ترامب يهدد السعودية بـ”عقاب صارم” حال ثبوت صلتها باختفاء خاشقجي.. ووفد سعودي يبحث اختفاء الصحافي السعودي في اسطنبول

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2105
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

دبي ـ (أ ف ب) – اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن الرياض يمكن ان تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول، وهدد اذا صح ذلك ب”عقاب قاس″، في حين تنفي المملكة السعودية اصدار أمر بقتل الصحافي المعارض.

وأتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الرياض بعدم التعاون في التحقيق، في حين من المقرر أن يجتمع وفد سعودي نهاية الاسبوع بأنقرة مع مسؤولين أتراك في اطار التحقيق في هذه القضية التي أثارت قلق العديد من الدول الغربية وبينها الولايات المتحدة حيث يعيش خاشقجي منذ 2017.

وبحسب صحف تركية فإن خاشقجي كان يحمل “ساعة ذكية” أتاحت تسجيل بعض ما حصل داخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول التي دخلها في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، حيث شوهد آخر مرة.

وقال ترامب في مقابلة مع قناة سي بي اس سجلت الخميس وبثت السبت “حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدة. هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم”.

وأضاف أنه اذا تبين فعليا أن المملكة السعودية مسؤولة سيكون هناك “عقاب قاس”.

واتهم وزير الخارجية التركي السبت السلطات السعودية بأنها لم تبد حتى الآن تعاونا في التحقيق في اختفاء الصحافي السعودي في قنصليتها، ودعا الرياض الى إفساح المجال لدخول محققين أتراك الى المبنى.

وقال الوزير بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الاناضول الرسمية “لم نر حتى الآن تعاونا لإجراء تحقيق سلس وكشف كل الحقائق”، مضيفا أن على الرياض أن “تسمح للمحققين والخبراء الاتراك بدخول القنصلية”.

في الأثناء أكد وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر السبت أنّ “ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية”.

وأعرب الوزير السعودي عن “شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”.

ونقلت الوكالة عن الوزير “حرص المملكة التّام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي”.

وفقد أثر الصحافي السعودي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الاول/اكتوبر الحالي لاتمام معاملات إدارية استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

وبعد أربعة أيام أعلن مسؤولون أتراك لوسائل اعلام محلية انه قتل داخل مبنى القنصلية.

لكن الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بانها “لا أساس لها” من الصحة. والقضية مزعجة للسلطات السعودية التي تستعد لاستضافة قمة اقتصادية كبيرة من 23 الى 25 تشرين الاول/اكتوبر.

-وفد سعودي في أنقرة-

أوفدت السعودية فريق عمل وصل الجمعة الى أنقرة سيجري محادثات مع مسؤولين أتراك في نهاية الاسبوع في انقرة بحسب ما أورد الاعلام التركي الرسمي.

ويتألف الوفد من 11 شخصا وتولى الجمعة تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول بحسب قناة ان تي في التركية، لكن هويات أعضاء الوفد لا زالت غير معروفة.

وقبل كلام وزير الخارجية التركي عن عدم تعاون السلطات السعودية مع التحقيقات، كان وزير الداخلية السعودي نوه بـ”التعاون مع الأشقاء في تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية”، مشدّداً بحسب وكالة واس على “دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية”.

وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت الجمعة عن مصدر سعودي مسؤول أنه يرحب بـ”تجاوب” تركيا “مع طلب السعودية “تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين الشقيقين للكشف عن ملابسات اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”.

-“ساعة ذكية”-

وأوردت صحيفتان تركيتان “ميلييت” و”سوزجو” ان خاشقجي كان يضع عند دخوله القنصلية ساعة ذكية موصولة بهاتف نقال أعطاه لخطيبته التي كانت تنتظره في الخارج.

وذكرت صحيفة “ميلييت” التركية أن ضباطا أتراكا اطلعوا على تسجيلات صوتية مرسلة من الساعة الذكية وأنه يمكن سماع “الجدال والصراخ” في التسجيلات. وقالت صحيفة سوزجو إنّه يمكن فقط الاستماع إلى “بعض الأحاديث” في التسجيل الذي مدته “بضع دقائق”.

وتعذر الحصول على أي تأكيد رسمي لهذه المعطيات.

وبحسب واشنطن بوست فان تركيا أبلغت الولايات المتحدة أنها تملك تسجيلات مسموعة ومرئية تظهر كيف تم “استجواب (خاشقجي) وتعذيبه وقتله” داخل القنصلية قبل تقطيع جسده.

وأكدت الرياض ان كاميرات المبنى لم تكن تعمل في ذلك اليوم.

وبحسب الشرطة التركية فان مجموعة من 15 سعوديا وصلت جوا في 2 تشرين الاول/اكتوبر الى اسطنبول، وتقول وسائل اعلام تركية، انهم قتلوا الصحافي قبل ان يغادروا تركيا.

تأتي تطورات هذه القضية فيما تنظم الرياض مؤتمرا اقتصاديا كبيرا تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام 2018 من 23 الى 25 تشرين الاول/الجاري وأطلقت عليه تسمية “دافوس في الصحراء” تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

فيما تتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي قررت مؤسسات كبرى في مجال الاعمال وأخرى إعلامية الانسحاب من المؤتمر.

لكن وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين أكد السبت على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في بالي باندونيسيا انه سيحضر الاجتماع مع متابعة تطورات التحقيق.

وقال “بالطبع أود ان أعبر عن قلقي إزاء مصير خاشقجي” مضيفا “نتطلع لمعرفة نتائج التحقيق”. لكنه أضاف “الجواب في الوقت الراهن هو انني ساشارك” موضحا “لكن اذا ظهرت معلومات في الاسبوع المقبل، سآخذها بالتأكيد بالاعتبار”.

من جهتها، اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت ان قضية اختفاء الصحافي السعودي “مروعة” لكنها لا تزال تعتزم الحضور الى السعودية للمشاركة في المؤتمر.

وقالت لاغارد في بالي إن “حقوق الانسان وحرية الاعلام هما أمران أساسيان، لقد تم التداول بأمور مروعة، لكن يجب أن أتابع أعمال صندوق النقد الدولي في كل أنحاء العالم”.

وتابعت “حين أزور دولة ما، أقول على الدوام ما أفكر به” وفي “هذه المرحلة، لا أنوي تغيير خططي مع التنبه الشديد لما يرد في الايام القليلة المقبلة”.

وكانت بلومبرغ وصحيفتا “فايننشال تايمز″ و”نيويورك تايمز” قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة اوبر لخدمات النقل دارا خوسروشاهي أنه لن يشارك في المؤتمر “إلا بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماما من الحقائق” مؤكداً أنه “منزعج للغاية من التقارير”.

كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين، أنه علق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.