وزيرٌ إسرائيليٌّ: الزعماء العرب الذين يلتقون نتنياهو سرًا وعلانيّةً يعتبرونه قائدًا لهم.. ليفني: التقيت مع قادةٍ عربٍ بدون علاقاتٍ مع إسرائيل… وعبّاس الأكثر بؤسًا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2189
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

  لا نُجافي الحقيقة بتاتًا، إذا جزمنا، على ضوء المُستجدّات الأخيرة، أنّ التطبيع مع “كيان العدّو الإسرائيليّ” (!) وبين الدول العربيّة التي (لا) تُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ أوْ أخرى مع تل أبيب، بات القاعدة، وبمُوازاة ذلك، أصبحت مُناهضة التطبيع “جريمةً” غيرُ مقبولةٍ لدى الحُكّام العرب، الذين أصبحوا يعتبرون إيران العدّو الأساسيّ للأمّة العربيّة، فيما يتحالفون مع إسرائيل، التي أُقيمت على أرض فلسطين، بعد ارتكاب أكبر جريمةٍ في التاريخ.

 وفي هذا السياق، كشفت زعيمة المُعارضة في إسرائيل، النائبة تسيبي ليفني، وهي من حزب “المعسكر الصهيونيّ”، كشفت النقاب عن أنّه خلال تواجدها في اجتماع الهيئة العامّة للأمم المُتحدّة في نيويورك خلال الأسبوع الماضي، التقت بزعماءٍ عرب، لا تُقيم دولهم علاقات دبلوماسيّة مع الدولة العبريّة. ورفضت ليفني، التي شغلت في السابق منصب وزيرة الخارجيّة، رفضت الكشف عن أسماء الزعماء العرب الذين التقت معهم، لافتةً إلى أنّ الأمر حسّاس للغاية، وأنّ الكشف عن أسماء الزعماء العرب، قد يؤدّي إلى ضررٍ بالأمن القوميّ للدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها. وجاء كشف ليفني، التي كانت في الثمانينيات من القرن الماضي ضابطة في جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، خلال مُقابلةٍ معها أجرتها شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون العبريّ) بُعيد عودتها إلى تل أبيب من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.

 على صلةٍ بما سلف، ما زالت الأنباء المُتواتِرة في تل أبيب تُشير إلى أنّ لقاءاتٍ عديدةٍ أجراها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، خلال تواجده في نيويورك. وفي هذا السياق، قال وزير إسرائيليّ إنّ زعماء الشرق الأوسط الذين يجتمع معهم رئيس الوزراء نتنياهو بشكلٍ سريٍّ أوْ علنيٍّ يتعاملون معه كما لو كان قائدًا لهم، بحسب تعبيره.

 وفي كلمة ألقاها في حفل تمّ تنظيمه الليلة قبل الماضية في نيويورك بمناسبة دخول السبت، حضره نتنياهو وزوجته سارة، وجّه وزير الاتصالات الإسرائيليّ أيوب قرا، وهو من الطائفة الدرزيّة، ويُعتبر من أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء نتنياهو، قال موجّهًا كلامه للحضور: أنْ ترى زعماء من محيطنا في منطقة الشرق الأوسط ينظرون إليه، أيْ لنتنياهو، بإعجابٍ وإكبارٍ، إنّهم يتعاملون معه كما لو كان قائدًا لهم، قال قرّا وأضاف: تُلاحِظ ببساطةٍ مستوى توقعاتهم منه، يرغبون في التواصل معه، لأنه بات جزءً أساسيًا من منظومة الفعل في الشرق الأوسط، وهم يعون أنّه بدون نتنياهو سيكون الأمر مستحيلاً، على حدّ قول الوزير الإسرائيليّ.

 وتابع الوزير قرا، الذي نشرت مُراسلة الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، نوعا لاندوا، فيديو يُوثّق كلمته على حسابها على تويتر، تابع قائلاً: لقد تجسد هذا الأمر أمام ناظري، لقد عبروا، أيْ قادة الشرق الأوسط الذين يلتقيهم علنًا وسرًا، بالكلمات أحيانًا وبلغة الجسد أحيانًا أخرى، لقد تحوّل نتنياهو ببساطةٍ إلى مثار إعجاب القادة في الشرق الأوسط، على حدّ وصفه.

 وأردف قائلاً: هذا الأمر ليس تحصيل حاصل، هذا لم ينجزه أي زعيم قبله، ووجّه حديثه لنتنياهو قائلاً: سيدي رئيس الوزراء أنا فخور بالعمل إلى جانبك، أنا فخور بكل ما تقوم به والذي تجاوز كل الحدود، قال قرا. ومن الأهمية بمكان التأكيد في هذا السياق على أنّ الوزير الإسرائيليّ لم يكُن يجرؤ على نشر الفيديو بدون الحصول على الضوء الأخضر من رئيس الوزراء نتنياهو. جديرٌ بالذكر أنّ اللقاء الوحيد، الذي تمّ بصورةٍ علنيّةٍ على هامش اجتماع الأمم المُتحدّة كان بين نتنياهو والرئيس المصريّ، المُشير عبد الفتّاح السيسي.

 ومن الأهميّة بمكان في هذه العُجالة، التذكير بأنّ نتنياهو، اعتبر أنّ ما أسماه بالتهديد النابع عن إيران أسفر عن “تطبيع” بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ، مشيرًا إلى أنّ ذلك قد يكون حافزًا لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، على حدّ تعبيره. وقال نتنياهو، في مقابلة مع الإذاعة العامة الليتوانية “LRT”، بثت أواخر شهر آب (أغسطس) الماضي، إنّ العديد من الدول العربية تنظر إلى إسرائيل الآن ليس كعدوٍ لها بل كحليفٍ في التصدّي للعدوان الإيرانيّ.

 وأضاف في المقابلة التي تمّ تسجيلها خلال زيارته لليتوانيا أنّه نشأ من ذلك تطبيع يُمكِن أنْ يقود إلى السلام. أعتقد أنّه إذا كان لدينا سلام مع العالم العربيّ الأوسع، فسيُساعِد ذلك في التوصّل لسلام مع الفلسطينيين، وشدّدّ نتنياهو ، إنّ علاقات بلاده مع العالم العربيّ أفضل من أيّ وقتٍ مضى، مُشدّدًا على أنّ الدولة العبريّة تتبّع ما أسماها بإستراتيجيّة التطبيع الجوفيّ، كما وصفها.

 ومن الجدير بالذكر أنّ دولة الاحتلال لا تُقيم أيّ علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ رسميّةٍ مع الدول العربيّة باستثناء مصر والأردن، ووقعت اتفاقيتي سلام مع السلطات المصرية عام 1979 ومع الحكومة الأردنية في 1994. ودعا نتنياهو مرارًا في وقتٍ سابقٍ إلى إقامة تحالفٍ دوليٍّ في الشرق الأوسط ضدّ إيران يضم ما وصفها بالبلدان المُعتدلة في منطقة الشرق الأوسط، في إشارةٍ واضحةٍ إلى السعوديّة.