واشنطن بوست: إصلاحات بن سلمان تجعله بمواجهة التيار السلفي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1987
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إنه على الرغم من حملة القمع والترهيب التي شنّها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على معارضيه، ومنهم التيار المحافظ الذي كان يتمتّع بنفوذ كبير، فإن هذا التيار بدأ مؤخّراً ينتقد هذه التغييرات؛ مثل تخفيف القيود الاجتماعية على الاختلاط بين الرجال والنساء.
وسعى محمد بن سلمان، وليّ العهد السعودي، إلى تحديث البلاد وإجراء جملة إصلاحات اجتماعية، كان الهدف في جزء منها هو الحدّ من نفوذ التيار السلفي المحافظ في السعودية، والذي كان يتمتّع بسطوة كبيرة. وبحسب محللين، فإن طموح بن سلمان وضعه في صراع مع شبكة سلفية قوية تشكّل أكبر قوة سياسية متماسكة خارج نطاق الأسرة الحاكمة السعودية.
تقول الصحيفة إن الأمير محمد بن سلمان: “استخدم كل أساليب الترويع ضد معارضيه؛ ومنها سجن رجال الدين السلفيين المشهورين باستقلالهم، ومن ضمن ذلك رجال الدين الذين عارضوا منح حقوق أكبر للنساء وتبنّوا وجهات نظر متشدّدة أخرى”.
وتنقل عن أحد السلفيين السعوديين، ويبلغ من العمر 50 عاماً، خلال جلسة لمجموعة من السفليين في الرياض، أنهم لا يعرفون ماذا يحدث: “نشعر بالقلق، نحن صرنا محتجزين بسبب آرائنا المتشدّدة داخل مجتمع متساهل، لقد أصبحنا غرباء”.
لقد سعى الكثيرون إلى محاولة إحداث تغييرات اجتماعية في السعودية، غير أنها كانت تفشل بسبب قوة التيار المحافظ، إلا أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عمل الكثير من تلك التغييرات التي لم تكن تمرّ سابقاً؛ فسمح بإقامة الحفلات الموسيقية، وبدخول المرأة إلى الملاعب الرياضية، ومنح المرأة حق قيادة السيارة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل سعى بن سلمان من وراء تلك التغييرات لإحداث نقلة اجتماعية في السعودية أم أنه كان يسعى لتوطيد السلطة من خلال تحييد المنافسين المحتملين؟
يرى مؤيّدو ولي العهد السعودي أنه أثبت التزامه بتخفيف الأيدلوجيا السعودية عن طريق الحد من الشرطة الدينية التي فرضت قوانين أخلاقية صارمة؛ مثل الفصل بين الجنسين، وأحياناً ضرب المخالفين بالعصي، كما قام بإصلاح رابطة العالم الإسلامي التي تأسّست في الستينيات واستخدمتها السعودية من أجل نشر أيدلوجيّتها المتشدّدة حول العالم.
يقول عبد الله العودة، ابن الداعية سلمان العودة المعتقل منذ عدة شهور في سجون الرياض، إن السلطت تستهدف المعتدلين وتُبقي على المتطرّفين قريبن منها.
السلطات السعودية كانت قد لجأت إلى العودة وغيره من الدعاة المنفتحين، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، للمساعدة في مكافحة التطرّف، حيث كان الرجل يتمتّع بسمعة جيدة ويُوصف بأنه مستقلّ.
يسعى بن سلمان، بحسب رأي البعض كما تقول الصحيفة، إلى تحقيق توازن بين الليبراليين والمتشدّدين في السعودية، كما يقول ستيفان لاكروا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، “لكن الأساليب أكثر وحشية مما كانت في عهد الحكام السابقين”.
وتشير الواشنطن بوست إلى أن السلفيين السعوديين يعتقدون أن اعتقالات سبتمبر الماضي كانت تهدف لإرسال رسالة مفادها أن تغييرات محمد بن سلمان ليست قابلة للتفاوض أو الانتقاد، حيث يرى أحد السلفيين في الرياض أن الكثير من التجمّعات الخاصة بالسلفيين كانت تناقش ما يجري في البلاد، وقال: “نحن لا نأخذ تعاليم ديننا من الحكومة، على السلطات أن تناقش أموراً أخرى وتجري إصلاحات فيها مثل الاقتصاد”.
في أحد تلك التجمّعات قال أحد السلفيين الحاضرين إن على الساسة في السعودية قراءة التاريخ، “لقد سقطت البلدان بعد أن تخلّت عن الدين. ما يجعلنا أغنياء ليس النفط أو الذهب، وإنما تمسّكنا بالدين الإسلامي”.
وتشير الصحيفة إلى أن تقديرات السلفيين في السعودية تختلف؛ فبعضهم يشير إلى أن عددهم لا يتجاوز الـ 100 ألف سلفي، بينما يرفع آخرون العدد إلى نحو مليون شخص.
يقول علي زيد، رجل أعمال سعودي من الدمام، إنه لا يشعر بالانزعاج من التغييرات الاجتماعية التي تجري في السعودية، إنه لا يوجد أمام التيار المحافظ في السعودية إلا القبول بالواقع الجديد، كل يوم هناك تغييرات.
في أبريل الماضي، وخلال دورة عالمية للمصارعة أُقيمت في السعودية، اعتذر المسؤولون عن بثّ لقطات لبعض النساء اللواتي يرتدين الملابس الضيّقة، ثم كانت حملة الاعتقالات التي جرت مؤخّراً، حيث تمّ اعتقال نحو 17 ناشطاً من المعروفين بدفاعهم عن حقوق المرأة، أشياء قرأ فيها البعض بأنها محاولة من بن سلمان لاسترضاء التيار المحافظ.
ويسعى ولي العهد السعودي، بحسب الواشنطن بوست، لإنشاء مظلّة إسلامية أكثر تسامحاً وأكثر إدانة للتطرّف؛ من خلال رابطة العالم الإسلامي التي أنشأتها السعودية منذ أكثر من سبعة عقود، كما أنه يعمل من أجل إنشاء مظلّة دينية داخل السعودية تكون أكثر طواعية للدولة. (الخليج اونلاين)