ترامب يهدّد الرياض بـ”عقاب قاس″ إذا صحّ ذلك في حين تنفي السعودية ان تكون أمرت بقتل الصحافي المعارض..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1606
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ومستشار للبيت الأبيض بؤكد: الرئيس “جدي جدا” في تهديده بمعاقبة الرياض
واشنطن/دبي- الأناضول- ا ف ب – قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدي جدا في تهديده بمعاقبة السعودية إذا ثبتت مسؤوليتها في قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
جاء ذلك في حوار لـ كودلو مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، اليوم الأحد.
وأضاف كما يحدث في كل قضية، عندما يتحدث الرئيس وعندما يحذر، يجب أن يأخذ الناس بكلمته، فهو جدي جدا، جدا .
وتابع هو (ترامب) سيقرر ماهية الإجراءات المناسبة التي سيتم اتخاذها إذا تأكدنا أن السعوديين متورطين (في اختفاء خاشقجي) .
والسبت، هدد ترامب، الرياض، بـ عقاب شديد إذا ما ثبت تورطها في اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وفي السياق، وصف كودلو واقعة اختفاء خاشقجي بأنها مأساوية .
وتابع قصة خاشقجي مأساة، والإدارة (الأمريكية) تراقب بعناية شديدة القضية، وترامب يريد حلا سريعا .
وعلى صعيد آخر، أفاد كودلو بأن مشاركة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي ما زالت مدرجة على جدول أعماله، ولم يطرأ عليها أي تغيير.
وأرجع مشاركة منوشين إلى ضرورة بحث وقف تمويل الإرهابيين .
وأعلنت شركات ومؤسسات إعلامية واقتصادية إضافة إلى شخصيات غربية، انسحابها من المؤتمر المقرر انعقاده بالسعودية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري ويستمر 3 أيام؛ على خلفية قضية اختفاء خاشقجي.
هذا، واعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب السبت أنّ الرياض يمكن أن تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول، متوعّداً إيّاها بـ”عقاب قاس″ إذا صحّ ذلك، في حين تنفي السعودية ان تكون أمرت بقتل الصحافي المعارض.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “كان أملنا الأول ألاّ يكون قد قتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة… بحسب ما نسمعه”.
وأضاف “قد لا نتمكّن من رؤيته مجدداً، هذا أمر محزن جدا”، مشيرا إلى أنه سيجري السبت مساءً أو الأحد اتّصالاً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
لكن الرئيس الأميركي أكّد أنّه في الوقت الراهن “لا أحد يعلم ماذا حدث”، مجدّداً التأكيد على أنّه حتى وإن قرّر معاقبة السعودية فهو لن يتّخذ أي إجراء ضدها تكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الأميركي مثل إلغاء مبيعات أسلحة أميركية الى الرياض.
وقال “اعتقد اننا إذا فعلنا ذلك إنّما نكون نعاقب أنفسنا. هناك أمور أخرى يمكننا القيام بها وهي قوية جداً جداً وشديدة جداً”، من دون أن يوضح ماهيّة هذه الاجراءات.
وكان ترامب قال في مقابلة مع قناة “سي بي أس” سجّلت الخميس وبثّت السبت “حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدّة. هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم”، مؤكّداً أنّه إذا تبيّن فعلاً أنّ المملكة مسؤولة عن اختفاء الصحافي المعارض فسيكون هناك “عقاب قاس”.
من جهته اتّهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الرياض بعدم التعاون في التحقيق، في حين أنّه من المقرر أن يجتمع وفد سعودي نهاية الأسبوع بأنقرة مع مسؤولين أتراك في إطار التحقيق في هذه القضية التي أثارت قلق العديد من الدول الغربية وبينها الولايات المتحدة حيث يعيش خاشقجي منذ 2017.
ودعا تشاوش أوغلو الرياض الى إفساح المجال لدخول محقّقين أتراك الى مبنى قنصليتها في اسطنبول.
وكان وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف أكّد بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر السبت أنّ “ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحّة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية”.
ومساء السبت قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان في تغريدة على تويتر إنّ “ما تتعرّض له بلاد الحرمين ورموزها من حملات إعلامية كاذبة، غادرة، قذرة، هي ليست وليدة اليوم. هو عمل ممنهج ومنظّم منذ عدة عقود. من يريد الباطل فهو له أمّا الحق فنحن أهله”.
– “عيد ميلاده الستّين” –
وخاشقجي الذي أصبح معارضاً منذ تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في حزيران/يونيو 2017، كان يفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الستين يوم السبت خلال حفل على ضفة البوسفور كانت خطيبته التركية خديجة جنكيز تعتزم مفاجأته به، كما قالت في تغريدة.
