الرياض تسدّد «فواتير» واشنطن: 100 مليون للرقّة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2559
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمدت واشنطن منذ بدء ولاية ترامب إلى ابتزاز حلفائها من أجل دفعهم إلى تمويل مشاريعها (أ ف ب )
 رحّبت واشنطن، أمس، بمساهمة سعودية تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أميركي، لـ«المساعدة في إعادة الاستقرار إلى أجزاء من سوريا لم تعد خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية». جاء ذلك مباشرة بعدما أعلنت السعودية، أنها قدّمت مساهمة تبلغ 100 مليون دولار لمصلحة «مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية»، ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مناطق شمال شرق سوريا التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش». الحقيقة، أن ما ترحّب به واشنطن، هو ما وعدت به الأكراد في شمال سوريا، واتفقت عليه مع الإمارات والسعودية، أواخر العام الماضي، لإعادة إعمار مدينة الرقّة التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد، بعدما دمّرت غارات التحالف، الجزء الأكبر منها.
وزارة الخارجية الأميركية، قالت في بيانها إن «هذه المساهمة المهمة ضرورية لإعادة الاستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة». وأضافت أن «الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش تقلصت إلى ألف كيلومتر مربع في سوريا، وأن نحو 150 ألف شخص عادوا إلى مدينة الرقة بعدما فرّ منها التنظيم المتشدّد». وفي حين رحبت «الخارجية» الأميركية بمساهمة الرياض، دعت «الشركاء والحلفاء» إلى «القيام بنصيبهم في هذا الجهد الذي يساعد في جلب قدر أكبر من الاستقرار والأمن إلى المنطقة». وقالت الوزارة إن «برنامج إعادة الاستقرار والتعافي المبكر حاسم لضمان عدم استطاعة تنظيم داعش الظهور مجدداً واستغلال سوريا قاعدة لتهديد شعوب المنطقة وتدبير هجمات تستهدف المجتمع الدولي».

«تنشيط المجتمعات المحلية»
أعلنت السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «واس»، أن «هذه المساهمة الكبيرة تهدف إلى دعم جهود التحالف لإعادة تنشيط المجتمعات المحلية مثل مدينة الرقة التي دمرها إرهابيو داعش»، وذلك «في مجالات الصحة والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والنقل (الطرق والجسور الرئيسية) وإزالة الأنقاض». وشدّد البيان على أهمية «شراكة المملكة الوثيقة مع الولايات المتحدة والتحالف العالمي». وأشارت إلى أن هذا المبلغ «سيسهم في إنقاذ الأرواح، والمساعدة في تسهيل عودة النازحين السوريين، وضمان عدم عودة داعش لتهديد سوريا أو جيرانها، أو التخطيط لشن هجمات ضد المجتمع الدولي».
وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، قد زار في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، منطقة عين عيسى في محافظة الرقة، والتي تقع تحت سيطرة «قسد». أما هدف الزيارة، فكان «الوقوف على الأوضاع في المدينة، وبحث إعادة إعمارها»، كما قالت صحيفة «عكاظ» السعودية، التي نشرت الخبر حينها. وأوضحت الصحيفة أن زيارة السبهان، «أتت في إطار التفاهم السعودي ـــ الأميركي، حول إعادة الأمن والاستقرار إلى الرقة، بعد مناقشة الرياض وواشنطن إعادة الإعمار». وأشارت «عكاظ» في حينه، إلى أن «واشنطن بحثت مع السعودية والإمارات إعادة إعمار الرقة، وتأهيلها بعد الدمار الذي تعرضت إليه نتيجة العمليات العسكرية». وكشفت أن السبهان التقى «المجلس المدني لمدينة الرقة» في عين عيسى، وعقد اجتماعات مع مسؤولي المدينة للاطلاع على الأوضاع الأمنية والاقتصادية. وقالت مصادر الصحيفة إن «الرياض وواشنطن ناقشتا إعادة إعمار الرقة، بحيث يكون للسعودية الدور البارز فيه». بالإضافة إلى ذلك، فإن صحيفة «يني شفق» التركية، المقربة من الحكومة، نشرت يومها، تقريراً بعنوان «أميركا تجعل السعودية تدفع فاتورة الرقة»، وذلك في إشارة الى أن السعودية ستتكفل بدفع فاتورة إعادة إعمار الرقة التي دمرتها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إرضاء لواشنطن نفسها.
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتجاوز الكونغرس، من أجل خفض أموال المساعدات الخارجية، بما في ذلك أموال البرامج في سوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وقد عمدت واشنطن، منذ بدء ولاية ترامب، إلى ابتزاز حلفائها من أجل دفعهم إلى تمويل مشاريع تدعمها هي، بغية التخفيف من نفقاتها الخارجية. ولعلّ السعودية هي التي تتكفّل بتسديد غالبية الفواتير الأميركية في المنطقة.

جريدة الاخبار