واشنطن بوست: بن سلمان “اصلاحي متهور” يمكنه الاستفادة من أمريكا لتصحيح الوضع في اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1910
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بـ”الإصلاحي المتهور”، مشيرة إلى إمكانية استعانته ببعض توجيهات الولايات المتحدة، أهم حليف لبلاده، خاصة فيما يتعلق بحرب اليمن.
وأكدت الصحيفة في افتتاحيها أن خروج السعودية (قائدة التحالف العربي) من الحرب المستمرة في اليمن، والوصول إلى تسوية، “يُحسن من فرص الإصلاح الداخلي”.
وقالت: “بينما يتبنى بن سلمان سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية الواعدة، مثل تخفيف القيود على المرأة، فإنه ما زال يتابع بعض مغامراته الخارجية العدوانية وغير المدروسة، خاصة في الحرب الكارثية باليمن”.
و”للأسف”، تقول الصحيفة، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب “غير راغب بالضغط على الأمير السعودي”؛ إذ إنه “أثنى كثيراً عليه متفاخراً بقيمة مشتريات السعودية من الأسلحة الأمريكية”، وذلك في اللقاء الذي جمعهما بالبيت الأبيض، الثلاثاء الماضي.
لكن بن سلمان لقي استقبالاً بارداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي في ذات اليوم، وعلى الرغم من إقرار مواصلة دعم السعودية بعد تصويت، فإن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، طالبوا ولي العهد السعودي وبقوة، بوقف الحرب في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن بوب كوركر، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، قوله إن أعضاء الحزبين طالبوا بوقف دعم السعودية عسكرياً، مع ضرورة اتخاذ إجراءات تصحيحية قوية في هذا الشأن.
واعتبرت الصحيفة أن الاستقبال “البارد” من قبل أعضاء الكونغرس لـ”بن سلمان” يمثل “الرسالة الصحيحة”، لا سيما أن الحرب باليمن، خلقت أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وجعلت مليشيا الحوثيين في وضع أفضل.
وأضافت أن “الحوثيين حصلوا على دعم إيران (غريمة السعودية)، وبعد أن شدد التحالف وتيرة عملياته (ضد مواقعهم في صنعاء تحديداً)، تلقت الرياض ضربات صاروخية وصلت حتى العاصمة الرياض.
وكثيراً ما أصاب القصف السعودي المكثف، المدعوم أمريكياً، بحسب الصحيفة، أهدافاً مدنية، ومن جانب آخر أدى الحصار السعودي المفروض على موانئ صنعاء ومطاراتها، لدفع البلاد إلى حافة المجاعة.
وتشير الأرقام التي جمعتها وكالات مختلفة في الولايات المتحدة أن حصيلة الحرب في اليمن بلغت 190 ألف قتيل حتى 2017، في حين أن هناك 8 ملايين شخص معرضون للمجاعة.
إلى جانب ذلك فإن هناك أكثر من مليون مصاب بمرض “الكوليرا”، الذي شهد أسوأ تفشٍّ في التاريخ الحديث، إذ إنه انتشر في كل محافظات اليمن تقريباً باستثناء واحدة.
وعلى الرغم من هذا السجل، يبدو أن ولي العهد السعودي مصمم على مواصلة الحرب؛ فالسعوديون يؤكدون أن الحل التفاوضي (مع مليشيا الحوثي) غير ممكن في الوقت الراهن، “لأنهم غير مهتمين بذلك”.
واتخذت السعودية، بحسب الصحيفة، “بعض الخطوات لتخفيف الوضع الإنساني في أعقاب تصريح للرئيس الأمريكي، في ديسمبر الماضي”.
غير أن تلك الإجراءات غير كافية، وهناك حاجة ملحة للمزيد من التدابير لتخفيف الحصار المفروض على الميناء الرئيسي في الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء للطيران التجاري.
وترى “واشنطن بوست” أن ما ينبغي على الكونغرس فعله هو دفع السعودية إلى مفاوضات سلام جادة، خاصة في أعقاب فشله بتمرير قرار لوقف الدعم الأمريكي للرياض في حربها باليمن.
كما أنه على الكونغرس أن يختار نهجاً أفضل في التعامل مع الأزمة باليمن، يتمثل في دفع المزيد من المساعدات الأمريكية وإجبار السعودية على فتح الميناء والمطار وصولاً إلى تسوية تفاوضية.
وتختتم بالقول: “إذا تمكن الكونغرس من دفع ولي العهد السعودي للخروج من أزمة اليمن، فإن ذلك سوف يحسن من فرص الإصلاح داخل السعودية”. (الخليج اونلاين)