حقوقي فرنسي مشهور لماكرون: «سعودية بن سلمان تستحق عقوبات لا البساط الأحمر»

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2377
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ولي العهد يلغي زيارة لمجمع تكنولوجي في باريس
آدم جابر
 باريس ـ «القدس العربي» : كتب فيليب بولوبيون، وهو نائب مدير بمنظمة هيومن رايتش ووتش، في صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أن «سعودية محمد بن سلمان تستحق عقوبات، وليس البساط الأحمر» وذلك بالتزامن مع أول زيارة رسمية يقوم به ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان إلى فرنسا، منذ توليه ولاية العهد خلفا لابن عمه محمد بن نايف الذي تقول بعض التقارير إنه يخضع للإقامة الجبرية منذ تنحيته من ولاية العهد. و سيلتقي بن سلمان عصر الثلاثاء في الاليزيه بالرئيس ماكرون على أن يجمعهما عشاء عمل.
واعتبر بولوبيون في مقال رأي أن محمد بن سلمان يخفي خلف صورة الأمير الشاب الذي يحاول إصلاح بلاده «حقيقة معتمة»، لأنه يقود السعودية بـ«يد من حديد»، مشيرا إلى أنه كان خلف انزلاق السعودية في حرب اليمن حيث وقعت «جرائم حرب»، حيث قتل أكثر من ستة آلاف شخص في هذا النزاع، راح الكثير منهم ضحية لقصف لقوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد مستشفيات ومساجد ومدارس وبنايات سكنية. وحمل فيليب بولوبيون التحالف المسؤولية عن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن بسبب اجراءاته التي تحول دون توصل المدنيين اليمنيين بالمساعدات الإنسانية والأغذية. كما رأى الكاتب أن عقود التسليح بين فرنسا والسعودية تقوض مصداقية فرنسا «كمدافعة عن حقوق الإنسان في العالم وتجعل قادتها في مخاطرة من أن يكونوا شركاء في الهجمات غير القانونية للتحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن.
وعلى الصعيد الداخلي في المملكة، شكك فيليب بولوبيون في أهمية الإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالنساء السعوديات رغم أنهن سيكن قادرات على سياقة السيارات ابتداء من الصيف المقبل، فإن البلاد لا تزال تحرمهن من السفر أو من الزواج أو الحصول على جواز سفر دون موافقة محرم. و توقف الكاتب أيضا عند «المضايقات» التي يتعرض لها نشطاء حقوق الإنسان في السعودية، التي يضطرون بسببها إلى التزام الصمت.
ونبه الكاتب إلى أن السعودية لا تزال تحتفظ برقم قياسي من حيث عمليات الإعدام التي تنفذها الدولة، مشددا على أن «القمع» الذي يتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان في المملكة الغنية بالنفط يتم تحت سلطة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي قام في شهر سبتمبر الماضي باعتقال شخصيات دينية كبيرة، قبل أن يحول فندق ريدز كارلتون بالرياض إلى سجن، احتجز فيه العديد من الشخصيات بمن فيهم أمراء مثله دون عرضهم على العدالة.
وشدد على أنه نظرا لدور الأمير الشاب بن سلمان في هذه الانتهاكات، فإنه ينبغى على فرنسا أن تكون رصينة خلال هذه الزيارة، معتبرا أنه من الأفضل لباريس أن تدعم العقوبات الدولية ضد بن سلمان، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140، الذي ينص على تجميد الأصول وحظر السفر للمسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في اليمن.
غير أن بولوبيون خلص مقاله بالقول إن العاهل السعودي في المستقبل محميٌ في الوقت الحالي من قبل الحلفاء الأقوياء للمملكة في مجلس الأمن الدولي، بمن فيهم فرنسا وفي مقدمتهم أمريكا دونالد ترامب وكذلك بريطانيا.
إلى ذلك، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الفرنسي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ألغى أمس الاثنين زيارة لمجمع كبير للشركات التكنولوجية الناشئة في باريس كانت تهدف لتسليط الضوء على عمق العلاقات الفرنسية السعودية في مجال التكنولوجيا.
وكان الأمير الشاب الذي يعمل على دفع إصلاحات لتحديث المملكة وصل إلى فرنسا في زيارة مدتها ثلاثة أيام في وقت أصبحت فيه العلاقات بين البلدين أكثر تعقيدا لأسباب من بينها بحث سبل التصدي لدور إيران في المنطقة.
ومن غير المتوقع أن يبرم الأمير محمد عقودا كبيرة في فرنسا مثلما فعل أثناء زيارتيه للولايات المتحدة وبريطانيا الشهر الماضي.
وقال المصدر الفرنسي «تقرر مواصلة العمل على تحديد المشروعات التجارية الفرنسية السعودية قبل التطلع لزيارة رفيعة المستوى».
ويحمل الأمير محمد (32 عاما) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة عصرية تلقى أصداء قوية في أوساط الشبان السعوديين والفرنسيين.
ومن المرجح أن يتسبب إلغاء زيارة الأمير محمد لمجمع (ستيشن إف) في شعور ماكرون بالإحباط خاصة أنه زار عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
و(ستيشن إف) هو أكبر مجمع للشركات الناشئة في أوروبا وأسسه الملياردير زافييه نييل وتترأسه روكسان فارزا وهي أمريكية من أصل إيراني كانت تعمل في شركتي تك كرانش فرانس ومايكروسوفت فنتشرز.