“عاصفة الحزم” فقدت قوتها
بين استحالة الحسم العسكري وتزايد الضغوط الدولية على الرياض، يدخل العدوان السعودي على اليمن مرحلةً حساسة، في ظل رغبة معظم الدول المشاركة بالإنسحاب من التحالف مع عدم تحقيق الأهداف وإطالة أمد الحرب.
تقرير: محمد البدري
تواجه الحكومة السعودية صعوبات بدأت تزداد في طريق الحفاظ على زخم التحالف الذي تقوده في عدوانها على اليمن منذ ثلاث سنوات. هذا ما أكدته وثيقة دبلوماسية غربية نشرتها صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية.
يُفترض أن تحسم غرفة العمليات السعودية، بحسب الوثيقة التي توصف جزافاً بأنها “مشتركة وجماعية جدول الأولويات على الصعيد العملياتي ضمن محور دول التحالف”، خصوصاً وأن الدول المشاركة في هذا التحالف تشعر بأن الحسم العسكري في اليمن لا يزال بعيد المنال.
ووفقاً للوثيقة، تواجه غرفة عمليات التحالف تحديات أساسية لم يعلن عنها، أبرزها تقلص مساحة الحماس المصري تحديداً، حيث تشارك مصر على مستوى المستشارين العسكريين في تنسيق عمليات التحالف ضد اليمن.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برغم تحالفه السياسي مع السعودية والإمارات، قد رفض إرسال قوات برية للمشاركة في العملية العسكرية السعودية في اليمن.
وينقل مستشارون عسكريون مصريون لبلادهم وجود حالة إحباط في غرفة العمليات جراء عدم تحقيق تقدم ملموس على الأرض وطول أمد الحرب لأكثر من عام ونصف عن المقرر، وفقاً للوثيقة.
ويبدو أن إحباط الضباط المستشارين المصريين ينعكس على غيرهم برغم أن غرفة العمليات الأساسية يوجد فيها السعوديون والإماراتيون والمصريون بصورة محددة.
ويمتنع السودان بدوره عن إظهار الحماس لتبديل قواته التي تقدر بآلاف عدة والتي فقدت العشرات من القتلى والجرحى. وتخشى أوساط القرار العسكري في السعودية أن يتخذ السودان خطوة من شأنها سحب قواته، لأن الامتناع عن تبديل القوات الميدانية والمقاتلة مؤشر على الرغبة في سحبها.
وتتعاظم تحديات غرفة العمليات المشتركة في الوقت نفسه الذي تثار فيه تساؤلات داخل إطار التحالف نفسه حول الكلفة السياسية وصعوبة الحسم العسكري والنقاش المثار في المجتمع الدولي.
وبذلك، يصبح تحالف العدوان أقل حزماً وأكثر تعقيداً ويغدو الحسم له في اليمن شبه مستحيل، خصوصاً وأن العملية السياسية التي تشكل غطاءً وملاذاً لنزول السعودية عن الشجرة معطلة في العديد من المسارات.