الإيكونوميست: ترامب سر تراجع النفط رغم خفض الإنتاج السعودي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1925
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مروان رجب
 لماذا اتجهت أسعار النفط إلى التراجع رغم إعلان المملكة العربية السعودية تخفيض إنتاجها اليومي 500 ألف برميل انطلاقا من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل؟
سؤال طرحه العديد من المراقبين بعد وصول الأسعار، الأربعاء، إلى أدنى مستوى لها في 8 أشهر، بفعل مخاوف من ضعف نمو الطلب على الخام، وهو ما كان يفترض أن يؤدي الإعلان السعودي إلى ما يناقضه.
سياسة "ترامب" هي كلمة السر حسب ما أورده تحليل نشرته مجلة الإيكونوميست، الأربعاء، مشيرة إلى تحذيرات عالمية سابقة لتجاوز سعر برميل النفط حاجز الـ 100 دولار بعد موجة ارتفاع الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
افترضت هذه التحذيرات أن بدء سريان العقوبات الأمريكية على إيران، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سيؤدي حتما إلى انكماش صادراتها النفطية بنسبة كبيرة وصولا إلى الصفر، باعتبارها رابع أكبر منتج للنفط في العالم، ما يعني أن حجم الطلب سيرتفع توازيا مع خفض السعودية لإنتاجها.

صادرات إيران
لكن واقع سوق النفط لم يسر بهذا الاتجاه بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستمنح تنازلات لمدة 180 يومًا للصين والهند و6 دول أخرى لمواصلة الاستيراد من إيران، وهي الدول التي تشكل مجتمعة أكثر من 75% من الصادرات الإيرانية، وفقًا لتقدير شركة سانفورد بيرنشتاين.
تزامن ذلك مع صعود الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمعدلات ضخ مذهلة، بلغت نسبتها، في أغسطس/آب الماضي وحده، 23% أعلى من مستواها في الأشهر الـ12 السابقة.
ولم يسفر لجوء السعودية إلى روسيا للمساعدة في تنسيق الإنتاج عن إعادة اتجاه الأسعار إلى مسارة؛ لأن مصالح كل منهما ليست متطابقة، وفقا لما أوردته الإيكونوميست، التي أشارت إلى تشكيك وزير النفط الروسي " ألكسندر نوفاك" في تبرير السعودية لخفض الإنتاج في ديسمبر المقبل بحجة توقع وجود فائض في المعروض العالمي.

الحرب التجارية
كما أن السياسات التجارية لـ"ترامب" قللت من الطلب على النفط من باب آخر، هو "الحرب التجارية" التي شنها ضدد عدد من الدول، على رأسها الصين، ما دفع صندوق النقد الدولي إلى توقع تراجع للنمو الاقتصادي العالمي.
وفي هذا الإطار، نقلت المجلة البريطانية عن الباحث بمجموعة سيتي غروب المصرفية "إدوارد مورس" أن نمو الشحن الجوي انخفض بمقدار النصف تقريبا خلال العام الماضي، ما قلل من الطلب على الوقود.
ولما كانت الصين تمثل حوالي 40% من نمو الطلب على النفط العام الماضي، سارت أسعار النفط في اتجاه مغاير لما توقعه المراقبون، لتعلن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أمس الثلاثاء، توقعاتها للطلب العالمي على النفط العام المقبل (2019).

احتمال وتغريدة
غير أن انخفاض الطلب العالمي لا يعني انتفاء وجود سبب للاعتقاد بأن أسعار النفط بإمكانها أن ترتفع مرة أخرى في وقت قريب، بحسب مراقبين.
وتشير المجلة البريطانية، في هذا الصدد، إلى أن مزيد من تخفيضات الإنتاج قد يتم إعلانها في الشهر المقبل، بعد اجتماع "أوبك" وشركائها في فيينا.
ومع استمرار حالة عدم اليقين في إيران، والاضطراب السياسي في كل من "فنزويلا وليبيا ونيجيريا والعراق"، ربما يتراجع المعروض النفطي، خاصة أن هذه "الخمسة الضعيفة"، كما يسميها بعض المستثمرين، مثلت 12% من الإنتاج العالمي في الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول الماضيين، وهي نسبة أكبر من تلك التي تنتجها السعودية.
ورغم كل ذلك، يظل "ترامب" لديه القدرة على التحكم في هكذا احتمال ببساطة، وفقا لتحليل المجلة البريطانية، وذلك عبر كتابة "تغريدة" كتلك التي كتبها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري عندما طلب من دول "أوبك" الامتناع عن خفض إنتاج النفط، ما أدى لتهاوي الأسعار بالفعل.

المصدر | الخليج الجديد