صحف بريطانية: رغبة السعودية برفع سعر النفط تنذر بمضاربة في الأسواق العالمية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2108
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 إنشغل أكثر من صحيفة من صحف الجمعة البريطانية بمتابعة ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014، والذي ترافق مع ارتفاع أسعار معادن أخرى، امثال الألمنيوم والنيكل.
ووضعت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرها في هذا الصدد في صدر صفحتها الأولى وحمل عنوان “ضغط النفط: أسعار الخام تصل إلى أعلى مستوى لها خلال أربعة أعوام”.
وتقول الصحيفة إن ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أكثر من 74 دولارا للبرميل دفع شركات الطاقة إلى مقدمة قوائم مؤشرات الأسهم العالمية.
وتعيد الصحيفة هذا الارتفاع إلى تخفيض الإنتاج النفطي لدى الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا خلال الـ 16 شهرا الماضية، فضلا عن تصاعد المخاوف من آثار الأزمة الاقتصادية في فنزويلا والتهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران.
وتقول الصحيفة إن خام برنت ارتفع بنسبة 8 في المئة تقريبا هذا العام.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريرا تحت عنوان “أسعار النفط والمعادن ترتفع إثر مخاوف من فرض عقوبات”.
وتشير الصحيفة إلى ارتفاع أسعار الألمنيوم في الأسواق العالمية التي تتعرض إلى اهتزازات بسبب العقوبات الأمريكية على روسيا وتصاعد الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وتقول الصحيفة إن أسعار الألمنيوم في بورصة تبادل المعادن في لندن ارتفعت بنسبة 6 في المئة لتصل إلى 2337 دولارا للطن الواحد.
وتضيف إن هذا المعدن خفيف الوزن قد ارتفع بنسبة 22 في المئة منذ مطلع الشهر بعد العقوبات الأمريكية الشديدة على عدد من الشركات الروسية، والتي حجمت من قدرة إحدى أكبر شركات إنتاج الألمنيوم في العالم (شركة روسال الروسية) على المتجارة بانتاجها في الأسواق العالمية.
مضاربة سعودية وعقوبات ترامب
وتنشر الصحيفة ذاتها تحليلا كتبه أندي كريتشلو يرى فيه أن رغبة المملكة العربية السعودية في أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل تثير خطر حدوث مضاربة في الأسواق العالمية.
ويقول الكاتب إن السعودية تحتاج إلى مثل هذا السعر المرتفع لتغطية نفقات اصلاحاتها الاقتصادية والحرب التي تخوضها في اليمن، بيد أن “استراتيجيتها تلك تجلب أخطارا كبيرة على الأسواق التي تجهزها”، حسب تعبيره.
ويعيد الكاتب أسباب الارتفاع في الأسعار إلى التعاون غير المسبوق بين السعودية وروسيا، فضلا عن مجموعة الدول الأخرى المنتجة للنفط، الذي خفض إمدادات النفط الخام عالميا إلى 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
ويشير الكاتب إن روسيا أيضا ترى أن سعرا للنفط يصل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد أمر ضروري لمواجهة توعكها الاقتصادي ولتجنب اختناق اقتصادي بطيء ومؤلم من جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب عليها.
ويتحدث الكاتب عن خشية الدول الغربية من هذا التطابق في المصالح بين السعودية وروسيا، مشيرا إلى أنه على الرغم من توقعات الكثير من الخبراء عن عدم استمرار التحالف بين العملاقين النفطيين في ضوء فشل التجارب السابقة، فإن تعاونهما بدا متواصلا على الرغم من انجاز المهمة بتخفيض الإنتاج ورفع أسعار النفط.
ويرى أن ذلك ينذر بتحالف طاقة جديد “غير محدد بزمن” يسيطر على نصف الإمداد النفطي في العالم تقريبا، الأمر الذي سيعيد سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل وهو ما سيخدم مصالح كلا الجانبين فيه.
وتنشر صحيفة الغارديان مقالا تحليلا آخر بقلم نِك فليتشر تحت عنوان “عقوبات ترامب شجعت ارتفاع أسعار النفط والمعادن”.
ويعيد الكاتب أسباب ارتفاع الأسعار إلى خطوات الأوبك للحد من الإنتاج النفطي واتفاقها مع روسيا بهذا الشأن لحماية أسعار النفط.
ويرى أن ذلك قد حدث على الرغم من أن انتاج النفط الصخري الأمريكي يهدد بتقويض هذه الاستراتيجية بين الأوبك وروسيا.
كما يعيد الارتفاع أيضا إلى الانخفاض المفاجئ في المخزون النفطي الأمريكي هذا الأسبوع، الذي ترافق مع مخاوف بشأن الإمداد النفطي القادم من الشرق الأوسط بعد الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سوريا.
ويشير التقرير أيضا إلى أن ثمة توقع في أن تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات الشهر المقبل على إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، بسبب برنامجها النووي.
ويضيف أنه حتى لو تمكنت إيران من التملص من فرض عقوبات جديدة عليها، فإن تحرك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لفرض تعريفات جمركية على واردات الحديد والألمنيوم وعلى أكثر من 1300 سلعة صينية، الذي اثار قلقا من حرب تجارية عالمية، وإجراءاته ضد شركات التعدين الروسية والعقوبات التي فرضها مطلع هذا الشهر العديد من الشركات الروسية، سيظل له أكبر تأثير على ارتفاع أسعار النفط والنيكل والألمنيوم.
(بي بي سي)