شرخ العلاقات بين ألمانيا والسعودية يكبر
ظهر الاستياء في برلين من الرياض جلياً في وسائل الإعلام الألمانية، وتحديداً من تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي ألمحت إلى خطط لمعاقبة برلين نتيجة الخلافات بين الطرفين، خصوصاً في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان في السعودية، والعدوان على اليمن.
تقرير: عاطف محمد
بدأت وسائل الإعلام الألمانية تتحدث علانية عن قرار رسمي سعودي بمعاقبة برلين تجارياً، بعد أن ظلت الأمور تسير بوتيرة مكتومة بين الجانبين، ومثل عدم النفي السعودي لما أوردته الدوائر الإعلامية في ألمانيا دليلاً إضافياً على أن الرياض قررت التصعيد.
ونشرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية تقريراً أشارت فيه إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود شخصياً الحرب التجارية على ألمانيا، قائلة إنه أصدر أمراً داخلياً للوزارت والهيئات الحكومية بعدم منح أي عقود تجارية للشركات الألمانية، واستبعادها من المناقصات الحكومية.
سبق لجهاز المخابرات الاتحادية الألماني “بي إن دي” أن نشر في ديسمبر/كانون الأول 2015 تقريراً اعتبر فيه أن سياسية ابن سلمان تشكل خطراً على السعودية، وأن تحركاته الإصلاحية تثير غضب الشعب والأمراء في المملكة، وكذلك ستتسبب في تدهور العلاقات بين السعودية والدول الصديقة والحليفة في المنطقة.
لكن، وفي نظرة عامة على الأزمة بين برلين والرياض، يمكن إجمال محاور الخلاف المواجهة بين الطرفين في 7 أركان مثلت الأسباب الرئيسية للأزمة، وهي: النقد الألماني لملف حقوق الإنسان في المملكة، معارضة برلين الحرب السعودية على اليمن، رفض الأزمة الخليجية وانحياز ألمانيا النسبي إلى قطر والمطالبة بوقف حصارها، وكذلك رفضها احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية خلال نوفمبر / تشرين الثاني 2017، ورفض المساس بالاتفاق النووي مع إيران، وكذلك احتضان الأمير السعودي المنشق عن العائلة المالكة خالد بن فرحان.
تجدر الإشارة إلى أن السبب الأكبر للخلاف السعودي الألماني، حالياً، هو سياسات وتحركات ابن سلمان، وهو ما ظهر في الحملات الإعلامية الألمانية التي استهدفته بالهجوم والنقد بلغة عنيفة، كما أن برلين ليست راضية ضمناً عن محاولات إقصائها عن الساحة السعودية بالتدريج لمصلحة الولايات المتحدة التي يعتمد عليها ابن سلمان اعتماداً كلياً على المستويات كافة.