تل أبيب: رئيس الفلبين وصل إسرائيل عبر السعوديّة باتفاقٍ مُسبقٍ والخطّة فتح أجواء المملكة أمام الحُجاج المسيحيين
ومفاوضات حول بيعه المزيد من الأسلحة والتنقيب عن النفط بمانيلا
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشفت مصادر سياسيّة رسميّة وواسعة الاطلاع في تل أبيب، اليوم الاثنين، النقاب عن أنّ طائرة الرئيس رئيس الفلبين، رودريكو دوتيرتي، التي هبطت بعد ظهر أمس في مطار اللد الدوليّ في إسرائيل في زيارةٍ رسميّةٍ لأربعة أيام، انطلقت من العاصمة مانيللا، وبعد ذلك مرّت في الأجواء السعوديّة، ومن ثمّ واصلت طريقها إلى تل أبيب، على حدّ قول المصادر، التي تحدثت للمُراسل للشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إيتمار آيخنر، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ هذه هي الزيارة الأولى لرئيسٍ فلبينيٍّ منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في عام 1957، ومُضيفة أنّه بعد ذلك سيُواصِل دوتيرتي رحلته إلى الأردن.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ مرور طائرة الرئيس الفلبين فوق الأجواء السعوديّة لم يأتِ من فراغ، بل كان مُنسّقًا مُسبقًا، وأنّ تل أبيب ومانيللا حصلتا على مُوافقةٍ رسميّةٍ من السلطات الرسميّة في المملكة العربيّة السعوديّة، كما عبّرت المصادر عن سعادتها بهذه الخطوة السعوديّة، لأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقي اليوم مع ضيفه من الفلبين، سيطرح معه قضية فتح خطٍ جويٍّ مُباشرٍ بين تل أبيب ومانيللا، يمُرّ فوق الأراضي السعوديّة، لافتةً إلى أنّ عدد سكّان هذه الدولة الأسيوية يصل إلى أكثر من 80 مليون شخص، وأنّ هناك فرصةً كبيرةٍ لفتح خطّ السياحة أمام الفلبينيين، الذين سيدّر أرباحًا كبيرةً جدًا على ميزانية دولة الاحتلال، علمًا أنّ أكثريتهم الساحقة هي من المسيحيين الذين يرغبون في زيارة الأماكن المُقدّسة في “إسرائيل” والضفّة الغربيّة المُحتلّة، مثل كنيسة البشارة في الناصرة، وكنيسة القيامة في القدس المُحتلّة، وكنيسة مهد الرّب يسوع في مدينة بيت لحم، الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيليّ، وأماكن أخرى.
وشدّدّت المصادر على أنّ الخطّة الإسرائيليّة تعتمد على الخطّة التي تمّ إخراجها إلى حيّز التنفيذ مع الخطوط الجويّة الهنديّة، حيث سمحت السعوديّة للطائرات الهنديّة من شركة (Air India)، بتدشينٍ خطٍ جويٍّ جديدٍ ينقل المُسافرين الإسرائيليين وغيرهم من تل أبيب إلى الهند عن طريق الأجواء السعوديّة، كما أنّ المملكة سمحت للطائرات الهنديّة بالعبور في أجوائها فغي رحلاتها من دلهي إلى تل أبيب، خصوصًا وأنّ افتتاح هذا الخّط وفرّ الأموال الكثيرة على المُسافرين، وأيضًا وقت الرحلة.
على صلةٍ بما سلف، كشفت مُراسلة الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، نوعا لانداو، ما أسمته بخفايا وخبايا زيارة رئيس الفلبين لإسرائيل، ونقلت عن مصادر عليمةٍ جدًا في كيان الاحتلال، أنّ هناك قسمًا سريًا في زيارة الرئيس دوتيرتي لتل أبيب، والذي آثرت المصادر الرسميّة عدم الإفصاح عنه، وتابعت قائلةً أنّ الزيارة ستشمل عرض أسلحة ومعدّاتٍ أمنيّةٍ متقدّمةٍ بإشراف وزارة الأمن، وبالإضافة إلى ذلك، التوقيع على إذن للتنقيب عن النفط لشركة ريتشيو بتروليوم، التي هي بملكية إسرائيل، والتي فازت قبل ثلاث سنوات بحقوق التنقيب البحريّ في عطاء وزارة الطاقة في الفلبين، كما أكّدت المصادر، وتابعت الصحيفة العبريّة أنّه بحسب وسائل الإعلام في الفلبين، فهناك في منطقة التنقيب إمكانية كامنة كبيرة للاكتشافات.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها الحصريّ على أنّ رؤساء الشركة الإسرائيليّة، المعروفة عالميًا بالتنقيب عن النفط، مارسوا ضغوطاتٍ جمّةٍ على وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، التي يقودها نتنياهو بشكلٍ فعليٍّ من أجل تسريع التوقيع مع الفلبين على الاتفاق وذلك خلال زيارة الرئيس للدولة العبريّة.
بالإضافة إلى ذلك، تابعت المصادر السياسيّة في تل أبيب، سيتّم النقاش بين قادة تل أبيب ورئيس الفلبين حول عقد صفقات أسلحةٍ بين الدولتين، علمًا أنّ إسرائيل تقوم منذ زمنٍ طويلٍ ببيع الأسلحة للفلبين، وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنّ مُقدّم البرامج في هيئة البث العامّة الإسرائيليّة (كان) سأل في برنامج “نرى العالم” سفير الفلبين إذا كان السلاح الإسرائيليّ يُستخدَم في الحرب ضدّ المخدرات، وأجابه السفير بأنّه لا يُمكنه الإجابة عن هذا السؤال.
جديرٌ بالذكر، أنّ المحلّل الشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة يوسي ميلمان، رأى أنّ إسرائيل تهدف من وراء بيع الأسلحة تحقيق الأرباح والعلاقات الدبلوماسيّة مع دول العالم الثالث، وبحسبه فإنّ 10 بالمائة من تجارة السلاح في العالم تُسيطِر عليها الدولة العبرية، مشيرًا إلى أنها تحصد أرباحًا ماليةً هائلةً من صفقات السلاح، لكنها لا تأخذ في الحسبان الضرر الكبير المترتّب على صورتها بعدما باتت تُعرَف بعلاقاتها مع أنظمةٍ استبداديّةٍ تنتهك حقوق الإنسان بفظاظةٍ، على حد تعبيره.
وزاد قائلاً إنّ تل أبيب تُفضّل إبرام صفقات بيع السلاح لدولٍ كثيرةٍ في إفريقيا وأمريكا اللاتينيّة بشكلٍ غيرُ مباشرٍ وبواسطة شركاتٍ خاصّةٍ تبلغ نحو 220 شركة في محاولة لإعفاء ذاتها من مسؤولية استخدام هذا السلاح في جرائم ضدّ البشرية في حال وقوعها، على حد قوله.