“ذا تايمز”: أعداء أقوياء لابن سلمان في السعودية
السعودية / نبأ – نسبت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية إلى مصدر غربي في العاصمة السعودية الرياض قوله إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تسبب في نشوء أعداء أقوياء له داخل الأسرة الملكية ووسط النخبة المالية.
وأوضح المصدر أن الغضب في الأسرة الملكية سببه تركيز ابن سلمان السلطات في يده بعد أن كانت موزعة بين جهات عدة، كما أصبح ينفرد بكل القرارات حتى أخطرها بعد أن كان هناك حرص على الإجماع في صناعة القرار.
وأضاف أن أعضاء الأسرة ورجال الأعمال الذين اعتقلوا واستبعدوا من دائرة القرار يشعرون بالإذلال وطعن الكبرياء، كما أن أعضاء المؤسسة الدينية يشعرون بالامتعاض، فضلا عن إغلاق مساحة الحرية السياسية التي كانت متاحة، وعدم التسامح مع أي انتقاد.
وقالت الصحيفة إن ابن سلمان أحدث تغييرات ليبرالية صادمة منذ أن تولى منصبه في يونيو/حزيران 2017، لكن انفتاحه هذا ترافق مع حملة الاعتقالات والتضييق التي وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة وخطرة للغاية.
وأشارت إلى أنه بعد أن عاد فندق طريتز كارلتونط في الرياض إلى وضعه الطبيعي عقب تلك الاعتقالات، فإن ميزان القوة في المملكة أصبح واضحاً.
فالسعودية منذ تأسيسها ظلت تُحكم بتحالف بين الأسرة الملكية وعلماء المؤسسة الدينية الوهابية، إذ تمنح هذه المؤسسة أسرة آل سعود شرعية حكم الدولة وفي المقابل تمنح الأسرةُ علماءَ الدين بعض السلطة والمال، وفقاً لتقرير الصحيفة الذي نشره بالعربية موقع “الجزيرة” الإلكتروني.
لكن بمجيء ابن سلمان تفكك ذلك التحالف ووصلت تلك المساومة التاريخية إلى النهاية، تضيف الصحيفة، فـ”أصبحت السلطة بيد الرجل الواحد الذي غيّر هيكل الحكم السعودي من جذوره، وتم تجريد الأمراء من أعضاء أسرة آل سعود من أي سلطة أو نفوذ كان لديهم على مختلف المؤسسات لتتجمع كلها في يد ابن سلمان وأبيه الملك، الذي قالت بعض المصادر إنه يشارك في اتخاذ جميع القرارات الرئيسية، لكنه لا يفضل الأضواء”.
وقال المصدر الغربي إن الملك سلمان وولي العهد موجودان على الدوام في تقاليد أسرة آل سعود، لكن القرارات تُتخذ ببطء وبعد مشاورات وإجماع أو شبه إجماع، مضيفاً أنهم في المستويات العليا من الأسرة في السابق كانوا جميعا يتحدثون عن “القرارات”، غير أن الأوضاع تغيّرت الآن.
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة لـ”ذا تايمز” إن منهج ابن سلمان هو نهج “من أعلى إلى أسفل” وفقاً لتقاليد المجتمعات القبلية، لكن الآخرين يرون أنه منهج استبدادي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بما نسبته إلى مديرة الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسون من أن الاعتقالات في فندق “ريتز كارلتون”، واعتقال 11 أميرا في يناير/كانون الثاني 2018، لاحتجاجهم على إلغاء الدعم الحكومي، وكل الاعتقالات التي وراءها دافع سياسي، تثبت أن ابن سلمان ليست لديه رغبة حقيقية في تحسين سجل بلاده في مجالات حرية التعبير وحكم القانون.
وكانت الصحيفة قد اعتبرت أن الهدف من جولة ابن سلمان الحالية في الولايات المتحدة هو تغيير صورة السعودية لدى المجتمع الأميركي، ويبدو أنها تريد القول إن هذا المسعى في الخارج تجهضه السياسات القمعية في الداخل.