انقلاب سوداني على السعودية
أغضب الرئيس السوداني عمر البشير الرياض بتقاربه مع أنقرة والدوحة، وذلك بعد خذلان المملكه له في ما يتعلق بمكاسب مالية وعدت بها بلاده كمكافئة على مشاركتها في تحالف العدوان على اليمن.
تقرير عاطف محمد
مع إحساسه بتضاؤل الدعم المقبل من السعودية، يعزز الرئيس السوداني عمر البشير، مؤخراً، علاقاته مع أعداء الرياض، قطر وتركيا.
وشهدت الأسابيع الماضية تقارباً ملحوظاً بين السودان والبلدين، كان أبرزها توقيع اتفاقات بشأن تولي الدوحة وأنقرة تطوير “ميناء سواكن” في السودان.
وقالت دورية طأفريكا إنتليجنسط الفرنسية إن البشير طمشغول في الوقت الحاضر بكسب رضا قطر وتركيا للتعويض عن الوعود السعودية المنهارة، فالخرطوم قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016 إثر وعود سعودية بمساعدات مالية كبيرة، إضافة إلى استثمارات في مجالات الزراعة والسدود الكهرومائيةط.
لكن مع وصول الأزمة الاقتصادية في البلاد إلى نسب لم يعد بمقدور الشعب السوداني تحملها، لا يبدو أن هناك دعماً سعودياً في الطريق، فالرياض غارقة في المستنقع اليمني وعقد صفقات التسلح مع الولايات المتحدة.
ومما زاد الطين بلة، وفقاً للموقع ذاته، نفي السعودية في الآونة الأخيرة عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين بدعوى أنه ليس لديهم تصريح إقامة، إضافة إلى تعاطي التحالف في اليمن مع الجنود السودانيين كمرتزقة.
التقارب بين كل من تركيا وقطر والسودان، والذي بات ملحوظاً بشكل كبير في الأونة الأخيرة، يؤرق الدول المقاطعة للدوحة ويغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل خاص، كما أنه يثير قلق القاهرة التي أغضبتها زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى الخرطوم في ديسمبر/كانون الأول 2017.
ولم يزر الرئيس السوداني السعودية منذ نحو 5 أشهر، وكانت آخر مرة زارها يوم 24 أكتوبر / تشرين الأول 2017، وهو ما لم يحدث طوال السنوات الثلاث الأخيرة.