«بروكينغز»: كيف يمكن أن يهدد «الحوثي» مستقبل الخلافة السعودية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1920
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد
 نهاية الأسبوع الماضي، دُفن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثي في صنعاء «صالح الصماد» الذي قُتل في تفجير وقع قبل أسبوع في مدينة الحديدة الساحلية.
و«الصماد» هو أعلى رتبة بين الحوثيين الذين قتلوا حتى الآن في الحرب التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات.
وقتل مؤخرا شخصيات بارزة أخرى في جماعة الحوثي، بما في ذلك قائد البحرية. وأثار هذا تكهنات بأن التحالف السعودي يحصل على معلومات استخبارية أفضل من الموالين القدامى لـ«صالح» الذين انقلبوا على الحوثي ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بهم. وتقول بعض التقارير إن طائرة بدون طيار إماراتية قتلت «الصماد»، بناء على معلومات من الموالين لصالح.
وفي الأسبوع الماضي، غرد السفير السعودي في واشنطن، الأمير «خالد بن سلمان» بأن شقيقه ولي العهد أمر بهجوم من قبل «أبطال القوات الجوية الملكية السعودية».
ويعد الأمير «خالد» نفسه قائدا سابقا في القوات الجوية. ربط السفير الهجوم بأنه رد على قذائف الحوثي الموجهة ضد المدن السعودية.
وبغض النظر عمن سحب الزناد فعليًا فإن الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين يعدون بالانتقام. ووعد خليفة «الصماد»، «مهدي المشاط»، المقرب من قيادة حزب الله اللبناني، بأن السعوديين وحلفاءهم بما في ذلك الولايات المتحدة سيدفعون ثمن الهجوم.
وألقى القائد الأعلى للحوثيين، «عبدالملك الحوثي»، باللوم على الولايات المتحدة و(إسرائيل) إلى جانب التحالف السعودي. ووعدت الجماعات الشيعية الموالية لإيران في العراق بالانتقام من العائلة المالكة السعودية وتكهنت وسائل الإعلام الإيرانية بأن أفراد من العائلة الملكية سيتم اغتيالهم.
ويعد ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» هو المرشح الأبرز للانتقام حيث إنه يعد وجه الحرب وغالباً ما يستهزئ به الإعلام الإيراني ولكنه يمتلك جيشا صغيرا من الحراس الشخصيين لضمان سلامته.
ولا يوجد ولي لولي العهد اليوم، ولا يُظهر الملك أي ميل لاختيار ولي لولي العهد، وليس هناك ما يلزمه. كما أنه لا يوجد أي مرشح واضح للمنصب. فالسعودي الأكثر خبرة وقدرة هو الرجل الذي أخرجه «بن سلمان» وهو ابن عمه الأمير «محمد بن نايف»، الذي ظل بعيداً عن الأنظار منذ أن أقاله الملك العام الماضي. ويشاع على نطاق واسع أنه يخضع لشكل من أشكال تحديد الإقامة.
ويمكن للملك «سلمان» اختيار أمير كبير ذو مكانة قوية في العائلة وهو أخوه غير الشقيق الأمير «مقرن» وهو ولي العهد الأول الذي أقاله «سلمان»، لذلك هذا خيار غير محتمل. وتعد أكثر شخصية ممكنة هي شخصية مثل الأمير «خالد الفيصل بن عبدالعزيز»، حاكم مكة البالغ من العمر 78 عاماً الذي غالباً ما يرافق الملك. أو يمكنه اختيار واحد آخر من أبنائه، لكن ذلك سيكون أقل تأييدا في العائلة المالكة.
باختصار، ستواجه البلاد وضعا لم يسبق له مثيل في العصر الحديث منذ أن أنشأ الملك «عبدالعزيز آل سعود» المملكة الحديثة منذ قرن من الزمان، كان خط الخلافة واضحا إلى حد ما. وحكم أبناؤه منذ وفاته في عام 1953 إلى اليوم، ويعد «محمد بن سلمان» الآن هو الوريث الواضح، لكن لا توجد خطة بديلة.
وبالنسبة للولايات المتحدة، يشكل عدم الاستقرار في خط الخلافة تهديدًا خطيرًا لأقدم حليف لها وأهم حليف في العالم العربي. وفي حين أنه لا يحق لأمريكا أن يكون لها صوت في عملية الخلافة، فإن لها صوتا في اليمن فكلما طالت الحرب اليمنية، زادت احتمالية أن تؤدي إلى عقود من الاتهامات المريرة والانتقام. لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الكارثة.

المصدر | بروس ريدل - بروكينغز