لماذا قررت السعودية بناء أول مصنع محلي للصواريخ الباليستية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2459
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير الخليج الجديد
 كشفت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، عن بناء السعودية لأول مصنع لها لإنتاج الصواريخ الباليستية، وهو يقع في قاعدة صاروخية في منطقة الوطية، جنوب غرب العاصمة الرياض.
ويجادل "جيفري لويس"، خبير الأسلحة النووية في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية، بأن هذا التطور يثير "احتمال أن السعودية سوف تبني صواريخ بعيدة المدى وتسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، وربما كنا نقلل من تقدير رغباتهم وقدراتهم".
كما أكد هذا الكشف "مايكل إيليمان" من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، و"جوزيف بيرموديز"، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، وحتى الآن، لم ترد أي من السفارة السعودية في الولايات المتحدة ولا الحكومة الأمريكية على هذا التطور.

مسعى قديم
يعود تاريخ برنامج الصواريخ السعودية إلى الثمانينيات عندما سافر قائد سلاح الجو السعودي الأمير "خالد بن سلطان" إلى الصين لشراء صواريخ متوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وبما أن وقود هذه الصواريخ كان سائلاً، فإن قدرتها كانت محدودة، في ذلك الوقت، كانت السعودية قلقة من تهديدات الصواريخ من "صدام حسين"، وكانت تأمل أيضا في التفوق على إيران.
لم تعارض الولايات المتحدة عملية الشراء، حيث خلصت وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن الصواريخ لم تكن لديها القدرة على حمل رؤوس حربية نووية، وفي الواقع، تم شراء هذه الصواريخ بإذن من إدارة "جورج بوش".

قلق من إيران
تشكل جهود الصواريخ الحالية في السعودية جزءا من برنامج الأمن الطموح لولي العهد "محمد بن سلمان"، وفي العام الماضي، حذر كل من "محمد بن سلمان" ووزير الخارجية الأسبق "عادل الجبير" من أن المملكة ستسعى للحصول على أسلحة نووية إذا فعلت إيران الشيء نفسه.
وقال الباحثان "فابيان هينز" و"ديفيد شميرلر" لمجلة نيوزويك: "من الصعب معرفة ما إذا كانت السعودية تستعد للنووي بصواريخها الجديدة المزعومة"، لأن النموذج الدقيق للصواريخ غير معروف، وأضاف هينز: "إذا كنت ترغب في امتلاك أسلحة نووية، بشكل عام، فهذا يتطلب أن تمتلك الوسائل لبناء أنظمة التسليم محليًا".
في السنوات الأخيرة، كانت السعودية أكثر انفتاحا فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي، على سبيل المثال، في عام 2010 ، افتتحت السعودية مكتبًا مركزيًا للدفاع الصاروخي في الرياض، إنها تريد أن تظهر قدراتها الرادعة، كما تريد إرسال إشارة إلى إيران على وجه الخصوص بشأن العواقب إذا لم تحد إيران من برنامجها الصاروخي.
كما أدت الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون اليمنيون على الرياض، إلى دفع السعودية لتوسيع برنامجها الصاروخي، حيث يشعر السعوديون بالقلق من قدرة إيران على بناء مصنع للصواريخ في سوريا لتزويد حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن بصواريخ متطورة.

انهيار الثقة
السبب الرئيسي الآخر وراء برنامج الصواريخ الباليستية السعودية هو عدم ثقة الرياض بواشنطن، لقد أظهر انتقاد الولايات المتحدة الواسع للسعودية بعد اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" أن "ترامب"، الذي يريد الحفاظ على علاقته الوثيقة مع "محمد بن سلمان"، لا يمكنه السيطرة على البيئة السياسية في واشنطن، وفي الوقت نفسه، حذر "ترامب" السعودية من أن الملك لن يستمر لأكثر من أسبوعين بدون دعم الولايات المتحدة.
وبالنظر إلى الهشاشة المتزايدة للعلاقات الأمريكية السعودية، قررت الرياض تطوير برنامجها النووي والصاروخي حتى بدون الدعم الأمريكي.

المصدر | لوبلوج