من قضية الاحتجاز إلى لغز الإفراج عنه.. الأمير الملياردير شكل عبئا على بن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2153
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إصرار الوليد بن طلال على رفض أي تنازل يقدم على شكل تسوية مالية يقررها محمد بن سلمان، جعل من احتجازه عبئا ثقيلا على ولي العهد، الذي ربما لم يحصل شيئا من الثورة الضخمة للوليد.
تقرير: هبة العبدالله
 الوليد بن طلال حر خارج الريتز كارلتون. كسب قيصر المال والأعمال معركة الحرية ولكن ليس معلوما إذا ما كان قد خسر شيئا في معركة المال. وهو الذي كان طوال أكثر من شهرين من توقيفه رافضا للتنازل عن أي من أملاكه لولي العهد السعودي.
خلال فترة احتجازه مع بقية الموقوفين من أمراء ورجال أعمال ووزراء سابقين، عرف صاحب أكبر امبراطورية مالية في الشرق الأوسط بأنه قائد جبهة رافضي التسويات المالية في فندق الريتز، بعدما فرض بن سلمان معادلة المال مقابل الحرية.
وبينما كانت معركة بن سلمان مع الوليد أغنى رجل أعمال في السعودية والوطن العربي تتركز على إجباره على التنازل عن 6 مليارات دولار من ثروته، فإن المعركة الرئيسة لابن طلال خلال توقيفه كانت إبقاء امبراطوريته المالية تحت سيطرته.
خلال فترة تقارب الثلاثة أشهر استقطب ملف اعتقال أغنى رجل في الشرق الأوسط، والذي تفوق ثروته السبعة عشر مليار دولار، اهتمام وسائل الإعلام الدولية. بشكل متتال رشحت معلومات عن تعرض ابن طلال للإهانة والتعذيب، بهدف الضغط عليه وعن مقاومته للاتهامات الموجهة إليه، والتي فضل أن يسميها مناقشات في مقابلة مصورة مع وكالة رويترز عرضت قبل ساعات من الإفراج عنه.
لكن الأمير المعتقل أصر على رفض أي تهم بالفساد كما رفض التنازل عن أي أموال، باعتبار أن ذلك سيعد اعترافا بالذنب وسيقود إلى تفكيك امبرطوريته المالية التي بناها على مدى خمسة وعشرين عاما. إصرار الوليد أبقاها محتجزا أكثر من آخرين وافقوا سريعا على تسويات أخرجتهم بعد أيام من سجتهم الفاخر، لكن في المقابل زاد هذا الإصرار من حالة عدم اليقين التي سادت بين المستثمرين الأجانب، وانعكست لاحقا وبشكل متفاقم كمزيد من الضغط على ابن سلمان.
ومع اعتقال واحد من أغني أغنياء العالم أثيرت مسألة صمت وسائل الإعلام الأميركية ورجال أعمال الأميركيين الذين يعرفون الوليد ابن طلال جيدا.
فالرجل الذي يحتل المرتبة الخامسة والأربعين ضمن أثرياء العالم، كان يظهر باستمرار على شبكات “سي إن إن” و”سي إن بي سي” و”بلومبريغ” و”فوكس”، وله علاقات مع مالك فايسبوك مارك زوكربيرغ، كما أنه صديق مؤسس مايكروسوفت بيل غايتس، وروبرت مردوك رئيس مجلس إدارة فوكس نيوز. كما يملك حصصا في شركات مثل “سيتي بنك” و”تويتر”.
من قضية الاحتجاز إلى لغز الإفراج عنه، ساهم الوليد بن طلال في تعرية الوجه الحقيقي لحملة محاربة الفساد في السعودية. فهو قال لمقربين منه إنه مستعد لإثبات براءته وإنه سيكافح الاتهامات الموجهة له بالفساد أمام المحكمة وطالب بتعيين شركات تدقيق مالية عالمية، لكي تتحقق من أصول أموالها ومصادر ثروته التي أصر على أنه جمعها بجهده.