توالي الانتقادات السياسية والشعبية لزيارة ابن سلمان إلى لندن
يواصل ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان لليوم الثاني زيارته إلى المملكة المتحدة، حيث توجه جدول أعمال زيارته بلقاء مع الملكة إليزابيث في “قصر بكنغهام”، تلاه لقاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ثم أُعلن عن خطة للتجارة والاستثمار بين البلدين تصل قيمتها لنحو 90 مليار دولار.
تقرير: هبة العبدالله
بخجل واقتضاب عبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في اليمن. ذكر بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عقب الاجتماع أن ماي أكدت لابن سلمان ضرورة أن يكون الحل السياسي “سبيلاً وحيدا لإنهاء الحرب في اليمن”، معربة عن “قلقها من الوضع الإنساني المتفاقم نتيجة الحصار المفروض على اليمن ومنع إدخال المساعدات عبر الموانئ”.
لكن لندن لم تفوت زيارة الأمير الشاب من دون تحصيل أرباح مالية وفيرة. إذ قالت متحدثة باسم مكتب رئيسة الحكومة البريطانية، في بيان، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على هدف وصفته المتحدثة بـ”الهدف الطموح والدفعة المهمة لازدهار المملكة المتحدة”. فقلق ماي لم يمنعها من الاتفاق مع ابن سلمان على خطة ضخمة للتجارة والاستثمار بين البلدين.
وعلى المستويين الشعبي والإعلامي، ما زالات زيارة ابن سلمان تواجه انتقادات شديدة وتحظى برفض واسع. فموقف ماي المغلف بالتعاطف مع أبناء اليمن لم يمنع زعيم المعارضة جيرمي كوربن من اتهام حكومتها بالتواطؤ مع ابن سلمان في العدوان على اليمن.
وقبل دقائق من لقائها ابن سلمان وخلال جلسة عقدها مجلس العموم، وجّه كوربن سؤالين إلى رئيسة الوزراء بشأن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى الرياض وانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، في تصريح وصف بالأشد ضد العلاقة السعودية البريطانية.
أما زعيم “حزب الديمقراطيين الأحرار”، فنس كابل، فقد طالب الحكومة البريطانية بالضغط على السعوديين لوقف قصف المدنيين في اليمن، والذي كان ولي العهد قد باشره خلال تسلمه حقيبة الدفاع.
وجهة النظر المعارضة للزيارة عكستها بوضوح مواقع التواصل الاجتماعي والصحف البريطانية التي ألقت الضوء على الاحتجاجات التي شهدها البرلمان ومقر الحكومة البريطانيين.
وانتقدت “ذا غارديان” بحدة استقبال الحكومة لولي العهد السعودي ووصفته بـ”المخزي”، قائلة إن “حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي تعتبر مبيعات الأسلحة أهم من معاناة اليمنيين من الحرب الأهلية”. واعتبرت “ذا غارديان” أن “الحكومة البريطانية توقعت حملة الانتقادات هذه، ولكنها لم تتخيل حجم العداء من قادة الأحزاب المعارضة”.