الخسارة تلاحق السعودية في الشرق الأوسط
فقدت السعودية توازنها على الساحتين الإقليمية والدولية بعد أن أشعلت بتحريض وتشجيع أميركي حرباً على كل الجبهات. ففي سوريا، ضخت السعودية أموالاً هائلة وسلاحاً من أجل استمرار القتال وإلحاق الآلام بالشعب السوري. وقد توهمت في لحظة أنها ستحقق انتصاراً كاسحاً وستتزعم قيادة المنطقة العربية.
تقرير محمد البدري
لم تكن السعودية، التي ينتمي نظامها السياسي إلى العصور الظلامية الجاهلية، تعمل على إقامة الديمقراطية في سوريا، ولو كانت كذلك لبدأت بنفسها. فشلت كل الأهداف السعودية الإسرائيلية التي أغرقت سوريا بالدماء بذريعة الدفاع عن حرية الشعب السوري.
ليست ليبيا بمنأى عن جرائم آل سعود الذين استعملوا الجامعة العربية لتعطي الغزاة مبرراً شرعياً لانتهاك الأرض الليبية. وما زالت السعودية ودول عربية أخرى تضخ الأموال في ليبيا لاستمرار الدمار والخراب.
وفي اليمن، تعيث السعودية فساداً وتنشر الدمار والقتل، وبرغم الفقر هناك إلا أن السعودية واجهت ولا تزال تواجه أعتى مقاومة طورت من قدراتها حتى باتت كابوساً على آل سعود.
تجرب السعودية أسلحتها، التي أنفقت مليارات الدولارات على شرائها من الغرب وبالأخص الولايات المتحدة، ضد اليمنيين العزَّل، بينما يلوذ والعالم بصمت رهيب، كما أن الجامعة العربية لا تحرك ساكناً، بل هي في الغالب من المتآمرين.
وتآمرت السعودية من أجل تخفيض أسعار النفط نكاية بإيران وروسيا. أرادت إفقار هاتين الدولتين لأنهما لا تركعان لأميركا، لكنها في النهاية أفقرت نفسها ومن معها من الدول النفطية. تمعن السعودية بالاجرام بحق العرب وبالذات بحق شعوب الجزيرة العربية وتحديداً سكان المنطقة الشرقية على خلفية طائفية، وهي توّلد لنفسها دائماً أعداء جدداً.
ربما تظن السعودية أن لها أصدقاء يمكن تسميتهم بعبيد المال الذين يبحثون عن مصالحهم. وفي المحصلة، فإن آل سعود يقدمون على الانتحار طوعاً وهم يخسرون في مختلف الجولات، من أفغانستان مروراً بالعراق وانتهاء في سوريا، وهم أيضا يخسرون في اليمن، كما خسروا معركة النووي الإيراني، وفشلوا في إشعال الفتن الطائفية في لبنان والعراق.
وكرس آل سعود كل جهودهم لإسقاط النظام الإيراني ظناً منهم أن النظام في إيران فاقد للقدرة والإرادة. ربما قاسوا إيران سياسياً وفق مقاساتهم السياسية الخاصة بهم فلم يصبوا الهدف.