بلومبيرغ: بن سلمان بات يشكل خطرًا على مشروعه الخاص.. وبومبيو ينبه الرياض بـ”مروحة واسعة من الردود” الأميركية إذا ثبت ضلوعها في قضية خاشقجي
أنقرة- واشنطن- الأناضول- (أ ف ب): نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، مقالاً اعتبرت فيه أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بات “يشكل خطرا” على مشروعه الخاص بالمملكة، بسبب التطورات التي أعقبت اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
وقال الصحفي غلين كاري، في مقاله الذي نشرته “بلومبيرغ” مساء الجمعة، إن “الشكوك تركزت على بن سلمان، عقب انتشار ادعاءات حول مقتل خاشقجي، على يد فريق أُرسل من الرياض”.
واختفت آثار خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية، وأدّى ذلك إلى تصاعد المطالبات الدولية للسلطات السعودية بتفسير ملابسات الاختفاء والكشف عن مصير خاشقجي.
وذكَّر الكاتب، بأن بن سلمان، “نفى علمه بما حدث لجمال خاشقجي في القنصلية (السعودية في إسطنبول)”.
فيما لفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكبار دبلوماسييه ينتظرون نتائج التحقيقات حول قضية خاشقجي، كي لا يعرّضوا التحالف الأمريكي السعودي للخطر.
وبيّن كاري، أن المشرّعين في الكونغرس الأمريكي، وبينهم أعضاء من الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، طالبوا بفرض عقوبات على السعودية.
وتضمن المقال وجهات نظر “غريغوري غوز″، الأستاذ بجامعة “تكساس إي أند أم”، التي تتهم السعودية بـ”التواطؤ الرسمي” في اختفاء أو ربما “موت” خاشقجي.
ولفت غوز، إلى أن هذا الأمر يبعث إشارات في الاتجاه المعاكس للتحول الذي يريد بن سلمان، إنجازه في السعودية، بحسب الكاتب.
ومن جهة أخرى، نبه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة إلى أن لدى الولايات المتحدة “مروحة واسعة من الردود” المحتملة على السعودية إذا تبين أنها ضالعة في اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
وقال بومبيو في مقابلة مع إذاعة صوت أميركا “سنبحث بالتأكيد مروحة واسعة من الردود المحتملة، لكنني أعتقد ان المهم ان يتم كشف الوقائع″، مضيفا “نرفض عمليات الاغتيال خارج أطار القضاء”، وذلك بعدما أقر الرئيس دونالد ترامب للمرة الاولى الخميس بانه من المرجح ان يكون خاشقجي قد مات.
وكان الوزير الأميركي عاد إلى واشنطن بعدما قام هذا الاسبوع بزيارة للرياض التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان.
وتابع بومبيو في كلامه عن السعوديين “كنت واضحا جدا، وشرحت لهم ان الولايات المتحدة تأخذ هذه المسألة بمنتهى الجدية، وأننا نرفض الاغتيالات خارج القضاء”.
وأضاف الوزير الأميركي “هذا ليس شيئا يتلاءم مع القيم الأميركية”.
وقال أيضا “إنهم يتحملون المسؤولية ما دامت هذه المسألة حصلت في القنصلية. ويتحملون بالتالي مسؤولية إلقاء الضوء على هذه المسألة”.
وتجدر الإشارة أن قضية اختفاء الصحفي السعودي بدأت تأخذ بعدًا دوليًا، إذ طالبت دول ومنظمات غربية، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي.
فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اختفاء خاشقجي.
وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على جميع المستويات.