فورين بوليسي: القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لدى السعودية في عهد بن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2140
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قالت مجلة فوين بوليسي المريكية، إن القضية الفلسطيية لم تعد أولوية لدى الزعماء والقادة العرب، وأنهم باتوا منشغلين أكثر بأمورهم المحلية وقضاياهم، مؤكدة أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ألقى بالقضية الفلسطينية “من الحافلة”، وقلل من أهميتها خلال اجتماع مغلق عقده مع زعماء يهود خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في مارس الماضي.
وتابعت المجلة، نقلاً عن الصحفي الإسرائيلي، براك رابيد، الذي نقل عن أحد الحاضرين للاجتماع، فإن بن سلمان فاجأ الحاضرين إلى درجة أن بعضهم “سقطوا من على مقاعدهم” فقد انتقد ولي العهد السعودي الفلسطينيين بسبب “فقدانهم فرص السلام”، وقلل من أهمية قضيتهم وقال إن عليهم القبول بأي صفقة تُعرض عليهم.
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد التقى، جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر، مستشارا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول السلام في الشرق الأوسط، خلال زيارة لهما إلى المنطقة الأسبوع الماضي، لمناقشة المشاريع الإنسانية في قطاع غزة، قبل أن يغادرا إلى قطر لإجراء محادثات حول كيفية تخفيف الأوضاع في غزة كجزء من الجهود الرامية لتعزيز خطة ترامب للسلام.
مسؤولون فلسطينيون قالوا إن هذه الجولة لمستشاري ترامب “لامعنى لها ومضيعة للوقت”، إلا أن المثير في الأمر أن واشنطن على ما يبدو قررت التحدث إلى حلفائها العرب بوجود الفلسطينيين أو بدونهم، بحسب المجلة.
ومنذ ديسمبر الماضي، تقاطع الإدارة الفلسطينية واشنطن عقب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعتبارها عاصمة لدولة “إسرائيل”.
وطوال أشهر خلت، نظرت الإدارة الفلسطينية إلى العلاقات الوثيقة بين إدارة ترامب وبعض الدول الخليجية، نظرة إزدراء، وتحديداً بعد أن بدأت العلاقات السعودية مع “إسرائيل” تشهد مزيداً من التقارب والدفء الذي لم يسبق له مثيل.
لقد كان قرار السعودية السماح لشركة الطيران الهندية بالمرور عبر أجواءها باتجاه “إسرائيل”، مثيراً لغضب السلطة الفلسطينية، قبل أن يعترف محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة أمريكية “أتلانتك” بحق “إسرائيل” في أرضها، وفي الوقت الذي قاطعت فيه السلطة الفلسطينية اجتماعاً في البيت الأبيض حول غزة في مارس الماضي، فإن مصر والإمارات والسعودية وإسرائيل حضرت هذا الاجتماع.
وترى الفورين بوليسي، إن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية في جدول الأعمال الإقليمي، وما زاد من قلق السلطة الفلسطينية هو أن بعض القادة العرب حولوا أنظارهم صوب إيران بإعتبارها التهديد الأبرز لهم خاصة بعد تدخلها في العراق وسوريا واليمن.
الزعماء العرب مازالوا يؤكدون على دعمهم للقضية الفلسطينية، لكن الفلسطينيين يعرفون أن تصريحاتهم غالبا ما تكون “بلا فائدة”، بل حتى ما تعهد به المانحون العرب من أموال لإعمار غزة بعد حرب 2014، لم يصل منه الإ القليل، وبدأت بوصلة التحرك الدبلوماسي للدول العربية تنحرف من دعم القضية الفلسطينية إلى معالجة المشاكل المحلية، والأعداء الإقليميين مثل إيران، والنزاعات العربية العربية ومحاربة التشدد الإسلامي.
يقول شبلي تلحمي، الأستاذ الجامعي في جامعة ميرلاند وزميل معهد بروكينغز، إنه “ليس لدى القادة العرب الآن سوى اولوياتهم الخاصة، المقدمة على فلسطين، وهم يحاولون اليوم عمل كل شيء من أجل منع شعوبهم من الالتفاف حول القضية الفلسطينية، لانهم يعتبرون أن ذلك يشكل تهديداً عليهم، بعد أن كانت تلك الحكومات تستخدم القضية الفلسطينية كمصدر لإلهاء شعوبها، ولفت نظرهم بعيداً عن مشاكلهم المحلية، كالبطالة والفقر “.
وعلى الرغم من أن ولي العهد السعودي تحدث بشفافية للفلسطينيين وبشكل علني، مؤكداً أن توثيق علاقات الرياض ودول خليجية أخرى مع “إسرائيل” يمكن أن يحدث فقط عندما يحصل تقدم في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إلا أنه أظهر استعداداً للاستفادة من ذلك في إطار صراعه مع إيران، وتحويل التركيز عن قضية فلسطين.
ويدرك الفلسطينيون أنهم لم يعودوا قادرين على الاعتماد عى حلفائهم التقليديين في العالم العربي، كما أن فرق القوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى جانب الانقسامات الداخلية للفلسطنيين والاعتماد المطلق على المساعدات الخارجية، كل تلك الأسباب جعلت من خياراتهم ضيقة، ولم يعد أمامهم من خيار سوى اللجوء إلى المجتمع الدولي، كما فعلوا في السنوات الأخيرة، من خلال السعي للانضمام إلى المنظمات والمعاهدات والإتفاقيات الدولية كجزء من إستراتيجيتهم لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم.
إن المناخ الدول الحالي يختلف اختلافاً كبيراً عن المناخ الذي كان سائداً في عهد الرئيس باراك أوباما، فقد أوضحت إدارة ترامب أنها ستكون معارضاً قوياً للفلسطينيين في الأمم المتحدة.
يقول يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين، إن منظمة التحرير سعت من أجل الحصول على الإعتراف بالدولة الفلسطينية وكان ذلك أمر “يتمتع بكثير من الجاذبية، إلا أنه لم يعد كذلك”.
لقد حدد كوشنر ومحمد بن سلمان، كما تقول الفورين بوليسي، التحالف الإستراتيجي الذي سيركز على محاربة إيران وحث الفلسطينيين على الاتفاق على خطة للسلام، وبحسب ما نُقل عن ولي العهد السعودي في وصفه لاستراتيجية بلاده “سأقوم بتسليم الفلسطينيين وسيقوم ترامب بتسليم الإسرائيليين” في إشارة إلى الضغط الذي يمكن أن يمارسه الطرف السعودي على الفلسطينيين والطرف الأمريكي على الإسرائيليين. (الخليج اونلاين)