«العطية» يكشف تفاصيل مخطط السعودية والإمارات لغزو قطر والإطاحة بـ«تميم»

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 5229
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير الخليج الجديد
 كان الهدف من الزيارة التي قام بها وزير الدفاع القطري «خالد بن محمد العطية» إلى واشنطن - الأسبوع الماضي - إجراء حوار استراتيجي مع وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس». ويعد الترحيب بهذه الزيارة أيضا وسيلة لإدارة «ترامب» لإقناع جيران قطر - الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية - بأنها غير راغبة في استمرار المقاطعة ضد قطر، تلك المقاطعة التي بدأتها منذ يونيو/حزيران الماضي لمعاقبة الدوحة على دعمها - المزعوم - للإرهاب. وقال مسؤول أمريكي بارز يعمل في الشؤون الخارجية: «لقد طال الأمر». وتريد الإدارة الأمريكية أن تتحد دول الخليج لمكافحة الإسلاميين المتشددين ولاحتواء إيران بدلا من الخلاف بين بعضهم البعض. وتحدث «العطية» مع «لالي ويموث» - الصحفية في واشنطن بوست - عن النزاع واعتماد بلاده على إيران والتقارب المحتمل بين البلدين.
وفيما يلي نص الحوار:
س: ألم يبدأ النزاع الأخير بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى من جانب واحد، عندما قيل إن الإمارات قد اخترقت أجهزة الكمبيوتر في بلدك وأظهرت تقريرا كاذبا بأن أميرك قد صرح ببيان مؤيد لإيران؟
ج: كانت البداية فخا. وأعتقد أن الشيء الوحيد الأكيد هو أنها (الخطوة) لم تكن محسوبة بشكل صحيح. لقد كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تعقيد الشعب القطري وثني عزيمته. ولكن الشعب أظهر التضامن، وأصبح أكثر مرونة. وقد عززنا علاقاتنا الثنائية في جميع أنحاء العالم. لذلك، يمكن القول بأن الخطة فشلت. ولم تتحقق أي من مطالبهم الـ 13.
س: هل كان أحد المطالب الـ13 هو أن تتوقف قطر عن دعم التطرف؟
ج: نعم. ومن بين الطلبات الـ13، لم يكن هناك مطلب حقيقي. ونحن البلد الوحيد الذي وقع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب. ولدينا فرق من جميع الإدارات المعنية تعمل معا (مع الولايات المتحدة) تقريبا على أساس أسبوعي.
س: هل أوقفتم أي ضربات إرهابية؟
ج: هناك عمليات صعبة وبرامج وتدريب. واليوم، نحن نطير جنبا إلى جنب مع الأمريكيين لمكافحة الإرهاب.
س: إلى أين كنتم تحلقون جنبا إلى جنب؟
ج: إلى العراق وأفغانستان.
س: وسوريا؟
ج: يستخدم (التحالف والناتو) جسورنا الجوية الاستراتيجية. ولكننا نواجه مشاكل، لأن الجيران يعطلون العملية، فالأجواء محظورة علينا.
س: هل تقصد المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة؟
ج: الإمارات والسعودية. وهم أعضاء في التحالف. ولكن مع الحظر المفروض علينا، فهم يعطلون العملية.
س: هل هذا هو سبب انزعاج الولايات المتحدة من النزاع ورغبتها في أن ينتهي؟
ج: هذه ليست طريقة لمكافحة الإرهاب. تحتاج هذه العملية إلى الكثير من تبادل المعلومات الاستخباراتية، وإذا كنت لا تتحدث مع جيرانك، فكيف يمكنك تبادل المعلومات؟
س: كيف يمكن حل النزاع؟
ج: إن السبيل الوحيد لحل مثل هذا الخلاف هو الحوار، وهو ما نطالب به منذ بداية الأزمة.
س: وما هو ردهم؟
ج: إنهم يريدون أن نجلس وفق شروط مسبقة. ونحن نرفض فكرة الشروط المسبقة.
س: لقد عرض الرئيس «ترامب» التوسط، أليس كذلك؟
ج: نعم، هو يحاول. وأسمع أنه سيدعو مجلس التعاون الخليجي قريبا إلى الاجتماع في واشنطن.
س: تريد الإدارة احتواء إيران ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ويقال، إنها قد وجدت في هذا النزاع إلهاء.
ج: هذه هي الصورة تماما. فإذا كنت ترغب في إجراء حوار صادق مع إيران، حيث يعرض الطرفان مخاوفهما ويحاولان التوصل إلى تفاهم في المنطقة... فإن أفضل طريقة هي الجلوس والتحدث.
