مركز أبحاث الأمن القوميّ: جهود إسرائيل الحثيثة للتطبيع مع الدول العربيّة والإسلاميّة هدفه المفصليّ حرمان الفلسطينيين من الغطاء العربيّ وتل أبيب تُزوّد دول الخليج بالمعلومات الأمنيّة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1604
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة ـ “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، رأت أنّ مصالح متبادلة تُعزز تطبيع علاقات الدولة العبريّة مع دول الخليج، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إلى سلطنة عُمان، يُمكِن اعتبارها خطوةً إضافيّةً في حالة التطبيع بين إسرائيل والدول العربيّة، ولافتةً إلى أنّ العلنيّة في العلاقات مع مسقط هو ما يُميّزها.
وأضافت الدراسة، التي نشرها مركز الأبحاث الإسرائيليّ على موقعه الالكترونيّ، أضافت قائلةً إنّ أهمية زيارة نتنياهو إلى عُمان تتزامن مع ظهور وفد رياضة الجودو الإسرائيليّ في أبو ظبي، ووصول وزيرة الثقافة ميري ريغيف، الأمر الذي يُشير، بحسبها، إلى رغبة دول الخليج بكشف النقاب عن الاتصالات مع إسرائيل، ولعلّها مناسبة لأنْ تستغل إسرائيل هذا التطوّر الهّام بتحسين إنجازاتها الإقليميّة، وتحسين وضعها السياسيّ تحقيقًا لمصالحها الإستراتيجيّة، على حدّ تعبير دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أكّدت الدراسة التي أعدها باحثو المعهد يوآل غوجينسكي وكوبي ميخائيل وزاكي شالوم، على أنّ رفع مستوى العلاقات الإسرائيليّة الخليجيّة يتزامن مع جهود الإدارة الأمريكيّة في إعلان صفقة القرن، والحاجة لدعم دول الخليج لها، وربمّا تلعب عُمان دورًا في تهدئة التوتّر السائد بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكيّة في واشنطن، بحسب تعبيرها.
عُلاوةً على ذلك، أوضحت الدراسة أنّ العلاقات التاريخيّة الإسرائيليّة العُمانيّة بدأت منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ثم استؤنفت عام 1994، استكمالاً لعملية السلام التي انطلقت في مؤتمر مدريد، فظهر التعاون الثنائيّ بين مسقط وتل أبيب في مجالات المياه والمساعدة العسكريّة، مُشدّدّة في الوقت ذاته على أنّه مُقارنةً بدول الخليج الأخرى تُقيم سلطنة عُمان علاقات خارجيّة وسياسة مستقلّة عن سواها، قد تكون أكثر حياديّةً، استجابةً لضعفها الاقتصاديّ قياسًا بموقعها الاستراتيجيّ، كما أكّد باحثو المعهد، الذي أعّدوا الدراسة.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أنّ زيارة نتنياهو إلى عُمان تُرجّح التقديرات القائلة إنّ الدولة العبريّة قد تستعين بعُمان للقيام بدور وساطةٍ مع الفلسطينيين تارةً، وفي الملف السوريّ الإيرانيّ من جهةٍ أخرى، ومُوضحةً أنّ هناك أمل إسرائيليّ بأنْ تتبع باقي دول الخليج سياسة عُمان في الانفتاح على إسرائيل، لأنّ المعلومات الأمنية التي تقوم إسرائيل بتزويدها لدول الخليج العربيّ جعلها تنظر إليها على أنّها عنصر مُهّم ومركزيّ في الدفاع عن المصالح القوميّة لتلك الدول الخليجيّة، كما أكّدت الدراسة الإسرائيليّة.
وأوضحت الدراسة أنّ زيادة العلاقات الإسرائيليّة الخليجيّة يحصل مع تراجعٍ تدريجيٍّ للمكانة المركزيّة التي كان يحظى بها الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ لدى عددٍ من دول الخليج، الأمر الذي يُمهّد الطريق لإقامة اتصالاتٍ إيجابيّةٍ مع إسرائيل، وربمّا أنّ السياسة المُعتدلة لعُمان قد تُمكّنها من جلب الطرفين الفلسطينيّ والإسرائيليّ لطاولة المفاوضات، أو بالحدّ الأدنى تخفيف التوتر بين الفلسطينيين وإدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، والذي بدأ مع إعلان ترامب في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2017 عن القدس عاصمةً أبديّة لدولة الاحتلال.
ولفتت الدراسة إلى أنّ عُمان قد تستغّل حالة الانشغال السعوديّ بملفاتها الداخليّة في أخذ دورٍ مركزيٍّ في الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، وإنقاذه من الطريق المسدود الذي وصل إليه، ولذلك، شدّدّت الدراسة، فإنّ أهمية ما حققته إسرائيل من إنجازٍ دبلوماسيٍّ لا يُستهان به من علانيّة زيارتها إلى عُمان، حتى لو لم تَعُد بنتائج ميدانيّةٍ على الأرض في الملف الفلسطينيّ، بحسب تعبير مُعدّي الدراسة.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ أوّل إنجازٍ من هذه الزيارة يكمن في تحريك الجمود السياسيّ الفلسطينيّ الإسرائيليّ من خلال جسر الفجوات بين الجانبين، ولعلّ قدرات عُمان في هذا الجُهد ليست قليلةً، زاعمةً في الوقت نفسه أنّ الدولة العبريّة تبذل جهودًا حثيثةً لتوثيق علاقاتها مع الدول العربيّة والإسلاميّة التي لا تُقيم معها علاقاتٍ سياسيّةٍ رسميّةٍ، خاصّةً بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية، وحرمانها من الغطاء العربيّ، من خلال التقدّم بتطبيع العلاقات الإسرائيليّة العربيّة، كما أكّدت الدراسة.
جديرٌ بالذكر أنّ التطبيع بين العرب وإسرائيل بدأ من مصر التي وقع رئيسها أنور السادات عام 1978 في كامب ديفيد اتفاقًا للسلام المنفرد، وجاءت موجة التطبيع الثانية عام 1991 بعد انطلاق مفاوضات السلام العربيّة-الإسرائيليّة إثر مؤتمر مدريد.
أمّا الموجة الثالثة فأتت مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينيّة واتفاق وادي عربة مع الأردن في العام التالي، حيثُ ساد التفاؤل في الشارع العربيّ بأن الصراع العربيّ-الإسرائيليّ في طريقه للحلّ من بوابة إنصاف الفلسطينيين وحصولهم على دولةٍ.