وفُقد أثر الصحافي السعودي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الاول/أكتوبر الحالي لإتمام معاملات إدارية استعداداً لزواجه من جنكيز.
وبعد أربعة أيام أعلن مسؤولون أتراك لوسائل اعلام محلية أن خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية. لكنّ الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بأنّها “لا أساس لها” من الصحّة. والقضية مزعجة للسلطات السعودية التي تستعدّ لاستضافة قمة اقتصادية كبيرة من 23 الى 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأوفدت الرياض إلى أنقرة فريق عمل وصل الجمعة ويفترض أن يجري محادثات مع مسؤولين أتراك، بحسب ما أورد الاعلام التركي الرسمي.
ويتألّف الوفد من 11 شخصا وقد تولّى الجمعة تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول بحسب قناة “ان تي في” التركية، لكن هويّات أعضائه لا تزال غير معروفة.
وقبل كلام وزير الخارجية التركي عن عدم تعاون السلطات السعودية مع التحقيقات، كان وزير الداخلية السعودي نوّه بـ”التعاون مع الأشقّاء في تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية”، مشدّداً بحسب “واس” على “دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية”.
وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت الجمعة عن مصدر سعودي مسؤول أنّه يرحب بـ”تجاوب” تركيا “مع طلب السعودية “تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصّين في البلدين الشقيقين للكشف عن ملابسات اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”.
وأوردت صحيفتا “ميلييت” و”سوزجو” التركيّتين أنّ خاشقجي كان يضع عند دخوله القنصلية ساعة ذكية موصولة بهاتف نقّال أعطاه لخطيبته التي كانت تنتظره في الخارج.
وذكرت صحيفة “ميلييت” التركية أنّ ضبّاطا أتراكا اطّلعوا على تسجيلات صوتية مرسلة من الساعة الذكية وأنه أمكن سماع “الجدال والصراخ” في التسجيلات. وقالت صحيفة سوزجو إنّه يمكن فقط الاستماع إلى “بعض الأحاديث” في التسجيل الذي مدّته “بضع دقائق”.
وتعذّر الحصول على أي تأكيد رسمي لهذه المعطيات.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” فإنّ تركيا أبلغت الولايات المتّحدة أنّها تملك تسجيلات مسموعة ومرئية تظهر كيف تم “استجواب (خاشقجي) وتعذيبه وقتله” داخل القنصلية قبل تقطيع جسده.
وأكّدت الرياض أنّ كاميرات المبنى لم تكن تعمل في ذلك اليوم.
وبحسب الشرطة التركية فإنّ مجموعة من 15 سعودياً وصلوا جوّاً في 2 تشرين الأول/أكتوبر إلى اسطنبول، وتقول وسائل إعلام تركية، إنّهم قتلوا الصحافي قبل أن يغادروا تركيا.
– “دافوس في الصحراء” –
وتأتي تطورات هذه القضية فيما تنظّم الرياض مؤتمراً اقتصادياً كبيراً تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام 2018 من 23 الى 25 تشرين الاول/الجاري وأطلقت عليه تسمية “دافوس في الصحراء” تيّمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفيما تتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي قرّرت مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية الانسحاب من المؤتمر.
لكن وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين أكّد السبت على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في بالي باندونيسيا أنّه سيحضر الاجتماع مع متابعة تطوّرات التحقيق.
من جهتها، اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت أنّ قضية اختفاء الصحافي السعودي “مروّعة” لكنّها لا تزال تعتزم الذهاب إلى السعودية للمشاركة في المؤتمر.
وكانت وكالة “بلومبرغ” وصحيفتا “فايننشال تايمز″ و”نيويورك تايمز” قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “أوبر” لخدمات النقل دارا خوسروشاهي إنّه لن يشارك في المؤتمر “إلاّ بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق”، مؤكداً أنّه “منزعج للغاية من التقارير”.
كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة فيرجين، أنّه علّق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.
وردّاً على هذه المواقف أطلق رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور نداء لمقاطعة كل شركة تنسحب من المملكة.
وقال الملياردير الإماراتي في تغريدة على تويتر “المطلوب الآن من دول مجلس التعاون الخليجي والدول الحليفة وقفة تضامنية مع السعودية وإثبات صدقها، وذلك بمنع كل الشركات التي تنسحب من المملكة، قبل ظهور حقيقة اختفاء جمال خاشقجي، من العمل في بلادنا، لتثبت للجميع قوتنا ووحدتنا، وأنّنا لسنا لقمة سائغة لهم”.