نجلا خاشقجي: نريد جثته ونبحث على إجابات للغز اغتياله

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1952
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 "كل ما نريده الآن هو دفنه في البقيع بالمدينة المنورة مع باقي أفراد عائلته".. بهذه الكلمات أطلق نجلا الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي"، نداءً عاطفياً، لعودة جسد أبيهم، الذي اغتيل داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، الشهر الماضي.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، هي الأولى لأي من أفراد أسرة "خاشقجي"، منذ اغتياله، أوضح "صلاح" و"عبدالله" نجلا الكاتب السعودي الراحل، أنهما طلبا من السلطات السعودية أن تسلمهما جثة والدهما، وأن "كل ما يهمهما الآن هو أن يتم دفنه في البقيع مع باقي أفراد الأسرة المدفونين هناك، وأن تلك كانت أمنيته".

وأضافا أن المهم لدى العائلة الآن هو إعادة الجثمان، ودفنه وفقا للشعائر الإسلامية، معربين عن أملهما أن يحدث ذلك قريبا.

وحول جريمة القتل، قال "صلاح" و"عبدالله"، إنهما يبحثان عن أدلة مثل الجميع، وليس لديهم أجوبة حول الأسئلة المطروحة.

وأضافا ردا على سؤال حول مصدر معلوماتهم: "مصدرنا هو نفس المصدر الذي لدى الإعلام.. إنه لغز.. وهذا يضع الكثير من الأعباء علينا".

 

 

وتابع "صلاح": "نسعى للحصول على معلومات مثلما يفعل الجميع.. إنهم يعتقدون أن لدينا إجابات، ولسوء الحظ هذا ليس صحيحا".

وزاد "عبدالله": "الأمر صعب وليس سهلا، بل مربكا، خاصة عندما تصبح القصة كبيرة، فنحن نتابع وسائل الإعلام ونحاول الحصول على القصة الكاملة عبر جمع القطع المختلفة لإكمال الصورة.. إنها ليست حالة طبيعية وليست موتًا طبيعيًا".

وقال "صلاح" إنه ينتظر انتهاء التحقيق وخروج الحقائق كاملة.

وكشف نجلا "خاشقجي"، أن الملك السعودي "سلمان بن عبدالعزيز"، أكد لهما، عندما استقبلهما وقدم لهما التعازي، أنه سيقدم للعدالة كل من تورط بمقتل والدهما، لافتين إلى أنهما يثقان في العاهل السعودي.

آخر لقاء

وحكى "عبدالله"، الذي يعيش في الإمارات، أنه آخر من رأى أبيه حيًا، حيث زاره في تركيا، قبل شهرين من اغتياله، وقضي وقتًا معه ومع خطيبته (خديجة جنكيز)، مشيرًا إلى أنه رأى خلالها "سعادة والده".

وأضاف: "كان سعيدًا.. كانت فرصة رائعة أن أراه.. تنزهنا سويًا في إسطنبول، أمضينا وقتا ممتعا.. كنت محظوظا جدا لأنني حظيت باللحظات الأخيرة معه."

ولفت نجلا "خاشقجي"، إلى أن والدهما كان يخطط للرحيل من أمريكا (غادر إليها قبل أكثر من عام)، إلى تركيا، ليكون بجوار أبناءه وأحفاده.

وتابع "عبدالله": كان يحب أحفاده جدا، وكان يضع صورة لأحفاده (ابني عبد الله وابنة صلاح) بجوار فراشه بحجرة نومه.

ووصف النجلان والدهما، بأنه كان "شجاعا وسخيا"، وبأنه "كان معتدلا وكان يحبه الجميع".

وقال "صلاح" متحدثا عن والده: "رجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع.. رجل أحب بلاده، كان يؤمن بقدراته وإمكانياته".

وأضاف "عبدالله": "لم يكن معارضا، وكان يؤمن بالملكية ويرى أنها هي التي توحد البلد، كما أنه كان يؤمن بالتغييرات التي باشرتها السلطات السعودية" في السنوات الأخيرة.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد 18 يوما من وقوع الجريمة، اعترفت الرياض رسميا بمقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها بإسطنبول، زاعمة أنها نتيجة "شجار وتشابك بالأيدي"، قبل أن تعلن توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم في هذا الصدد، دون أن تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية برفض عالمي واسع، خاصة في ظل تناقضها مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرساله إلى إسطنبول للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

والأربعاء، قالت النيابة العامة التركية، إن "خاشقجي" قتل "خنقا" فور دخوله القنصلية، وفق "خطة كانت معدة مسبقا"، قبل أن تعلن أن جثة "خاشقجي" تم تقطيعها بعد مقتله، والتخلص منها.

في حين تحدثت مصادر تركية، أن هناك ما يشير إلى أن الجثة قد تمت إذابتها في مادة الأسيد، لكن دون أن يصدر تأكيد رسمي بهذا الشأن.

وبينما صورت السلطات السعودية الجريمة على أنها "تصرف فردي تم بدون علم القيادة"، أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن إلقاء تهمة القتل على عناصر أمنية لا يقنع أنقرة، ولا الرأي العام العالمي.

المصدر | الخليج الجديد