نتنياهو يأمر حزب الليكود بعدم التعقيب على تصريحات كوشنير بشأن “صفقة القرن” وتراشق اتهامات في اليمين حول الخطّة التي “ستؤدّي لإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ”!
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أدّت تصريحات جاريد كوشنير صهر الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، والمبعوث الخّاص لخطة السلام التي باتت معروفةً بـ”صفقة القرن” إلى وضع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في موقفٍ مُحرجٍ على ما يبدو، حيث أنّ نتنياهو وضع بين مطرقة التشدّد اليمينيّ الذي مثلته تصريحات وزير التعليم ورئيس حزب (اليمين الجديد)، نفتالي بينت يوم أمس، باتهام نتنياهو بأنّه يسعى إلى إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، وبين عجز نتنياهو عن الرفض العلنيّ للمطالب الأمريكية المحتملة، في وقت يسعى فيه لتعزيز علاقاته مع ترامب والإدارة الأمريكية خصوصًا وقت الانتخابات، وهو يواجه أيضا انتقادات حادة من الإيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) على خلفية إتاحته الفرصة لضمّ حزب “السلطة اليهودية”، وهم من مُواصلي درب المأفون الفاشيّ، مئير كهانا، إلى تحالفٍ يمينيٍّ جديدٍ.
لذلك، وردًا على تصريحات كوشنير التي قال فيها إنّ “صفقة القرن” ستناقش قضايا الحل النهائيّ، أصدر مكتب نتنياهو تعليمات لوزراء الليكود لالتزام الصمت تجاه تصريحات كوشنير وعدم التعليق على هذه القضية. ولكن نتنياهو، وإنْ قفز عن موضوع الرد على كوشنير إلّا أنّه ردّ على نفتالي بينت ما يعني ردًا غير مباشر على كوشنير في وقت ليس بحاجة للتوتر مع الإدارة الأمريكيّة.
ويركز مستشار ترامب، خلال زياراته التي استهلّها من الإمارات وسلطنة عمان، على الجانب الاقتصاديّ من “خطة السلام”. وفي هذا الإطار أشار إلى أنّه لا يعتقد بأن الأثر الاقتصادي للخطة سيقتصر على الإسرائيليين والفلسطينيين فقط، بل سيشمل المنطقة برمتها، بما في ذلك الأردن ومصر ولبنان، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أنّ المقترحات تشمل خطة سياسية شديدة التفصيل، وتتناول في الحقيقة تعيين الحدود وحلّ قضايا الوضع النهائي. كما ربط بين المسارين السياسي والاقتصادي، معتبرًا أنّ “الصفقة” ستساهم في “تحسين فرص الاقتصاد الفلسطيني الذي كان مقيدًا في غياب السلام، كما قال.
ويزور كوشنر، ومعه مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومبعوث الخارجية الأمريكية الخاص بإيران برايان هوك، كلاً من السعودية وقطر والبحرين التي وصلوها أمس الأوّل، من أجل تأمين التمويل اللازم للصفقة. وأشار كوشنر، في المقابلة المنشورة أول من أمس، إلى أننا سنحيطهم علمًا ببعض تفاصيل ما سنسعى إليه، خاصة بشأن الرؤية الاقتصادية والفرصة الكاملة التي ستنتج إذا حلّ السلام، طبقًا لأقواله.
وبحسب المُحلّلين السياسيين في الإعلام العبريّ، فقد حرص الأمريكيون في المرحلة الأولى على تسريب تفاصيل من صفقة القرن المذكورة، في محاولة لاستدراج الدعم المالي من الخليج خصوصا للجانب الاقتصادي في هذه الصفقة، وفيما تشير التقارير إلى أنّ الأمريكيين سيطرحون الخطة بعد الانتخابات الإسرائيلية بغضّ النظر عمن يكون في الحكم أو يفوز في الانتخابات، من المتوقع حسب تقارير أخرى أنْ تتأخر إلى ما بعد رمضان، وفي جميع الأحوال ورغم التنسيق العالي بين نتنياهو وترامب، غير أنه رغم ذلك على ما يبدو فإنّ التصريحات الأمريكية تسبب صداعًا لنتنياهو في الفترة الانتخابية، ولذلك من المتوقع أنْ يستغل نتنياهو لقاءه المزمع مع ترامب على هامش مؤتمر الآيباك ليحافظ على زخم حملته الانتخابية.
ومن الجدير بالذكر أنّ نفتالي بينت، كان قد صرح حتى قبل حديث كوشنير أنّ نتنياهو ينوي إقامة تحالف مع غانتس ولابيد وإقامة دولة فلسطينية على 90 بالمائة من أراضي الضفة الغربيّة المُحتلّة وتقسيم القدس، وبينما اختار نتنياهو عدم الرد المباشر على بينت، فإنّه أشار بسخرية إلى أنّ الانتخابات تشهد مختلف أنواع الأشياء من الأحزاب الصغيرة، وهي أشياء وصفها بأنّها لا أساس لها من الصحة، حسب زعمه، من جهته أكّد حزب الليكود في بيانٍ رسميٍّ أصدره، أكّد على أنّ ما قاله بينت منفصل عن الواقع، وأنّه بعد الانتخابات سيشكل نتنياهو حكومة يمينية قوية بقيادته، على حدّ تعبير البيان.