صحفي أمريكي يروي تفاصيل تصاعد التوتر بين خاشقجي وبن سلمان
محمد عبدالله
كشف الصحفي الأمريكي "غابريل شيرمان" عن معلومات نقلها له الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في مارس /آذار الماضي، حول تفاصيل تصاعد التوتر بينه وبين النخبة الحاكمة بالمملكة.
وقال "شير مان"، في مقال له بمجلة "فانيتي فير" الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "بعد يومين من انتخاب دونالد ترامب، عاد خاشقجي من واشنطن إلى مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، حيث ألقى حديثاً حول السياسة الخارجية وجه فيه انتقادا لترامب حينذاك".
وتابع: "عندها تلقى خاشقجي مكالمة هاتفية من مستشار إعلامي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمره بعدم التغريد أو كتابة عموده أو إعطاء تعليقات للصحفيين الأجانب".
وأضاف الصحفي الأمريكي: "باعتباره عضوا في النخبة السعودية لعقود، يدرك خاشقجي أن التعبير السياسي له حدود صارمة في المملكة، لكن بعد عشرة أشهر، وفي سبتمبر/أيلول 2017 ، قرر خاشقجي الرحيل إلى واشنطن. "
وأفاد "شيرمان" أن "خاشقجي" قال له: "بدأت أشعر أن أي مساحة ضيقة لدي في المملكة العربية السعودية أصبحت أضيق.. اعتقدت أنه سيكون من الأفضل الخروج لأكون آمنا".
ومضى الصحفي الأمريكي بالقول: "اتصلت في البداية مع خاشقجي لمقال مستقبلي عن علاقة الأمير الشاب بالبيت الأبيض، لأنهواحد من القلائل الذين يمكن ان يتحدثوا بانفتاح".
وقال "شيرمان": "خاشقجي لم ير نفسه في قالب المعارض، كان يريد أن ينجح بن سلمان بالفعل، فقد كان يقول لي محمد بن سلمان يريد حقا أن يجعل المملكة العربية السعودية رائعة مرة أخرى لكنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة".
واستدرك الصحفي الأمريكي قائلا: "لكن بعد شهر من مغادرته المملكة ، تغير رأي خاشقجي بسبب اعتقال أجهزة الأمن السعودية للعشرات من رجال الأعمال البارزين وسجنهم داخل فندق ريتز كارلتون تحت غطاء حملة مكافحة الفساد".
وأردف: "سرعان ما بدأ خاشقجي يسمع من أصدقائه في السعودية أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب، ويتم مساومتهم على تسليم مليارات الدولارات للحكومة
ومضى بالقول: "هذه الحملة التي طالت مثقفين وشخصيات إعلامية ورجال دين معتدلين، أقنعت خاشقجي بأن بن سلمان سوق لنفسه كمصلح بينما هو في الواقع مستبدا شرس"، ناقلا عن "خاشقجي قوله "عندما بدأت الاعتقالات انقلبت، لقد قررت أن الوقت قد حان للتحدث".
وأشار الصحفي الأمريكي أنه "بعد ذلك بدأ خاشقجي يكتب في عموده بصحيفة واشنطن بوست انتقاات لبن سلمان لاستيلائه على السلطة الداخلية، وتدخله العسكري المتهور في اليمن، ومؤامرة الأمير الغريبة لخطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري".
ونقل "شيرمان" عن "خاشقجي" قوله: "لم تكن المملكة العربية السعودية مجتمعًا حرًا، لكن لم يتم اعتقال الناس بهذه الطريقة.. إن الأشخاص الذين اعتقلهم بن سلمان ليسوا متطرفين. . الغالبية من الإصلاحيين. لقد.اعتقلهم ولي العهد لنشر الخوف.. إنه يستبدل التعصب الديني بالإغلاق السياسي".
واختفى "خاشقجي"، منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول بعد دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول لاتمام معاملات تتعلق بزواجه، فيما تشير المعلومات إلى مقتله داخل القنصلية.
المصدر | الخليج الجديد