س: هل الإدارة ليست معنية بالأنشطة العسكرية الإيرانية خارج حدودها؟
ج: على الإطلاق. ولكن كيف نتعامل مع هذه القضية؟ إذا اتبعنا الطريق الصعب ستكون كارثة، لكن هناك طريق المشاركة والحوار، ونحن نشجع ذلك دائما.
س: تتشارك بلدك حقل غاز مع إيران. فهل لديكم علاقات ودية مع طهران؟
ج: لدينا علاقات ودية مع الجميع. نحن مسؤولون عن توفير (كمية هائلة) من الطاقة في العالم. ويجب أن يكون لدينا تدفق سلس للطاقة، وهذا يعني أنه يجب علينا أن نتجنب وجود أعداء.
س: لديكم قوات تركية في بلدك. فهل كنتم تخشون فعلا أن تقدم السعودية أو الإمارات على غزوكم؟
ج: لن أقول أننا كنا نخشى ذلك، فقد كان لديهم نوايا - بالفعل - للتدخل عسكريا.
س: السعودية والإمارات؟
ج: نعم، بالتأكيد لديهم هذه النية. ولكن علاقاتنا مع تركيا تعود إلى ما قبل الأزمة.
س: لكنك تعتقد جديا أن الإمارات والسعودية تنويان الغزو؟ اليوم؟
ج: لقد أحبطنا هذه النية. ولكن في بداية الأزمة، كان لديهم هذه النية. لقد جربوا كل شيء، حاولوا إثارة القبائل، واستخدموا المساجد ضدنا، ثم حاولوا استخدام بعض «الدمى» للإطاحة بقادتنا واستبدالهم.
س: أرادوا تنصيب أمير جديد؟
ج: نعم، صحيح. لقد قدموا دميتهم - عبد الله علي آل ثاني (أحد أقارب أمير قطري سابق) - على شاشة التلفزيون، وقالوا إنه «سمو الأمير»... ثم، عندما فشلت خطتهم، اختطفوا هذا الرجل، وحاول الانتحار للخروج من أبوظبي. لقد حاولوا إغواءه، وتبعهم لبعض الوقت، ثم وجدوا بديلا له فأرادوا التخلص منه. ولديهم واحد آخر الآن.
س: لديهم الآن واحد آخر يحاولون جعله الأمير؟ ما الذي ستفعلونه؟
ج: لا يستطيعون فعل أي شيء. الشعب القطري يحب أميره.
س: بسبب المقاطعة ضد قطر، كان عليكم أن تستوردوا الكثير من الطعام إلى بلدك من بلدان أخرى عبر المجال الجوي الإيراني، أليس كذلك؟
ج: نعم. يعتبر المجال الجوي لإيران هو المجال الجوي الوحيد لدينا، فقد منعنا من أي طريق آخر. وقد منحتنا إيران خطا بحريا حتى نتمكن من الحصول على طعامنا، وبعضه يأتي من أذربيجان أو تركيا أو أوروبا.
س: كيف كانت محادثتك مع وزير الدفاع «ماتيس»؟ ما هو عنوان هذه المحادثة؟
ج: العنوان الرئيسي هو أن لدينا خططا للتعاون بيننا وبين الجيش على مستوى آخر. سنقوم بتوسيع القاعدة (قاعدة العُديد الجوية التي تستضيف الجيش الأمريكي) وبناء المزيد من المساكن وزيادة القدرة الدفاعية.
س: وهل ستدفع دولة قطر ثمن هذا؟
ج: بالطبع، نحن نستضيفهم. وفي الوقت نفسه، سنقوم بزيادة التدريبات المشتركة والخاصة. ونحن نجلب معظم معداتنا من الولايات المتحدة، وسيكون لدينا طائرات إف-15 في بضعة أعوام. ولدينا بالفعل طائرات سي-17 وسي-130.
س: ما رأيك في الوجود الروسي في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا؟ ولماذا تشترون المعدات العسكرية الروسية؟
ج: كانت روسيا في سوريا منذ 40 عاما، وأعتقد أن لديهم مصالح في المنطقة. وكلما أبقينا على حالة عدم الاستقرار في المنطقة، كانت تلك دعوة للاعبين الأجانب إلى المجيء.
س: في الماضي، تم اتهام بلدكم بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا.
ج: خطأ. في ذلك الوقت واليوم. وهذا اتهام كاذب ضد قطر. نحن نركز في سوريا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
س: وهل يسير هذا على ما يرام؟
ج: نعم، تسير عملية «داعش» بشكل جيد جدا. والحال أفضل بكثير، لأننا سابقا عندما ضغطنا عليهم في العراق برزوا في سوريا. وعندما ضغطنا عليهم في سوريا برزوا في العراق. نحن بحاجة إلى إعطاء الفضل إلى الجنرال «ماتيس» في هذا، لأنه قاتل «داعش» بشكل جيد جدا.

المصدر | واشنطن بوست