الملك سلمان يحاول “إصلاح” ما خربه نجله بنصائح أميركية
أثارت حملة الاعتقالات التي قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد الأمراء حالة من الغضب في أوساط العائلة الحاكمة ضد الأمير الشاب، وهو ما أبقاه مؤخراً بعيداً عن الضوء، بينما حاول والده الملك لملمة تداعيات استياء الأمراء منه.
تقرير: هبة العبدالله
كشفت مصادر سعودية مطلعة أن الملك سلمان عمل على احتواء حالة الغضب التي اشتعلت في نفوس الأمراء بفعل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ابتعدت حالياً عن ملف تصعيد إبن سلمان، وهو الأمر الذي يعكس غيابه منذ قرابة ثلاثة أسابيع.
وبحسب معلومات كشفها دبلوماسيون، فإن الصور التي التقطها مؤخراً للملك مع أبزر ضحايا الاعتقالات في فندق “ريتز كارلتون”، الأميران متعب بن عبد العزيز والوليد بن طلال، جاءت ضمن سياق عملية الاحتواء المشار إليها.
ووفقاً لمعلومات صحافية، فإن صورة الملك والأميرين متعب والوليد جاءت لإنصاف الرجلين وإظهار أن ما حصل معهما من اعتقال وتوقيف وتحقيق كان مرحلة وانتهت وأنهما خلافاً لما يشيعه رموز “الذباب الإلكتروني” الناشطون لمصلحة إبن سلمان غير منبوذين او مطرودين من النظام.
وأشارت المصادر إلى أن عموم الأمراء وخاصة الأمراء الكبار حاولوا المحافظة على تقاليد العائلة بعد أن أوصلوا شكواهم عشرات المرات إلى الملك، كما أرسلوا عشرات الرسائل الاعتراضية والمحذرة، وهو ما وضع الملك نفسه في زاوية محرجة.
ووفقا للمعلومات نفسها، فإن الأمير متعب الذي يوصف بأنه صاحب ملاءة مالية منخفضة ولا تنافس أصلاً الأثرياء من الأمراء حرص على إعادة بناء صورته الاجتماعية عبر التقارب إيجابياً من الملك حتى لا يتم التعامل معه بعد انتهاء مرحلة الاعتقال والتحقيق باعتباره خائناً للنظام والعائلة.
وكشفت المصادر أن الأمير الوليد، من جانبه، شرح للملك في لقاء خاص ومغلق وجهة نظره في مسألة مناكفة ولي العهد بصلابة خلال فترة اعتقاله.
وفي ما يتعلق بالدور الأميركي في تخفيف حالة الاحتقان داخل العائلة الحاكمة في السعودية، كشفت المصادر أن حلقات أميركية مهتمة ونافذة ووسيطة اقترحت على الملك شخصياً أن يتبناها عبر إعادة استقطاب واحتواء الأمراء الغاضبين، وهو ما يفسر الصور الملتقطة مع ضحايا حملة ابن سلمان لمكافحة الفساد، مؤكدة أن الملك اقتنع بها أخيراً ودخل على خطوطها شريطة عدم المساس بنجله ولي العهد.