الثورة السعودية
يوئِل غوجنسكي
بخلاف الثورات العربية في العقد الأخير، التي بدأت "من أسفل"، الثورة السعودية تُقاد "من أعلى" على يد ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان من قصره في الرياض.
بنظرة غربية، فإن عملية الإصلاحات الثورية في السعودية، وبن سلمان نفسه، هناك وجهان وهكذا ينبغي التعامل معهما: تشجيع الإصلاحات الاجتماعية – الاقتصادية الملّحة التي يسعى لدفعها، وفي موازاة ذلك اشتراط المساعدة بكبح نزعاته الاستبدادية.
لازال هناك الكثير من العمل أمام ولي العهد السعودي وينبغي أن نأمل أن تحقق خططه لتغيير وجه المجتمع والاقتصاد نجاحاً أكبر مما جنته بعض خطواته الإقليمية.
من المشكوك فيه أن يكون للمملكة نفسها رأس المال المتوفر والمعرفة المطلوبة لدفع الإصلاحات، وسوف تحتاج لمساعدة سياسية واقتصادية من الغرب.
من أجل النجاح، سيكون على الجيل الشاب في المملكة خفض توقعاته والاعتياد على تردّي شروط حياته. وعلى بن سلمان إيجاد سبل لإقناع قادة ومستثمرين أجانب بأن التطهير الداخلي يهدف لمحاربة الفساد، وكذلك إيجاد سبل لتعديل الضغوط الداخلية التي تنتجها الإصلاحات. وإلا، فإن كل الإنجازات المحتملة للإصلاحات الثورية، ومعها حتى الاستقرار السلطوي، من الممكن أن تكون في خطر.
المصدر : معهد أبحاث الأمن القومي