمر سابق لأوانه.
وعادة، يتم الإعلان عن التعيينات الملكية دائما باسم الملك، ولكن تم توقيع مراسيم 23 فبراير/شباط من قبل "نائب الملك".
وقال أحد الخبراء إن لقب "نائب الملك" لم يستخدم بهذه الطريقة لعقود.
وذكرت "الغارديان" أن الملك "سلمان" حاول إصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالمملكة من جراء جريمة قتل "خاشقجي"، وقد دفعه بعض المقربين منه إلى المشاركة بشكل أكبر في صنع القرار، لمنع ولي العهد من الحصول على مزيد من السلطة.
وأشارت إلى أن متحدثا باسم السفارة السعودية في واشنطن، أبلغها، الإثنين، قائلا: "من المعتاد أن يصدر الملك أمرا ملكيا يفوض سلطة إدارة شؤون الدولة إلى نائبه، ولي العهد، كلما سافر إلى الخارج. وكان هذا هو الحال خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة لمصر".
وقال إن التغييرات التي قام بها الأمير "محمد"، بصفته نائب الملك وباسم الملك، و"أي تلميح إلى عكس ذلك هو ببساطة لا أساس له".
هل "السيسي" متورط؟
ولم يرد المتحدث على الأسئلة المتكررة حول التغييرات التي طرأت على تفاصيل أمن الملك السعودي أثناء وجوده في مصر، كما أنه لم يعلق على تسريح أفراد الأمن المصري، والذي قيل إنه يعكس علاقة الملك المضطربة مع الرئيس "عبدالفتاح السيسي".
كذلك لم يرد مسؤول في وزارة الخارجية المصرية على طلب للتعليق.
وقالت "الغارديان" إن ولي العهد السعودي أغضب الناس، الشهر الماضي، عندما سار على سطح الكعبة في مكة المكرمة، وهو أقدس موقع لدى المسلمين، ما أثار شكاوى للملك من قبل بعض علماء الدين، بأن الخطوة كانت غير مناسبة، وفقا لما ذكره شخص مطلع على الأمر.
وقال المصدر إن الأمير والملك اختلفا أيضا حول مسائل السياسة الخارجية المهمة، بما في ذلك التعامل مع أسرى الحرب في اليمن، ورد السعودية على الاحتجاجات في السودان والجزائر.
ويقال إن الملك اختلف مع نهج الأمير "محمد" المتشدد لقمع الاحتجاجات.
وأردفت: "وفي حين أن الملك ليس مصلحا، لكنه يقال إنه أيد تغطية أكثر حرية للاحتجاجات في الجزائر في الصحافة السعودية".
ونقلت "الغارديان" عن "بروس ريدل"، مدير مشروع بروكينغز للمخابرات، وأحد مخضرمي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قوله إن "هناك علامات خفية ولكنها مهمة لأمر ليس على ما يرام في القصر الملكي السعودي".
وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن يرحب ولي العهد بالملك القادم من رحلة خارجية، إنها علامة على الاحترام واستمرارية الحكومة، وستراقب العائلة المالكة عن كثب ما يعنيه هذا".
بدوره، قال "نيل كيليام"، وهو زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، إنه "حتى لو اتخذ الأمير محمد قرار تعيينات خلال فترة غياب والده، فإنه يتماشى مع السياسة المتفق عليها حول إحداث تغييرات في سفارة الرياض بواشنطن".
لكنه استدرك: "ومع ذلك، فإن ذلك يشير إلى رغبة بن سلمان في المضي قدما في التغيير والاستعداد لتأكيد سلطته".
وأردف: "لقد رأينا اختلافات بين الاثنين، لا سيما حول قضية القدس، ولكن من غير المرجح أن يضغط بن سلمان بشدة ضد والده، لأنه لا يزال يعتمد على دعمه كنقطة شرعية".

المصدر | الخليج الجديد